مرصد الأزهر: الحرب الروسية تهدد بوجود جيل جديد من الإرهابيين بأفريقيا

الثلاثاء، 10 يناير 2023 12:51 م
مرصد الأزهر: الحرب الروسية تهدد بوجود جيل جديد من الإرهابيين بأفريقيا مرصد الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سلطت وحدة رصد اللغات الأفريقية بمرصد الأزهر الضوء على تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا، والتغيُّر الـمُناخى، وتوسع التنظيمات الإرهابية فى استغلال أزمة الأمن الغذائى بدول القارة الأفريقية، باعتبارها أضلاع مثلث الخطر الذى تسبب فى تفاقم الأزمات الإنسانية بتلك القارة التى تعيش واقعًا سوَّده الإرهاب الغاشم، وجعل من معاناة أغلب أبناء القارة مسألة هامشية، بينما استغلت التنظيمات الإرهابية كالعادة هذه الأزمات فى تجنيد واستقطاب أجيال الشباب الأفريقى الناقم على الأوضاع الحياتية والأحداث الجارية، ويجد فى العنف الوسيلة الأفضل للتخلص من الأوضاع الراهنة وتحقيق أهدافه. 

ولخص المرصد هذه التأثيرات على عدة مستويات، أبرزها الأمنى، فإلى جانب تأثير زيادة أسعار المواد الغذائية، والارتفاع الهائل فى تكاليف الوقود وغيرها؛ كانت هناك نتائج أمنية وخيمة أثَّرت بالسلب على جهود مكافحة تنظيمات التطرف والإرهاب؛ إذْ ظلت روسيا تقدم بثبات دعمًا عسكريًّا واستخباراتيًّا واسعًا للدول الأفريقية، ووقَّعت عدة اتفاقياتِ تعاونٍ عسكرى مع دولٍ مختلفة، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، ومالى، وبوركينافاسو، لمواجهة تلك التنظيمات.

ومع ذلك فقد أدَّى النزاع بين البلدين إلى سحب روسيا المزيد من خِدْماتها وقوَّاتِها العسكرية الخاصة من أفريقيا -كما حدث فى جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي- للمشاركة إلى جانب قواتهم الروسية فى الاقتتال الدائر فى أوكرانيا.

كما قامت أوكرانيا باستدعاء جميع قواتها العسكرية -المشاركة فى بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام- للقتال إلى جانب جيشهم الأوكراني. ومع سحب هذه القوات الروسية، والأوكرانية العاملة فى بعض الدول الأفريقية خلال الفترة الماضية، ومع السحب المستمر حال إطالة أمد الحرب، فقد أحدث هذا فراغًا أمنيًّا خطيرًا، وتراجعًا واضحًا فى جهود مكافحة الإرهاب، خاصة بعد انسحاب القوات الفرنسية، وعدم استعداد بعض جيوش تلك الدول لمواجهة التنظيمات الإرهابية بمفردها، مما يَعنى سيطرة أكبرَ لتلك التنظيمات على بعض الدول الأفريقية، لتغلغلها بشكل يؤثر بالسلب على أمن تلك الدول واستقرارها، ما يجعلها عرضة للاضطرابات السياسية التى توفر فى مجملها البيئة المحفزة لتنامى الإرهاب، وانتعاش أنماط الجريمة المنظمة كافة. 

ثانيًا جاءت التغيُّرات الـمُناخية كأحدَ المهدِّدات الأمنية الاستراتيجية، التى تزيد من احتمال وقوع الأعمال الإرهابية فى الدول المضطربة سياسيًّا، وأمنيًّا، واقتصاديًّا -فيما يطلق عليه "إرهاب الـمُناخ"- فانعدام الأمن الغذائى جراء الكوارث المرتبطة بالـمُناخ كالفيضانات والأعاصير، والجفاف والتصَحُّر، وحرارة الطقس، كلها أسباب تُفسح المجال أمام التنظيمات المسلحة لزيادة صفوفها، وجذب مجندين جدُد من جيل بائس تأثَّر بشدة من التدهور البيئى المحيط، والظروف الـمُناخية القاسية التى دفعته – نتيجة انعدام سبل الحياة- للنُزوح والهجرة بحثًا عن ملاذ آمِن، وبالتالى يكون عرضة للتجنيد والاستقطاب من جماعات استغلال الأزمات مثل «بوكو حرام» و«الشباب

 السياسة الأخيرة التى تتبناها الجماعات هى سياسة التجويع، حيث تبنت التنظيمات الإرهابية مؤخرًا سياسة الحصار والتجويع، لإجبار السكان على ترك منازلهم، أو الانضمام إلى تلك التنظيمات عنوة، مما قد يجبر السكان على التسوُّل، أو اللجوء للعنف للحصول على الغذاء، كما يزيد من خطر النزوح ومشاكل الهجرة. 

 ووضع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بعضَ الحلول للحدِّ من خطورة هذا الثلاثى الخطير، فى عدة نقاط هي: 

1. تبنِّى المبادرات التى تنادى بالحفاظ على البيئة مِن عوامل التلوث، للحد من التغيرات الـمُناخية، مثل مبادرة الحزام الأخضر، لما فى ذلك من قدرة هائلة على التصدِّى لأزمة الـمُناخ. 

2. بَدْءُ حراك جماعى من خلال المجالس الاقتصادية، وقوافلِ الإغاثة، مِن أجل توفير غطاءٍ غذائى كافٍ للمناطق المحاصرة والمنكوبة بأفريقيا، جرَّاءَ الحرب الروسية-الأوكرانية، وتغيُّر الـمُناخ، مع توفير ضمانات الأمن والسلامة لتلك القوافل والعمل على حمايتها، حتى تبلغ الهدف المنشود. 

3. ضرورة توفير التمويل اللازم لبعثات حفظ السلام، فى جميع أنحاء القارة، لمكافحة التنظيمات الإرهابية، ونفوذِها المتزايد، ومحاولاتِ التجنيد، لمنع ظهور جيل جديد من المتطرفين.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة