عادت ما يسمى بـ"الأوليغارشية الروسية" مرة أخرى إلى دائرة الضوء، وتسببت في جدل دولي بالتزامن مع تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا والغرب.
ومع بدء العملية العسكرية في روسيا شدد الغرب العقوبات على البنوك الروسية والعديد من الأفراد، الذين غالبا ما وصفتهم وسائل الإعلام الغربية بـ"أصدقاء بوتين"، وترصد شبكة بي بي سي نشأة الأوليغاريشية الروسية وأسباب تعرضهم للهجوم الدولي.
من هم الأوليغارش؟
الأوليغارشية بالمعنى التقليدي للكلمة تعبر عن عضو أو مؤيد للأوليغارشية، وهي نظام سياسي تحكم فيه مجموعة صغيرة من الأشخاص، لكنها تستخدم بصورة أكثر شيوعا في وقتنا للإشارة إلى مجموعة من الروس الأثرياء الذين برزوا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، وتأتي كلمة "أوليغارشية" من الكلمة اليونانية أوليغو oligoi، والتي تعني "قليل"
أوليغارشية هذا العصر
في الوقت الحاضر تشير الأوليغارشية في الغالب، إلى شخص فاحش الثراء له علاقات مع الحكومات، وربما يكون رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش، صاحب نادي تشيلسي لكرة القدم، أشهر الأوليغارشية في المملكة المتحدة.
وتقدر ثروة أبراموفيتش بنحو 14.3 مليار دولار، ويعتقد أنه جمعها من خلال بيع أصول كانت مملوكة سابقا للدولة الروسية، والتي حصل عليها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
لماذا يوجد الكثير من الأوليغارشية الروسية؟
السبب الذي يجعل الكثيرين يتحدثون عن الأوليغارشية الروسية في الوقت الحاضر، هو نتيجة لما حدث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، حيث استقال ميخائيل جورباتشوف من منصب رئيس الاتحاد السوفيتي وسلم السلطة لبوريس يلتسين، الذي أصبح رئيسا لروسيا المستقلة الجديدة.
شهدت روسيا وقتها عمليات الخصخصة على نطاق واسع، لا سيما في قطاعات الصناعة والطاقة والقطاعات المالية وغالبا كانت معنية بالتداول والتعامل بالمواد الخام مثل المعادن أو النفط والغاز، والتي كانت مطلوبة في جميع أنحاء العالم، ونتيجة لذلك أصبح الكثيرون أثرياء بشكل خيالي أثناء الخصخصة في أوائل التسعينيات.
بوتين والأوليغارشية
عندما خلف بوتين يلتسين، بدأ في كبح جماح الأوليغارشية، لكن على الرغم من ذلك، تمكن البعض من أن يصبحوا أكثر نجاحا، وقد اختار بعض الأوليغارشة الأصليين على الفرار من البلاد.
وعندما سئل عن الأوليغارشية عام 2019، قال بوتين لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية: "ليس لدينا أوليغارشية بعد الآن".
