شريف حتيتة: النقاد ليسوا كسالى والحالة النقدية مبشرة "حوار"

الأحد، 03 يوليو 2022 11:00 ص
شريف حتيتة: النقاد ليسوا كسالى والحالة النقدية مبشرة "حوار" شريف حتيتة
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اكتشاف ناقد بمثابة العثور على كنز عظيم الفائدة، هكذا أتعامل مع النقاد، كلما ظهر أحد النقاد فرحت، لأن الناقد يعنى رؤية عقلية للأفكار ويعنى تحليل لطرق التفكير السائدة في المجتمع وإظهار صلاحها من فسادها، هكذا فكرت في الدكتور شريف حتيتة، الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، الحاصل مؤخرا على جائزة الدولة التشجيعية في النقد عن كتابه "الرواية العربية الرائجة" وكان لنا معه حوار عن النقد الآن، حاضره ومستقبله.. فإلى الحوار:

ما الذى تقدمه الجائزة لـ الناقد؟

الجائزة فى العموم هى رسالة تحفيز ودعم لإنجاز أعمال أخرى، والجوائز تختلف باختلاف موضوعها وباختلاف الجهة التى منحتها من حيث الرسائل الإيجابية التى تحملها للناقد، فلو كانت الجائزة متخصصة مثلا ومنحها متخصصون فى المجال المهني، فمن المؤكد أنها ستكون بمثابة الشهادة الكبيرة التى تدفع نحو مزيد من الثقة والإنجاز، كذلك فلو كانت الجائزة من جهة رسمية كجائزة الدولة مثلا، التى تأتى فى قمة الجوائز التى تمنحها المؤسسة الرسمية لأبناء الوطن، فلا شك أنها ستأخذ مكانها الخاص جدًّا فى مسيرة من حصل عليها، وفيما يخصنى من حصولى على الجائزة التشجيعية فلا شك أن سعادتى بها كبيرة لكونها جائزة منحتها لى الدولة المصرية الكبيرة تاريخًا وحاضرًا.

البعض لا يدخل النقد في فنون الإبداع.. ما رأيك؟

معلوم أنه تشيع عبارة الإبداع الموازى على النقد، وفى رأيى أن النزوع العلمى والمنهجى لا يمكن أن يلغى بحال ذاتية الناقد وموهبته وخبرته المتراكمة الخاصة به، كل هذا يدخل ما يكتبه فى النقد فى دائرة الإبداع، فهو فى النهاية عمل فردى ذاتى فيه خصوصية صاحبه.

النقاد متهمون بأنهم "كسالى" لا يجارون المنتج الإبداعي.. هل تتفق؟

اتهام النقاد بالكسل اتهام مجحف، المسألة هى المعاناة من الوفرة، والناقد يقرأ كثيرا ويكتب قليلا، هذا طبيعى لأنه لاشك أن ليس كل عمل يستحق أن يُكتَب عنه، ومع كثرة الأعمال تبقى عملية الاختيار والكتابة مهمة شاقة وبطيئة، وهذا ما يجعل الصورة تعكس كسلا عند النقاد وهذا غير حقيقي.

الناقد الأكاديمى تطارده تهمة "التنميط" والانفصال عن الشارع الثقافي.. هل تريد أن تدافع؟

النقد الأكاديمى متهم بالعُزْلة، وهذا الاتهام صحيح فى جزء منه، لأن قيودًا ما يفرضها المسار الأكاديمى على شخصية الناقد، وعلى مسارات منجزه النقدي، فضلا عن أن هناك حالة عزلة عامة بين ما يدور فى المؤسسات البحثية وما هو خارجها، والمتخصصون فى النقد جزء من هذا السياق، ومع هذا هناك محاولات كثيرة تظهر إسهام الأكاديميين فى الحياة النقدية، يمكننا أن نكتشف حجمها الحقيقى المهم فقط إذا ما تصوَّرنا المشهد النقدى بدونهم.

هل النقد التطبيقى في أزمة؟

يتكرر الحديث عن النقد التطبيقى كثيرًا، وأننا فى أزمة نقدية مع التطبيق، ومع التسليم أيضًا بأهمية التطبيق، وأنا نفسى أحاول أن أقدم أعمالًا تطبيقية، ومنها كتابى الفائز بالجائزة التشجيعية، ومن قبل كتابى عن علاء الديب وهو تطبيقى خالص، ولكن يفوت الكثيرين الذين يولون العناية للتطبيق بأن هناك مهام أخرى أيضا للاشتغال النقدي، وعلى رأسها تطوير النظرية النقدية والإضافة إليها وترسيخ الوعى بها ومساءلتها، فالنشاط التنظيرى هو صلب الاشتغال النقدي، ومحاولة تهميشه أو التهوين منه، هى ردَّة نقدية تجعل النقد يخسر كثيرا مما حقَّقه، فالنقد الذى سينشغل بالتطبيق الذى يُختزَل فى تحليل أعمال إبداعية وإطلاق أحكام عليها؛ هو نقد هواة، وسلبياته ستقع على الإبداع قبل النقد، لأننا سندور فى نطاق واحد وفى أفق محدود يتساوى فيه وعى الناقد والمبدع على حد سواء، وهذه هى الأزمة.

كيف ترى وضعنا العربى في (النقد والكتابة الإبداعية).. هل نعاني؟

 الوضع العام فى النقد العربى حاليًا مبشِّر، وهناك تجارب جادة لمشارقة ومغاربة على حد سواء.ما ينبغى علينا فعله هو تعزيز فرص الاستفادة من المنجز الراهن، ولن يكون ذلك إلا بإعادة توصيل الحلقات المفقودة، التى ستجعل الروافد تتجه نحو مصب واحد، وهو الإبداع العربي، وهذا سيكون بتعظيم الاستفادة من منجزات الأكاديميين من ناحية، إلى جانب عقد حوار أكثر حيوية بين النقاد والمبدعين على النحو الذى يمكن أن يكوِّن نسقًا به يعاد ترتيب المشهد ويسهل فهمه ومتابعته وتقييمه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة