أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

كيف تحول حمام سباحة مركز شباب إمبابة إلى قاعة أفراح؟!

الجمعة، 25 فبراير 2022 09:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الاهتمام بتطوير مراكز الشباب فى كل أنحاء الجمهورية خلال السنوات الماضية، أمر جعلنا نشعر بالفخر كثيرًا، خصوصًا أنه منح فرصة للأهالى بالاستمتاع، فضلا عن رعاية أبناءنا رياضيا واجتماعيا وحمايتهم من المخاطر المحيطة فى زمن السوشيال ميديا والأفكار المتطرفة، كما أنه نواة جيدة لصناعة أبطال رياضيين في جميع الألعاب من أجل رفع اسم عاليًا بالمحافل الدولية، وهو الهدف الأسمى الذي ترعاه الدولة حاليًا وبدأت تحصد ثماره رويدًا رويدًا.

بكل تأكيد أن وزارة الشباب والرياضة بتعليمات جادة من الدولة اهتمت بهذا القطاع وقامت بتحول مراكز الشباب فى جميع المحافظات لمنارة تخدم المجتمع وتقدم خدمات متنوعة رياضية وثقافية واجتماعية وطبية، وكان الاهتمام بكل الألعاب الرياضية أحد أهم الأولويات من أجل تنفيذ الفكرة "الأم" التي تسعى إليها الدولة بصناعة أجيال جديدة قادرة على قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، من خلال استيعاب الشباب، سواء فى تفريغ طاقاتهم بالألعاب الرياضية، بجانب الاهتمام بصناعة أبطال أولمبيين وإعداد الشباب بالشكل المطلوب نفسيًا ومعنويًا لتولى المناصب القيادية، بدلاً من تركهم فريسة للانفلات الأخلاقى وتجار الحشيش والبانجو وشياطين الإرهاب الذين يبثون الأفكار المتطرفة فى العقول، مما يجعلهم قنابل موقوتة تهدد المجتمع بأكمله.

كان من أهم الأمور الرائعة فى هذا الملف، الاتجاه إلى الفكر الاستثماري في مراكز الشباب، من أجل البحث عن موارد مالية تساعد في الهدف الأسمى، الذي كنا ننادى به كثيرًا بحتمية وجود أفكار خارج الصندوق، لمساعدة تلك المراكز ماديًا والاستفادة من مواردها الخاصة، بدلا من تكلفة خزينة الدولة ملايين الجنيهات.

 

من أهم الأمور في هذا الشأن، جاء عبر مشروع الطرح الاستثماري بمراكز الشباب، وهو يستهدف استغلال جميع المساحات غير المستغلة عن طريق طرحها للاستثمار بنظام حق الانتفاع، وكذلك إنشاء وتوفير خدمات جديدة وتنمية موارد ذاتية للمركز، وكل هذا دون أي تكلفة على الدولة أو الوزارة أو مركز الشباب نفسه.

 

بطبيعة الحال، تم تحديد مجموعة من الشروط والضوابط الخاصة بمشروع الطرح الاستثماري بمراكز الشباب، لضمان تحقيق الفكرة أهدافها وتنفيذها وفقا للقوانين واللوائح، حيث أكدت أنه لابد استخدام المساحات غير المستغلة فقط، ثم يتم اختيار مشروع مناسب لا يؤثر على النشاط الأساسي للمركز سواء ملعب أو حمام سباحة أو غيره، مع وجود شرط أساسي بوجود موافقة من مجلس إدارة  أي مركز على المشروع في محضر اجتماعاته بعد تحديد المشروع بدقة وعناية، ثم مخاطبة مديرية الشباب والرياضة التابع لها أو مخاطبة الوزارة مباشرة، فتقوم الوزارة بأخذ الموافقات اللازمة على الطرح خلال أسبوعين أو أقل.

جاء على رأس الشروط أيضا أن تتم إجراءات الترخيص بالانتفاع أو الاستغلال عن طريق مزايدة علنية عامة وفق قانون المناقصات والمزايدات رقم (89) لسنة 1998 ولائحته التنفيذية واللوائح المنظمة أو القانون الساري وقت الطرح في شأن التعاقدات العامة، مع ضرورة اتساق المشروعات الاستثمارية مع الأهداف الرئيسية والأنشطة الرياضية بمراكز الشباب والأندية الرياضية (ملاعب خماسية - حمامات سباحة - ملاعب قانونية - صالات رياضية).

 

لكن أهم الشروط من وجهة نظرى كانت الجزئية الخاصة بوجود ضمانات بألا تؤثر أي مشروعات بأي شكل من الأشكال على أنشطة وبرامج ومنشآت الهيئة أو تساهم في إحداث ضرر بصحة النشء والشباب والرياضيين أو التأثير على الأمن العام والبيئة المحيطة بالمركز وأن يتم مراعاة الآداب العامة بهذه المنشآت، لا سيما أن معظمهم في مناطق سكنية، وبالفعل تم أخذ الموافقة وتنفيذ العديد من المشروعات في مراكز الشباب، حيث تم افتتاح البعض، بينما البعض الآخر في حيز التنفيذ.

 

مركز شباب إمبابة كان آخر المنضمين إلى المشاريع الاستثمارية، حيث إنه تم إنشاء حمام سباحة مؤخرًا، لكنه للأسف لم يسير على درب سابقيه، خصوصا أن المشروع تم تنفيذه على مساحة كانت مستغلة بالأساس، حيث إنه كان ملعب كرة خماسى، مما أضر الشباب والنشئ بعدم الاستفادة في لعب الكرة، وكما هو معروف، هي منفس حقيقي لكل شبابنا، والأدهى هنا أن بجوار المركز مباشرة مساحة كبيرة، تعد أشبه بـ"خرابة"، كان من الممكن الاستعانة بها بعد الحصول على موافقات رسمية من المنطقة المنوطة لضمها إلى المركز.

 

المشكلة الأكبر حاليًا داخل مشروع حمام السباحة في مركز شباب إمبابة أنه وسط منطقة سكنية، ولم ينفذ أصحاب المشروع الشرط الأهم بتغطيته لكونه وسط منطقة مكشوفه أمام السكان ويخترق خصوصيتهم، فلكم أن تتخيلوا الحياة البائسة التي يعيشها سكان منطقة شارع 8 في مدينة التحرير المجاورة لهذا المشروع، من إزعاج يومى وخدش حياء.

 

اقتحام خصوصية سكان المنطقة في مشروع حمام السباحة لم يتوقف عند فكرة الإزعاج البصرى فقط، بل وصل إلى السمعى أيضًا، حيث إن حمام السباحة يتحول في معظم الأيام إلى أشبه بصالة أفراح بأغانى صوتها مرتفع واحتفالات أعياد الميلاد والخطوبة وحفلات الزفاف، والاستماع إلى ألفاظ خارجة يعاقب عليها القانون في الفقرة المفتوحة للشباب أقصد فترة السماح للشباب المراهق بالتواجد-، وأشياء أخرى دون مراعاة أخواتنا أولادنا من بنات سكان المنطقة المحيطة أو وجود أطفال ينامون من أجل الاستيقاظ المبكر بسبب الذهاب إلى المدرسة أو رجل وسيدة عجوز مريض وتزعجه هذه الضوضاء التى تستمر كثيرًا قرابة الفجر.

 

هنا تلقيت شكاوى العديد من سكان المنطقة، بأنهم لا يستطيعون النوم بسبب الأصوات العالية وأغاني الأفراح، فبعد أن كان سكان سعداء بفكرة وجود حمام سباحة يتبع مركز شباب إمبابة، من أجل استفادة أبنائهم وكل أبناء الشوارع المحيطة، إلا أن تفاجئوا بأن يتحول تدريجيًا إلى قاعة أفراح كبيرة، وليس هدفه رياضيًا، مؤكدين أنه من المفترض أن الهدف من مشروع حمام السباحة هو خدمة النشئ ورواد المركز وسكان المنطقة لصناعة أبطال رياضيين بما يتماشي مع أهداف الدولة وليس ليتحول إلى قاعة أفراح.

"عيد ميلادك أو خطوبتك أو فرحك.. قرب وشايل هم المكان؟.. مكانك عندنا متشلش هم.. حمام سباحة نصف أوليمبي مكان رايق جدا في انتظارك".. كان هذا ملخص إعلان تم نشره على صفحة تابعة لمشروع حمام سباحة مركز شباب إمبابة، وهو ما يؤكد صحة الكلام بأن الموضوع خرج من النطاق الأصلي، في خدمة أبنائنا وصناعة أبطال رياضيين.

كما أن الشارع أصبح أشبه بمنطقة عشوائية، رغم أن المعروف عنها تاريخيا أنها كانت من الأماكن الراقية في إمبابة، وذلك بسبب مخالفات المشروع بالاستعداد إلى فتح محال تجارية على الشارع- تحت التنفيذ-، بالإضافة إلى هدم الرصيف، التابع أصلا للحي وليس المركز، وإذا مر أحدا على الشارع سيجده في حالة يرثى بها، بعد أن كان من أنظف الشوارع بالمنطقة، حيث تحول الشارع إلى مقالب زبالة والأسفلت أصبح عبارة عن حفر كبيرة أكثر وأكثر، فقد اختفى الأسفلت تحت أكوام التراب، مما جعلها تدخل بيوتنا أيضا وتعرض أبنائنا لأمراض الحساسية وغيرها، في ظل الظروف الصحية التي يمر بها الجميع بسبب فيروس كورونا.

 

ختامًا، نتمنى نحن سكان شارع 8 في مدينة التحرير بإمبابة الاهتمام بهذه الشكوى، التى قد يراها البعض عادية، لكنها في واقع الأمر هامة جدا في رحلة التطوير بكل ربوع المحروسة، وهنا ننتظر التدخل السريع واتخاذ القرار السليم بما فيه فائدة على سكان المنطقة وتطوير مركز الشباب نفسه.

 

كان المعروض سابقًا هو نص الشكوى التي تلقيتها من سكان المنطقة، وهنا أؤكد أن الأهم من الأفكار الجذابة عند تنفيذ مشروعات جديدة، هو الرقابة والمتابعة الدورية لأنها ضرورة قصوى بحثًا عن النجاح وتحقيق الأهداف الأساسية، لأن هدف التطوير هنا المنفعة العامة على الشباب وسكان المنطقة وليس بأمور تزعج السكان وتتسبب فى تلوث وزحام وغيرها فى ظل الأجواء الصحية التى تمر بها البلاد حاليا.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة