أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

اللغة العربية والثورة الرقمية.. "الواقع والمأمول"

الإثنين، 15 أغسطس 2022 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مؤكد أن اللغة العربية من أعرق وأثرى اللغات التي عرفتها البشرية جمعاء، لكن مما لاشك أن هناك أزمة  في ظل الثورة الرقمية، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى، ومنصات الحداثة الرقمية خاصة بين الشباب، وسط تبادل المحادثات بالرموز والإشارات مما له عظيم الأثر على اللغة العربية وعلى مستوى فصاحتها.

فهل ينكر أحد سيطرة اللغة العامية على حياتنا "العملية والعلمية"، وهل يُنكر أحد ضعف إتقان اللغة لدى فئة الشباب تحدثا أو كتابة، بل أن الغريب أن هناك من يشطح بأن هناك لغة جديدة في السوشيال ميديا، مثل لغة السين، بعد تداول عدد من مستخدمي السوشيال ميديا، عبارات وجُمل غير مفهومه، ولا توجد بينها قاسم مشترك، إلا أن تبدأ كلماتها بحرف السين.

لذا، يجب علينا دق ناقوس الخطر، إذا كنا بالفعل نحب لغتنا باعتبارها تمثل هويتنا وشرفنا وسط الأمم، وإذا كنا فعلا نريد أن نعيد لها رونقها من جديد، وأعتقد أن تكون أول التحركات أن يُعتبر الحفاظ على اللغة مسألة أمن قومى، خاصة أن الدستور ينص على أن اللغة العربية لغة رسمية للبلاد، وخاصة أن هناك إجماع على وجود حرب شرسة ضد هويتنا من أجل ضرب قيمنا وثوابتنا التاريخية والقومية والوطنية بل وقيمنا الأخلاقية، ثم تأتى أهمية العمل على إظهار جمال اللغة العربية في المناهج التعليمية وطرق التدريس، وتنقية هذه المناهج من كل ما ينفر الطلاب، ويدعوهم لإهمال لغتهم وتركها أو الارتماء في أحضان لغات أخرى، أو ابتكار لغات غريبة مثلما نرى الحل على في مواقع التواصل الاجتماعى، من طرق للتواصل ما أنزل الله بها من سلطان.

مع ضرورة توظيف الوعى كسلاح فعال لإنقاذ اللغة، من خلال قيام وسائل الإعلام بحملات وبرامج تستهدف إظهار جمال اللغة، وتدعو للحفاظ عليها، وتُساهم في إتقانها، بالتوازى مع قيام الدولة بإصلاح ما يمكن إصلاحه من مناهج وآليات لإعداد معلم قادر على تعليم اللغة جيدا، بتأهيله أولا وتشجيعه بالعمل فى مجالات اللغة ثانيا وهذا لا يكون إلا بضمان عائد مادى جيد يكفل له حياة ومستوى اجتماعى جيد، وأيضا تأهيل الكوادر والنخب وقيادات العمل الإدارى والوظيفى، لأنه لو حدث ذلك سينعكس على بيئة العمل، وطرق التواصل فتحيا اللغة.

وعلينا أن نحذر من الانجرار وراء خديعة التفاخر والتباهى باللغات أجنبية، فهذا التباهى الكاذب جعل هذه اللغات الدخيلة واقعا في حديثنا، ومنهجا في تعليمنا، ولافتة في شوارعنا، وزينة بملابسنا،  وأن نعود إلى هويتنا ولغتنا من جديد حيث الحماية والشرف والتاريخ.

وفى الختام، نثُمن ما يقوم به مجمع اللغة العربية في القاهرة من جهود مضنية لحماية اللغة، والعمل على إعادة رونقها من جديد، وتمكينها من مواكبة الأجيال والأزمان.. حفظ الله لغتنا الجميلة وحفظ مصرنا الغالية وأمتنا الكريمة..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة