أحمد التايب

القمة الأمريكية الأفريقية.. لماذا الآن؟

الأربعاء، 14 ديسمبر 2022 05:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معلوم أنه كان آخر انعقاد للقمة الأمريكية الأفريقية كان عام 2014، ومنذ ذلك الوقت لم تعقد تلك القمة رغم مرور العالم بكثير من التحديات والاضطرابات المعقدة في القارة السمراء خلال تلك السنوات من ظروف صحية بالغة الخطورة وتهديد للأمن الغذائي الذى طال ملايين البشر في القارة، وتمدد وتنامى الصراعات في كثير من بلدان القارة، ليطرح سؤال نفسه، لماذا الآن؟
 
واعتقادى أن للإجابة عن هذا السؤال لماذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية عقد هذا القمة بعد هذه السنوات، هو من تنشيط العلاقات الأمريكية فى القارة السمراء من أجل حماية استمرار الهيمنة الأمريكية وسيادتها، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتعاطى الولايات المتحدة مع تلك الحرب الذى جعلها طرفا أصيلا في هذه الحرب، ولم تبالى بخطورة التداعيات على العالم النامى والضعيف اقتصاديا وسياسيا.
 
وللحفاظ على هذه الهيمنة، كان لابد من تحرك أمريكى سريع للرد على التحركات الصينية والروسية بالقارة السمراء، لذلك فإن هذه القمة هي أول تطبيق عملي للاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي، والتي أطلقتها الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي، وهو الاهتمام بدوائر معينة في الإقليم الأفريقي، خاصة أن أصبح هناك نفوذا متزايدا للروس والصينيين، خلاف أن القارة السمراء تذخر بموارد طبيعية وبشرية هائلة، ودورها الحيوى في التحكم في مصير التجارة العالمية في البحار والمحيطات، وامتلا القارة لمؤهلات تجعلها قادرة على مواجهة الأزمات ويمكنها من تعزيز سيادتها وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة.
 
لذلك، فإن هذه القمة تختلف كثيرًا عن القمم السابقة سواء ما يتعلق بطبيعة التحديات والأزمات الاقتصادية والسياسية، بعد قمة التحركات الصينية والروسية في القارة، وخاصة قمة الصين في السعودية، وإنشاء قاعدة عسكرية صينية في جيبوتى هي الأولى لها خارج حدودها وتصاعد الاستثمار الاقتصادى الصينى في القارة لأرقام أصبحت مزعجة للأمريكان، وهنا تأتى أهمية تلك القمة حول حرص الولايات المتحدة على تغيير الرؤية تجاه القارة، والعمل على توطيد أوجه التعاون في كل المجالات لمواجهة النفوذ الصيني والروسي.
 
وأخيرا هناك شعاع نور.. فمن المؤكد أن القارة الأفريقية تعانى أشد المعاناة جراء ما يحدث في العالم من حروب وصراعات ومن تغيرات مناخية تكاد تعصف بمستقبل كثير من دولها، إلا أنها تشهد تنافسا كبيرا من قبل القوى العظمى الآن، وذلك لأهميتها الجيوسياسية، فضلًا لامتلاكها ثروات طبيعية وموارد بشرية هائلة، لذا يجب على قاداتها اسثمار هذا لصالحها والاستفادة من هذا الاهتمام العالمي لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية تكون طوق نجاة لها فى خضم أزماتها وتحدياتها الكبيرة والجسيمة ..
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة