محمد المهدى يحكم المسلمين.. حكاية الخليفة العباسى من الولاية إلى غموض الموت

الجمعة، 01 أبريل 2022 05:00 م
محمد المهدى يحكم المسلمين.. حكاية الخليفة العباسى من الولاية إلى غموض الموت عملة من زمن العباسيين
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف لماذا لم يحظ الخليفة العباسى الثالث محمد المهدى بالشهرة اللازمة، فقد اشتهر والده أبو جعفر المنصور، كما اشتهر من جاء من أبنائه موسى المهدى ومن بعده هارون الرشيد.
 
توفى الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور فى سنة 158 هجرية بعدما قضى قرابة الـ 24 عاما فى الخلافة، وترك من بعده تسعة من الأبناء، منهم محمد المهدي.

 

وصف المهدي 

والمهدى اسمه أبو عبد الله محمد بن عبد الله، وأمه تسمى أم موسى بنت منصور بن عبد الله بن سهل بن زيد الحميرى، ولقب بـ المهدي فقال ابن الاثير في كتاب (الكامل في التاريخ) كان المهدي أبيض طويلا وقيل بإحدى عينيه نكتة بياض، بويع بالخلافة يوم وفاة أبيه أبو جعفر المنصور، وكان المنصور قد توفى فى رحلة الحج، بينما كان المهدى فى بغداد. 

المهدى وليا للعهد.. ما القصة 

لتوليه الولاية العهد قصة هى أنه لم يكن فى البداية ولي العهد، وذلك لأن أبا العباس السفاح قد عقد البيعة لأبي جعفر المنصور ثم لعيسي بن موسى بن محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس ابن أخى السفاح والمنصور، لكن لظروف غير معلومة تنازل عيسى ابن موسى لصالح محمد المهدى. 
 
تقول كتب التراث إنه ما إن بويع بالخلافة حتى قام برد المظالم إلى أهلها وإنصاف المظلوم وكف الأذى عن الناس، وكان سخيا يكثر العطاء، إلا انه يؤخذ عليه أنه كان يقوم بعزل ولاة وتولية آخرين بكثرة ودون سبب.
 
وعمل على تحسين طريق الحج، وقام بعمل توسيعات فى الكعبة الشريفة وكذلك فى المسجد النبوى.
 
أراد المهدى التكفير عما بدى على مظهر الخلافة من قتل وسفك دماء فى عهدى عمه وأبيه ضد كلا من الأمويين والعلويين، فعمل على اكتساب مودة أهل الشام وقام بزيارتهم، وقام بتسوية الخلافات التى بين قبائل البادية فى الشام.
 
وعمل على استرضاء أهالى الحجاز بعد أن عاملهم المنصور بشدة بفعل مساندتهم للعلويين، وضم عددا من الجنود الحجازيين إلى حرسه الخاص.
 
وهذا كله أدى إلى صبغ عهد المهدى بصبغة الإستقرار والهدوء الداخلى.

سيرة المهدى بين الناس

كان المهدي محمود السيرة محببا إلى الرعية، حسن الـخَلق والـخُلق، جواداً، وكان يجلس للمظالم إلا حياء منهم لكفى، وفى عهده فتحت إربد من الهند وكثرت الفتوح بالروم كما بنى جامع الرصافة، استمر انتعاش بغداد في وقته وازدادت شهرتها واستقطبت المزيد من المهاجرين إليها من شتى الأعراق والأديان حتى يقال أنها كانت أكثر مدن العالم سكانا في ذاك الوقت. ازداد نفوذ البرامكة في عصره، قال عنه الذهبي: "هو أول من عمل البريد من الحجاز إلى العراق وقد جد المهدي في تتبع الزنادقة وإبادتهم والبحث عنهم في الآفاق والقتل على التهمة وأمر بتصنيف كتب الجدل في الرد على الزنادقة والملحدين.

 

أحداث مهمة

ومن الأحداث المهمة فى حياة المهدى أنه في سنة 163هـ وكما قال ابن الاثير في كتاب ( الكامل في التاريخ): خرج المهدي لمحاربة الروم فعسكر بالبردان، وجمع العسكر من خرسان وغيرها، فاستخلف على بغداد ابنه الهادي واصطحب معه ابنه الرشيد، فعبر الفرات إلى حلب وجمع من بتلك الناحية من الزنادقة، فقتلهم ومزق كتبهم، ثم حاصروا حصن سمالوا، واستمر الحصار 38 يوما حتى فتحه الله عليهم وفتحوا فتوحات كثيرة.

غموض الوفاة 

توفي المهدي قرب مدينة مندلي العراقية يوم الخميس 22 محرم 169هـ الموافق 3/8/785م، وقال السيوطي: ساق المهدي خلف صيد ، فاقتحم الصيد خربة ، وتبعه الفرس فدق ظهره في بابها، فمات لوقته، وقيل مات مسموما. وقال ابن الأثير: كانت خلافته عشر سنين وتوفي وهو ابن 43 سنة وصلى عليه ابنه الرشيد.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة