د. ماريان جرجس تكتب: مصر وإفريقيا.. الدفة والسفينة

الإثنين، 21 فبراير 2022 06:04 م
د. ماريان جرجس تكتب: مصر وإفريقيا.. الدفة والسفينة ماريان جرجس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون أن للألم قدسية ما، لا يعرفها الكثير، يدركها فقط من عاني ومر بذلك الألم، وهو الشىء الوحيد القادر أن يغيّر ويخلق في جُعبتك أدوات لم تعلم عنها من قبل، أدوات تستطيع بها أن تتخطى ذلك الألم وتلك التحديات.
 
هكذا كانت الرواية المصرية، التي واجهت تحديات موجعة على مدار عقد كامل أفرزت مصير ورواية أخرى تستحقها الدولة المصرية.
 
وفي تلك القمة المهمة التي جمعت القارة الكبار بالقارة العجوز، كانت مصر من الدول الست المختارة لتحصل على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي لتصنيع اللقاح، ولم يكن هذا من قبيل الصدفة، فهناك مقومات مهدت حصول مصر على ذلك، على رأسها؛ فمصر هي الدولة الوحيدة إبان الجائحة التي نادت بالاندماج لا العزلة، هي التي أرست مبدأ التعاون رغم الجائحة، هي كانت الصوت الوحيد الذي يعلو وينادى البشر بالاتحاد، في كوكب صامت، تلّحف بالظلام والسكينة الأليمة.
 
فضلا عن ذلك، فمصر أصبح لديها المقومات الأمنية التي تساعد علي توطين صناعة مثل صناعة الدواء أو اللقاحات، كما أصبح لديها مدينة للدواء بالقليوبية التي قام بافتتاحها الرئيس السيسى في العام الماضي.
 
فجائحة كورونا غيّرت شكل الرعاية الصحية، غيّرت الأولويات وجعلت من توطين الصناعة الطبية من مستلزمات ولقاحات وأدوية والبحث العلمي أولوية لجميع الدول ، ولا سيّما الكادر البشري وهو أهم مكون في المعادلة ، فبدون عقول ذكية وقادرة علي تطوير تلك التكنولوجيا وتوطين تلك الصناعة، لا يمكن أن تنجح تلك الخطوة .
فكلنا لدينا المكونات ولكن ليس كل منا لديه الوصفة الصحيحة! فقط من يستطيع وضع المكونات الصحيحة بالترتيب الصحيح هو الذي سيحصل على الوصفة المناسبة، هكذا أصبحت مصر تمتلك الاستقلالية الدوائية أو الطبية بامتلاكها تكنولوجيا تصنيع اللقاحات مما سيضمن لإفريقيا سهولة الحصول علي اللقاحات.
لم يكن ذلك إلا نتاج مجهود مصر السياسي في كل المحافل السابقة، التي كانت لسان إفريقيا والتي تحدثت ونادت بأن يكون هناك توزيع عادل للقاحات، حتي باءت تلك الجهود بالنجاح المستدام، فكان من الممكن أن يكون الرد الغربي هو إعطاء المزيد من اللقاحات لإفريقيا في الأعوام القادمة
ولكن لأن حديث الدولة المصرية أصبح ذات ثقل في المجتمع الدولي، لم يكن الرد سطحيًا! بل جاءت المساعدة حقيقية وهو إعطاء ست دول على رأسهم مصر تكنولوجيا تصنيع اللقاح، وذلك بإقناع الجانب الغربي أن عدم التوزيع العادل للقاحات كان السبب في مزيد من المتحورات في بلدن افريقية تأثر منها العالم كله.
العالم قرية صغيرة، قالوا ذلك عندما جمعتنا السوشيال ميديا ولكن لم يكن هكذا إبان الجائحة ولم تكن السوشيال ميديا هي الحل، بل يمكن أن يصبح هكذا عندما نعلم أن أمان وسلم الجار والحليف هو من سلم الدولة وأمانها وسبل تنميتها.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة