مهن تراثية من الزمن الجميل يحتفظ بها أبناء القرى المصرية.. السدة الغاب مهنة تراثية تعود للظهور من جديد فى الدقهلية.. يبحث عنها جميع الفئات.. تحمى من أشعة الشمس وتستخدم حديثا فى الديكور.. صور

السبت، 11 نوفمبر 2023 08:00 م
مهن تراثية من الزمن الجميل يحتفظ بها أبناء القرى المصرية.. السدة الغاب مهنة تراثية تعود للظهور من جديد فى الدقهلية.. يبحث عنها جميع الفئات.. تحمى من أشعة الشمس وتستخدم حديثا فى الديكور.. صور السده البلدي عادت للظهور ويستخدمها البعض في الديكور
الدقهلية - محمدالحبشي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القناعة كنز لا يفني، فعندما تجد شخصا تخطي عمره الـ60 عاما، يقف يوميا منذ استيقاظه من نومه تحت أشعة الشمس الحارقة، للعمل في مهنته التي يحبها وتعلمها منذ طفولته من والده، لكسب رزقه بالحلال، فتعرف جيدا معني القناعة والرضا بما كتبه الله لك.
 
فهناك مهن تراثية قديمة جدا، وقلما تجدها الآن، فعندما تراها في أي مكان تشعر بالسعادة والحنين إلي الماضي، وتصف من يعمل بها تلقائيا بالطيبة وأنه من أيام الزمن الجميل.
 
فتجد نفسك تقف تلقائيا، لفتح حديث مع ذلك الشخص الجميل صاحب الأيدي الشقيانه والوجه البشوش، النابع من الرضا بالحال والإيمان بالرزق، الذي يقسمه المولي عزوجل علي عباده.
 
مهن تراثية من الزمن الجميل يحتفظ بها أبناء القري في مصر 
 
هناك مهن يدوية تراثية قديمة، يبحث عنها المواطنون، وذلك حبا في العودة للماضي والزمن الجميل، وأطلق علي هذه المهن، بالتراثية حيث قدم عمر صناعتها وندرة وجودها الآن، إضافة لأنها تستخدم أدوات من الطبيعة فقط، ويت صناعتها يدويا، حيث تكون أشياء وصناعات بدائية، لكنها تخرج بشكل مميز ولطيف، يجعلك تشعر بالسعادة والحنين إلي الماضى.
 
ومن بين هذه المهن مهنة صناعة السدة البلدي، والتي تعتمد في صناعتها علي الغاب المصرى المتواجد علي جانبي الأراضي الزراعية، أو الترع المتواجدة داخل الأراضي الزراعية، حيث يتم جمع الغاب والمرور بعدة خطوات جميعها يدوية لتظهر بمظهر طبيعي متكامل، يجعل من أهل القري يتمسكون بها إلي وقتنا هذا، ويستخدم أهل القري هذه السدة في أعمال مختلفة، حيث تستخدم في الوضع بأسقف الغرف، والأرضيات، ومؤخرا بدأ استخدام السدد في أعمال مختلفة أخري.
 
مهن قديمة عمل بها الآباء ويكمل مسيرتها الأبناء 
 
وعرفت السدة البلدى والتي يتم صناعتها من الغاب البلدى المصرى، منذ سنوات طويله، حيث عمل في صناعتها الأجداد والأباء وورثها الأبناء لاستكمال مسيرة المهن التراثية، ذات التواجد الضئيل، ويقول أحد صناع المهنة القديمة، ويدعي فايز وهبه إبراهيم، صاحب ال 63 عاما من عمره، من مواليد إحدي القري في شمال محافظة الدقهلية، أنه يعمل في هذه المهنة منذ سنوات عديدة تصل إلي 40 عاما.
 
حيث تعلم مهنة صناعة السدة البلدي من الغاب علي يد والده، وهو في عمر مبكر، حيث تعلمها من والده وهو في ال 12 عاما من عمره، وظل يعمل بها علي مدار السنوات، ورغم وفاة والده، لم يترك المهنة، حتي في السنوات العجاف للمهنة ذاتها والتي شحت فيها المهنة وتركها الكثير من أبناءها، وذلك بسبب التغير التكنولوجي في كل أساليب الحياة، إلا أنه ظل متمسكا بها، حتي بدأت في العودة مرة أخري بعد مرور السنوات.
 
حب المهنه التراثية وإنتظار عودتها وإستخدامات حديثة مختلفة
 
وقال العم فايز أحد صناع السدد بالغاب، لم أفقد الأمل أبدا في هذه المهنة، وحتي بعد سفرى وعودتي مرة أخري من الخارج، لم أعمل في شئ أخر غير هذة المهنة المحببة لقلبي، والتي ورثتها عن والدي، حيث عاودت العمل بها مجددا، بعد عودتي مباشرة، لأكمل مهنتي التي تعلمتها وتعلمتها علي يد والدي،حتي اتخطي العمل بها ما يتعدي ال40 عاما من عمرى.
 
واستكمل : هذه الفترة تشهد السدة إقبالا علي الشراء من مختلف الطبقات، حيث كانت تقتصر علي المزارعين فقط من قبل، ولكن حاليا دخلت فئات مختلفة في البحث عن السدة، وطلبها بمواصفات محددة، سواء في الطول أو العرض، وذلك لاستخدامها حديثا في عمل الديكورات المختلفة، حيث يقوم البعض بشرائها وتلوينها بألوان مختلفة، أو وضعها كما هي علي لونها الطبيعي، وذلك تسبب في فتح أبواب رزق جديدة، وعودة بعض صناع المهنه إليها من جديد بعد هذا الإقبال والرغبة في وضعها كنوع من الديكور المختلف.
 
السعي والرزق الحلال ومراحل تكوين السدة
 
ويستيقظ العم فايز يوميا في ساعة مبكرة من صباح كل يوم، ليسعي علي رزقه الحلال من خلال مهنته التي ورثها عن والده، ويحبها كثيرا، رغم مابها من مصاعب وشقي، ولكنه الرزق الحلال الذي يتمتع بمزاق خاص، وهو مزاق الشقي والعرق، حيث يتوجه إلي الأراضي الزراعية، لجمع الغاب من جانبي الأراضي والترع، وبعب تجميعه لكمية لابأس بها، يتوجه نحو مكان عمله، ويبدء في المرحلة الثانية من العمل.
 
وتأتي المرحلة الثانية في فرز الغاب لبدء تقشيره وتنظيفه، ويبدء في نقل الكميات التي تم تنظيفها في جانب بعيدا عن الكمية الأساسية التي لم يتم تنظيفها بعد، ثم يبدء في تجهيز الأربطة والتي تظهر في شكل كور ضخمة، يلتف حولها كمية من الأربطة التي يقوم باستخدامها في عمل السدة، كل ذلك في وضح النهار وتحت أشعة الشمس، من أجل حبه لمهنته والسعي علي الرزق الحلال.
 
 
أثناء-صناعة-السدد-بالغاب-البلدي
أثناء-صناعة-السدد-بالغاب-البلدي

الأيد-الشقيانه-يحبها-الله-ورسوله
الأيد-الشقيانه-يحبها-الله-ورسوله

السده-البلدي-عادت-للظهور-ويستخدمها-البعض-في-الديكور
السده-البلدي-عادت-للظهور-ويستخدمها-البعض-في-الديكور

جانب-من-أعمال-صناعة-السده
جانب-من-أعمال-صناعة-السده

كور-من-الخيوط-والأربطة-المستخدمة-في-صناعة-السده-البلدي
كور-من-الخيوط-والأربطة-المستخدمة-في-صناعة-السده-البلدي

مهن-تراثية-عمل-بها-الأباء-وإستمر-بها-الأبناء
مهن-تراثية-عمل-بها-الأباء-وإستمر-بها-الأبناء

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة