أحمد التايب

طوفان الأقصى.. ثم ماذا؟

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2023 12:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحدثنا فى مقال أمس عن أن عملية طوفان الأقصى كشفت عن تحول كبير في عمل المقاومة الفلسطينية، وحملت عدة حقائق أهمها أن كلّ إسرائيلي بات يُدرك عاجلاً أم آجلا أن إقامة دولة فلسطينية خيار لا مفر منه، وأن ما حدث يكشف فشلا لدولة الكيان الإسرائيلي على كافة المستويات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية، وما أود أن أشير إليه في مقال اليوم، هو هذا الفشل في ظل إعلان نتنياهو الحرب رسميا، وماذا سيحدث بعد فى ظل تعقيد المشهد وتفاقم الأزمة وانسداد الأفق بين الأطراف المتصارعة. 

نعم.. الكل يُريد أن يعرف ماذا ستؤول إليه الأمور في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر من شن غارات واستهداف مدنيين، ليكون السؤال هل ستلجأ دولة الكيان إلى التصعيد للهروب من المسآلة، أو لحفظ ماء الوجه في ظل عجز الأجهزة الأمنية والاستخباراتية عن معرفة دخول مئات المتسللين – برا – وجوا – وبحرا – طيلة ساعة دون أن يكتشفوا.. وتوجيه ضربة كبرى للجانب الإسرائيلي وصفها الجميع بأنها غير مسبوقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ 1948، ليتساءل العالم كيف استطاعت عناصر المقاومة التدرب بهذا المستوى دون علم إسرائيل؟.. وكيف تم السيطرة على 22 بلدة إسرائيلية والنجاح في أسر العشرات وأخذ مئات الرهائن دون اعتراض قوات الأمن الإسرائيلية؟.. وكيف حدث اختراق القبة الحديدية بأكثر من 5000 صاروخ في 20 دقيقة؟

ظنى.. أنه رغم تطور الأحداث وتعقيد الأزمة وتشابكها، إلا أنه ما زال فكرة تكريس الواقع السياسى الحالي أمر مطروح بقوة خاصة فيما يخص تكريس التقسيم الفلسطيني بين الضفة وغزة، حتى لا يتم منح فرصة لتوحد موقف الفلسطينيين بشكل عام، ما يجعل الاضطرار إلى التهدئة والتسوية بشكل ما ولو مؤقتا، لكن هذا لن يحدث إلا بعد حفظ ماء الوجه لدولة الكيان بتدمير البنية التحتية للقطاع، وشن غارات وحملات تُضعف من قدرات الفلسطنيين، وتكرس كل الإمكانات الاستخباراتية لمعرفة مكان الأسرى والرهائن الإسرائيليين سعياً لتحريرهم.

نهاية.. أيا كانت السيناريوهات، فإن ما حدث بمثابة تحول كبير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى الجميع سواء أطراف الصراع أو المجتمع الدولى أن يدركو حجم الخطر المحتمل حال تحول الصراع إلى حرب مفتوحة في المنطقة، وما ستؤول إليه الأمور من فوضى وعدم استقرار في المنطقة واللإقليم ككل، وتداعيات ذلك على السلم والأمن الدوليين.. لذا نتمنى أن يتم تحكيم صوت العقل من أجل حقن الدماء، والعمل على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، خاصة أن هناك جهودا مكثفة من قبل دول عدة، وعلى رأسها الدولة المصرية التى تسعى بقوة لتحقيق التهدئة والوصول إلى مسارات تفاوضية لتغليب لغة الحوار وإحداث تسوية شاملة بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، لأن الأمر أصبح من قبيل الضرورة الحتمية بعد تفاقم الصراع وتعقيده.. 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة