مجلات ثقافية تقاوم الزمن.. الهلال الأطول عمرًا بـ125 عامًا

الجمعة، 02 سبتمبر 2022 02:00 ص
مجلات ثقافية تقاوم الزمن.. الهلال الأطول عمرًا بـ125 عامًا مجلة الهلال
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يبدو وضع المجلات الثقافية في مصر والوطن العربي،في أفضل حالاته، في ظل تراجع مبيعات الإصدارات الورقية أمام الكتب الرقمية، وسهولة حصول القارئ على ما يحتاجه عبر شبكة الإنترنت، لكن حتى الآن ورغم مرور عقود طويلة على صدور بعض المجلات الثقافية والفنية الكبيرة، إلا أنها تظهر وكأنها تناطح الزمن، وتقف أمامه كعملاق.
 
وقد قامت المجلات الثقافية فى مصر، منذ أواخر القرن التاسع عشر بدور كبير، وحملت على عاتقها رفع الوعى ومواجهة الأفكار الظلامية، ولعبت دورًا كبيرًا فى إضفاء أجواء التنوير والمعرفة لأكثر من قرن ونصف من الزمان، حيث ظلت هذه المجلات بمثابة سفير مجلل بالمعرفة ينتقل بين الحدود العربية.
 
كما شهدت المجلات الثقافية فى الماضى على ميلاد كبار الأدباء والمفكرين، الذين طالما أثروا الحياة المصرية بموضوعات وأطروحات مهمة استقطبت اهتمامات فئات كبيرة من المصريين، لكن فى السنوات الأخيرة شهدت تراجع كبير، بل أصبحت منفصلة عن الواقع الثقافى المصرى، واختفت القامات الفكرية الكبيرة من الكتابة فيها.
 
وبعيدًا عن الصفحات الثقافية فى الجرائد والصحف المصرية، هناك العديد من المجلات الأدبية والثقافية التى تصدر بشكل دورى فى الوسط المصرى، منها من تصدر عن مؤسسات صحفية وهيئات ثقافية وبعضها عن أحزاب ومؤسسات أهلية ودور نشر خاصة، بداية من مجلة الهلال ومجلة أخبار الأدب، مرورا بمجلة "الثقافة الجديدة" التي تصدر منذ عام 1970 ومجلات "عالم الكتاب"، "فنون"، "إبداع"، "فصول"، و"القاهرة"، ومجلة "أدب ونقد" التي تصدر عن حزب التجمع، شهريا منذ عام 1984
 
وتعد مجلة الهلال أقدم مجلة ثقافية فى العالم العربى، والمجلة الوحيدة التى تصدر بصفة منتظمة منذ أكثر من مائة سنة، ومنذ عددها الأول فى 1892، تركت مجلة الهلال أثرها فى تاريخ العالم العربى بصفة عامة وتاريخ مصر بصفة خاصة، كما لعبت دورًا رائدًا فى تحديث الفكر العربى والتعاون من أجل التطور الثقافي.
 
والهلال تعد أطول المجلات الثقافية العربية عمرا، فهى المجلة العربية الوحيدة بين المحيط والخليج التى توالى صدورها بلا انقطاع منذ 125 عاما، فقد صدر العدد الأول منها فى أول سبتمبر 1892، وكانت لتاريخ الصدور هذا دلالة خاصة طبعت هذه المجلة بطابع فريد، وأهلتها لأن تكون رمزا لمرحلة جديدة فى التاريخ العربى عامة، واتجاها جديدا فى الثقافة العربية.
 
ويعد سر نجاح المجلة فى الاستمرار فى الصدور حتى يومنا، هو الفكر الذى أسسه عليها مؤسسها جرجى زيدان، إذ طرح بيان يسوغ فيه إصدار المجلة ورسالتها والمجالات التى ستعنى بها، وتبويبها، وقد حدد ذلك كله فى خمسة بنود وأبواب هى باب "أشهر الحوادث وأعظم الرجال"، باب "الروايات"، باب "تاريخ الشهر"، باب "المنتخبات من الأخبار"،  باب "التقريظ والانتقاد".
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة