تدمير نحو 25% من المناطق المأهولة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة
لا يمكن حصر الأضرار المادية في الوقت الحالي نظرا للأوضاع الأمنية واستمرار العدوان
الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه وفي الدفاع عن مقدساته والأقصى وسيفشل مؤامرة التهجير القسرى
الغرب يكيل بمكيالين يتفرج ويشارك بهذا العدوان ومنحاز بكل وضوح للاحتلال
أكثر من ثلاثة أسابيع، يعيش فيها أهالى قطاع غزة جحيم من نيران وقصف الاحتلال الإسرائيلى برا وبحريا وجوا، مع حصار مفروض على القطاع منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، يعيش فيها الأهالى دون طعام أو مياه أو وقود أو كهرباء، بجانب انقطاع خدمات الإنترنت مؤخرا، قصف يشمل كل مكان في غزة، المنازل، والمستشفيات، ومراكز الإواء، والمدارس ودور العبادة، وأعداد الضحايا هي الأكبر في تاريخ مجازر الاحتلال ضد القطاع.
"ليست أجمل المدن، وليست أغنى المدن، وليست أرقى المدن، وليست أكبر المدن، ولكنها تعادل تاريخ أمة، لأنها أشد قبحا في عيون الأعداء، وفقرا وبؤسا وشراسة، لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة، وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب، ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصي سحرية ولا مكاتب في العواصم، صحيح أن لغزة ظروفا خاصة وتقاليد ثورية خاصة ولكن سرها ليس لغزا"، كانت هذه إحدى روائع الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي يصف فيها حجم المعاناة في القطاع بسبب انتهاكات الاحتلال.
دمار هائل تشهده غزة في البنية التحتية، الشهداء أغلبيتهم من الأطفال والنساء، أخرها مجزرة مخيم جباليا التي ارتكبها الاحتلال، وسط صمت مخزى من المجتمع الدولى، الذي يتجاهل انتهاك الاحتلال الصارخ لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية، فما بين مجازر في كل مدينة بقطاع غزة، ومنع من الماء والطعام، وتكدس أمام المراكز الإيواء، ومحاولات للتهجير القسرى ، وإجبار المواطنين على النزوح لجنوب القطاع، بجانب تكدس أمام المخابز ولا يوجد خبز، وأشلاء منتشرة في كل مكان، حيث حول الاحتلال القطاع إلى مدينة أشباح.
"تدمير كل مناحي الحياة من صحة"، كان ها وصف الدكتور محمد زيارة، وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، خلال حواره معنا، حيث كشف حجم الدمار الذي لحق بالوحدات السكنية في القطاع منذ بدء العدوان، بجانب كيف سيتعامل الفلسطينيين مع مخطط التهجير القسرى، وما الذي يحتاجه القطاع من أجل مواجهة الدمار الذي لحق به في ظل العدوان الغاشم، وحديثه عن الموقف المصرى الصلب في رفض تصفية القضية الفلسطينية، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى..
ما هي تداعيات الجرائم التي تمارسها إسرائيل ضد غزة ؟
إجرام المحتل في الحرب الحالية على قطاع غزة غير مسبوق ولا يشابهها سوى القنابل الذرية على اليابان في الحرب العالمية، حيث أدى قصف الاحتلال إلى شطب أسر بكاملها من السجل المدني.
كم هي عدد المباني التي تم هدمها بسبب العدوان الأخير على غزة؟
العدوان الإسرائيلي الأخير على الاحتلال محى أحياء ومناطق وتجمعات سكنية بقاطنيها، حيث تم تدمير أكثر من 200 ألف وحدة سكنية ما بين تدمير كلي وجزئي، ما يمثل نحو 25% من المناطق المأهولة.
هل هناك حصر شامل لحجم الأضرار المادية التي لحقت بالقطاع بسبب العدوان الأخير على غزة؟
لا يمكن حصر الأضرار المادية في الوقت الحالي نظرا للأوضاع الأمنية واستمرار العدوان، حيث جرى تدمير منشآت بمن فيها من مستشفيات، ودور عبادة، ومخابز ومحطات تعبئة مياه، وأسواق، ومدارس، ومؤسسات تعليمية، وخدماتية، واستهداف سيارات الاسعاف والدفاع المدني والصحافة لحجب الحقيقة.
ما هو نسبة تدمر البنية التحتية في قطاع غزة بسبب جرائم الاحتلال؟
جرى تدمير كل مناحي الحياة من صحة- إسكان- مياه- صرف صحي- بنية تحتية- اقتصاد- زراعة- تعليم- خدمات- ومؤسسات انسانية وقطع المياه والكهرباء والوقود، وبالتالي فان مقومات الحياة الأساسية أصبحت غير متوفرة وحياة الناس مهددة اما بالقصف او غياب الرعاية الصحية أو شح المياه والأكل.
كيف ترى المخطط الإسرائيلي لتنفيذ تهجير قسرى ضد الفلسطينيين؟
لن ينجح مخطط التهجير القسرى ضد الفلسطينيين، فالشعب الفلسطيني متجذر في أرضه وفي الدفاع عن مقدساته والأقصى وسيفشل مؤامرة التهجير القسرى، ولن يسمح بنكبة ثانية مثل النكبة التي حدثت في عام 1948.
كيف يواجه الفلسطينيون مخطط الاحتلال للتهجير القسرى؟
سيستمر نضال الشعب الفلسطيني طالما وجد الاحتلال والقضية الفلسطينية لا بمكن ان تنتهي الا بدحر الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
كيف ترى تبرير بعض دول العالم ممارسات إسرائيل ضد فلسطين؟
الغرب يكيل بمكيالين يتفرج ويشارك بهذا العدوان ومنحاز بكل وضوح للاحتلال من خلال إعطاءه الضوء الأخضر للقتل والقصف والتهجير والتشريد وتدمير كل مناحي الحياة وتعطيل دخول المساعدات الإنسانية.
كيف ترى الحصار الإسرائيلي على غزة وقطع الكهرباء والإنترنت عنهم بجانب تجويعهم؟
أساس المشكلة بدأ قبل ٧٦ سنة والحصار على غزة قبل 16 عاما، وكذلك الحروب السابقة التي شنها الاحتلال على القطاع، فالحصار تمارسه قوات الاحتلال منذ سنوات على القطاع.
كيف ترى الموقف المصرى الرافض لتصفية القضية الفلسطينية؟
نؤكد على موقف مصر صلب رافض للتهجير القسري للفلسطينيين والعمل على إفشال هذه المؤامرة وتثبيت وتجذير المواطن الفلسطيني في ارضه وإفشال المخططات الخبيثة وتصفية القضية الفلسطينية .
ما الذي يحتاجه قطاع غزة من مساعدات من أجل مواجهة هذا الدمار؟
الأولوية الحالية هي وقف عدوان الاحتلال فورا، وتأمين ممرات آمنة لدخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية من أغذية وأدوية ووقود، وإعادة المياه والكهرباء.
ما هي رسالتك للمجتمع الدولى من أجل وقف هذا العدوان الغاشم على القطاع؟
نطالب من المجتمع الدولي الآن أن يتدخل لوقف اعتداءات الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وأن يدفع لاتجاه الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة عام 67 بما فيها القدس .
