مجزرة مستشفى المعمدانى.. شعراء الدولة الفلسطينية ومقاومة الحصار الغاشم

الخميس، 19 أكتوبر 2023 07:00 ص
مجزرة مستشفى المعمدانى.. شعراء الدولة الفلسطينية ومقاومة الحصار الغاشم مجزرة مستشفى المعمدانى
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنجبت الدولة الفلسطينية الكثير من المبدعين سواء فى المجال الأدبى أو الفنى، وخلال العقود الماضية سطع نجم العديد من الشعراء الذين اتخذوا من الشعر وسيلة للتعبير عن قضيتهم وإيصال صوتهم للعالم أجمع، فتمكنوا من خلال قصائدهم تحدى الحصار والأسلوب الخاشم الذى فرض على الشعب الفلسطيني، ومع الانتهاكات التى يشهدها قطاع غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة بعد قرابة أسبوعين من موجة التصعيد الجارية بين قوات الاحتلال والفصائل، والتي خلفت ما يزيد على 3 آلاف شهيد، وآلاف الجرحى، بالإضافة إلى المجزرو الوحشية فى جريمة المستشفى المعمدانى، وخلفت أكثر من ألف شهيد من المدنيين النازحين الذين اتخذوا من المشفى الذى تديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بالقدس ملجأ بعد تعرض ديارهم للدمار جراء اعتداءات الدولة العبرية، نستعرض عبر التقرير التالى مجموعة من أبرز الشعراء الفلسطينين.

"محمود درويش"
 

الشاعر العربي الكبير محمود درويش "1941-2008" أحد أبرز الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، فلم يكن مجرد رجل يملك موهبة الشعر، لكنه كان يحمل قضية كاملة لأمة مظلومة، تعرضت لمحنة طال وقتها، تخلى عنها الكثيرون، وشكك البعض فى وجودها أصلًا، لكن الله قيض لها أبناءها، يسجلون حالها ومعاناتها بالشعر والسرد، وكان محمود درويش أول الموهوبين الذين جعلوا قضية فلسطين عالمية يعرفها القاصى والدانى.

 لم يغب محمود درويش يومًا عن ساحة القضية، وطوال السنوات التسع التى رحل فيها جسده كان شعره الذى هو روحه لا يزال قادرًا على صنع المقاومة، ومنح القضية قبلة الحياة الدائمة التى تحتاجها، ففى كل التظاهرات والانتفاضات الفلسطينية كان الشعر حاضرًا مثل بندقية لا تنفد ذخيرتها أبدًا.

لم يكن محمود درويش يتاجر بالقضية أو يتكسب منها، كانت هاجسه المفزع، ورغبة شعره الحقيقية، لذا خرجت كتاباته صادقة مشغولة بالتفاصيل الإنسانية الدقيقة التى تمنح القصيدة القدرة على الاستمرار.

تحولت القضية على يد محمود درويش إلى قضية إنسانية كبرى، وأصبحت إحدى مآسى العصر الحديث، وأصبح المنخرطون فيها والمدافعون عنها جزءًا من ملحمة عالمية عن العدل والحق.

فدوى طوقان
 

الشاعرة الفلسطينية الكبيرة الراحلة فدوى طوقان، المقاومة الفلسطينية التي لم تتوقف يوما عن بث شعر المقاومة والحب والانتماء لفلسطين العربية في وجه كل محاولات تهويد الأرض.

وقد توالت النكبات في حياة فدوى طوقان، التي ولدت في مدينة نابلس، وتلقت تعليمها حتى المرحلة الابتدائية، حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مقبول، فتركت مقاعد الدراسة واستمرت في تثقيف نفسها بنفسها، ثم درست على يد أخيها شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان، الذي نمى مواهبها ووجهها نحو كتابة الشعر، كما شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية، وأسماها "أم تمام"، ثم أسماها محمود درويش لاحقاً "أم الشعر الفلسطيني".

توفي والدها ثم أخوها ومعلمها إبراهيم، وأعقب ذلك احتلال فلسطين إبان نكبة 1948، وقد تركت تلك المآسي المتلاحقة أثرها الواضح في نفسية فدوى طوقان كما يتبين من شعرها في ديوانها الأول "وحدي مع الأيام" الذى صدر عن دار النشر للجامعيين في مصر سنة 1952، وفي الوقت نفسه فان ذلك دفع فدوى طوقان إلى المشاركة في الحياة السياسية خلال الخمسينيات من القرن الماضي.

سافرت فدوى طوقان إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي، وأقامت هناك سنتين، وفتحت لها هذه الإقامة آفاقًا معرفية وإنسانية حيث جعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة الحديثة.

وبعد نكسة 1967، خرجت من قوقعتها لتشارك في الحياة العامة في نابلس، فبدأت بحضور المؤتمرات واللقاءات والندوات التي كان يعقدها الشعراء الفلسطينيون البارزون من أمثال محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وسالم جبران وإميل حبيبي وغيرهم.

وفي مساء السبت الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2003 ودعت فدوى طوقان الدنيا عن عمر يناهز السادسة والثمانين عامًا قضتها مناضلة بكلماتها وأشعارها في سبيل حرية فلسطين،

عز الدين المناصرة
 

الشاعر الفلسطيني الكبير عز الدين المناصرة، أحد شعراء المقاومة الفلسطينية، والذى أطلق عليه برفقة محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، شعراء الثورة فى الشعر الفلسطيني.

وعز الدين المناصرة "11 أبريل 1946 – 5 أبريل 2021" شاعر وناقد ومفكر وأكاديمي فلسطيني. حائز على عدة جوائز كأديب وكأكاديمي. وهو من شعراء المقاومة الفلسطينية منذ أواخر الستينيات حيث اقترن اسمه بشعراء مثل محمود درويش وعبد الكريم الكرمي وسميح القاسم وتوفيق زياد، أو كما يطلق عليهم مجتمعين "الأربعة الكبار في الشعر الفلسطيني".

وعرف "المناصرة" بظاهرة توظيف التراث فى شعره، أولاهما هى شيوع القصيدة الرعوية فى شعره التـى تتصل بالحياة الشعبية فى الريف الفلسطينى فى مدية الخليل وجبالها على وجه الخصـوص، وكان مولع بالتراث الشعبى الفلسطينى أغنية وحكاية ولغةً وحواراً، وارتقاؤه بالشخصيات أو الرموز الشعبية الفلسـطينية إلـى مسـتوى أبطـال الملاحم. وقد اتصل المناصرة بتلك الثقافة وبالشعر الشعبى أو اللهجى منذ مرحلة الطفولة.

وكانت "قصيدة النثر العربية" التي تقوم على استيعاب واعٍ للتراث العربي الإسلامي والمسيحي بالدرجة الأولى، وعلى ثقافة عميقة واسعة – نوعاً من الأشكال الكتابية التي ترقى إلى مرتبة الشعر، لغة، رغم أنها لا تقع تحت تعريف الشعر شكلاً. والأمثلة الجيدة قليلة، منها ما كتبه بهذا الشكل، عز الدين المناصرة في "كنعانياذا، 1983" مستوحياً فيها الموروث الكنعاني الفلسطيني، باستخدام الأسلوب الملحمي، واختصار أزمات متعددة في تاريخ الشعب الفلسطيني. إنه يستفيد من الشكل الملحمي لإلياذة هوميروس، كذلك من لغة الأدب الكنعاني الذي سبق التوراه، بمئات السنين، وكان لدى "المناصرة" طموح كتابة إلياذة فلسطينية.

سميح القاسم

الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم  الذى اشتهر بقصائده عن المقاومة الفلسطينية للاحتلال، إذ بدأ نشر أشعاره مبكرًا فقد ولد في الحادي عشر من مايو عام 1939 وصدر ديوانه الأول عام 1958 أي أنه كان في التاسعة عشرة فقط من عمره عندما صدرت أولى أعماله الأدبية وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.

 

لم يقتصر شعر الرفض على الكتابة فقط بل انتقل إلى الحياة الواقعية إذ أن سميح القاسم سجن أكثر من مرة كما وُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والاعتقال وطُرِدَ مِن عمله بسبب نشاطه الشعري والسياسي.

كتب سميح القاسم أيضًا عددًا من الروايات، ومن بين اهتماماته إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.

أسهم في تحرير صحف "الغد" و"الاتحاد" ثم ترأس تحرير جريدة "هذا العالم" عام 1966 ثم عاد للعمل محرراً أدبياً في "الاتحاد" وأمين عام تحرير "الجديد"  ثم رئيس تحريرها، وأسس منشورات "عربسك" في حيفا، مع الكاتب عصام خوري سنة 1973، وأدار فيما بعد "المؤسسة الشعبية للفنون" في حيفا.

ترأس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تأسيسهما وترأس تحرير الفصلية الثقافية "إضاءات"التي أصدرها بالتعاون مع الكاتب الدكتور نبيه القاسم.

صدر له أكثر من 60 كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدرت أعماله الكاملة في سبعة مجلدات عن دور نشر عدّة في القدس وبيروت والقاهرة.

ترجمت الكثير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة