أحمد التايب

الإعلام العربى وفخ المصطلحات الصهيونية.. وما ينبغى أن يكون

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023 12:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أتى العدوان الصهيوني بدعم غربى وأمريكى على فلسطين منذ 2017 وحتى الحرب الدائرة الآن في غزة والمدن الفلسطينية، وما زالت تنصب الفخاخ للعرب والمسلمين سواء سياسيا أو عسكريا أو إعلاميا، وما أود أن أشير إليه فى مقال اليوم هو الخطاب الإعلامى العربى وما ينبغى أن يكون، لأنه كثيرا ما تعرض لفخاخ وقع فيها والنماذج كثيرة.

وأعتقد أن أهم هذه النماذج هو الوقوع في فخ اختزال طبيعة الصراع في القضية الفلسطينية - وإن كنت أرى أنه ليس صراعا إنما هو عدوان مُحتل على شعب أعزل - حيث تبنى الخطاب الإعلامى العربى كثيرا ما يردده الغرب والاحتلال ونقله كما هو على شاشته وعلى صفحات جرائده ما عزز من هذه المصطلحات التي يريدها الغرب ويدعو لها، ورسخ أنماطا وتوصيفات يريدها الاحتلال ويعمل على تحقيقها.

فبعد، أن كان عدوانا صهيونيا على بلد عربى بات يختزل على أنه صراع "إسرائيلى – عربى"  ثم صراع "إسرائيلى – فلسطيني" إلى أن وصل توصيفه على أنه صراع "إسرائيلى – حمساوى"، وللأسف الخطاب الإعلامى العربى يردد هذا التوصيف وهذه المصطلحات، فنجده يقول في نشراته وعلى لسان إعلامييه وضيوفه أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس متناسيا ومتجاهلا أن هذا فخ كبير يضر بالقضية الفلسطينية ككل ويخدم الرواية الإسرائيلية أمام الرأى العام العالمى.

وما يجب الانتباه إليه أيضا لأنه فخ كبير، هو مخاطبة الإعلام العربى نفسه دون الالتفات إلى مخاطبة الغرب بلغته وبما يفهمه، فنجد أن الأهم لديه هو الإثارة والانتشار فى الداخل حتى لو افتعل مناظرات تشاجرية بين الضيوف أو العمل على النبش فيما يُفرق ويبث الفتنة، وكل هذا للأسف لا يُعزز إلا الانقسام وعدم الاصطفاف وتشويه صورة الشعوب العربية وقضاياه الوجودية والحياتية.

وأنا هنا أحيى المقاومة الفلسطينيية على حرصها لإظهار صورة مٌشرفة لإنسانيتها تلك اللغة التي يحب أن يراها الغرب والعالم، فرأينا مثلا  كيف كان تعامل المقاومة مع الرهائن الإسرائيلية ومزدوجى الجنسية إنسانيا وصحيا؟ ورأى العالم كله والرهائن تودع المقاومة أثناء عمليات التسليم، ليسأل العالم كيف يودع المخطوغ خاطفه، وكذلك رأى العالم على الشاشات كيف كان تأثير حديث الرهائن بعد الإفراج عنهم خاصة أن الكل كان ينتظر حديثا يتماشى مع ما تقوله إسرائيل على المقاومة بأنها إرهاب لا تعرف إلا الوحشية والعنف والعدوان، وفى نفس الوقت إسرائيل ترفض أن يظهر رهائنها للرأي العام وهو في كامل الصحة وخوفا من حديثهم عن إنسانية المقاومة.

لكن في كل الحالات رأى العالم، كيف نجحت المقاومة الفلسطينية في إيصال رسالة مفادها أن كل ما يُقال عنها في الإعلام الغربى أو من قبل ادعاءات الاحتلال فهو باطل وعكس الحقيقة.

لذلك، إن رسالة الإعلام في مخاطبة الآخر بلغته أمر فى غاية الأهمية يجب تداركه في خطابنا الإعلامى، لأنه يخدم قضايانا ويظهر حقيقة مواقفنا، ويغلق الباب أمام أعدائنا من استغلاله لصالح أهدافه، فبدلا من أن يكون أداة تنوير وتوعية يكون سلاحا فتاكا خطره أشد من سلاح العدو الغاشم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة