نحو 200 دولة تشارك فى مؤتمر المناخ COP 27 والذى انطلق اليوم الأحد، ويستمر حتى أسبوعين، فى محاولة لمكافحة الاحتباس الحرارى وتداعياته الكارثية.
وشاركت ألمانيا بقوة وبوفد رفيع المستوى يترأسه المستشار أولاف شولتز الذى يصل مصر غدًا للإدلاء بالبيان الوطنى الخاص بألمانيا فى أثناء انعقاد قمة القادة ورؤساء الدول، ورسالته هي: يتعين أن نُقْدم على حماية المناخ بشكل طموح ومتضامن، كما لا يصح أن يتراجع الاهتمام بقضية المناخ بسبب الأزمات الأخرى الحالية.
وبالإضافة إلى المشاركة فى القمة رفيعة المستوى وافتتاح المؤتمر، فإن برنامج المستشار الاتحادى يتضمن المشاركة فى فعاليات جانية أخري، حيث سيقوم بتمثيل ألمانيا لتوضيح بعض الأمور فى قضايا بيئية محددة، وسيتم التركيز على المبادرة التى إقترحها المستشار الاتحادى فى اثناء انعقاد قمة الدول الصناعية السبع الكبرى فى مدينة إلماو بإنشاء نادى للمناخ، بحيث يكون هذا النادى بمثابة منتدى مفتوحاً لمشاركة كافة الدول الملتزمة بتنفيذ اتفاقية باريس للمناخ وما أعقبها من قرارات.
وعليه فسوف يقوم المستشار الاتحادى أولاف شولتس فى يوم 8 نوفمبر بشرم الشيخ بدعوة الدول المهتمة بهذا الأمر لمناقشته فى فعالية جانية على هامش المؤتمر وتحديده.
وفى بيان أصدرته سفارة ألمانيا قال أولاف شولتز، أن الحكومة الاتحادية تولى للحد من الأزمة العالمية للمناخ أولوية قصوى، حيث تضطلع ألمانيا بمسئوليتها كدولة صناعية وتود أن تعطى اشارة إلى الدول الأكثر تأثراً بأزمة المناخ أنهم لن يتم تركهم وحدهم لمواجهة تبعات تغير المناخ، لذلك سوف يقوم المستشار الاتحادى شولتس فى شرم الشيخ بطرح مسألة التعامل المالى مع الخسائر والأضرار فى البلدان الأكثر تأثراً بتغير المناخ.
وعلى هامش المؤتمر سوف يقوم المستشار الاتحادى باغتنام الفرصة لإجراء لقاءات ثنائية مع العديد من القادة ورؤساء الدول والحكومات من عدة دول شريكة. ومن المزمع أن يعقد لقاءً مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث سوف يعقد مع سيادته لقاء مائدة مستديرة حول موضوع الهيدروجين الأخضر.
جدير بالذكر أن ألمانيا تعمل من خلال مؤتمر المناخ COP27 على الاسراع فى التحول إلى استخدام الطاقة المستدامة على مستوى العالم وكذلك العمل على تقوية الشراكات الدولية من أجل تنفيذ الاجراءات الخاصة بحماية المناخ بشكل أفضل. وإلى جانب المستشار الاتحادى شولتس فسوف يصل فى الأيام القليلة القادمة إلى شرم الشيخ وزراء ألمان آخرين للمشاركة بمؤتمر المناخ.
فيما وصفت الحكومة الألمانية فى مستهل مؤتمر المناخ العالمى COP 27 الذى انطلق اليوم الأحد فى مصر احتواء أزمة المناخ بأنه أولوية قصوى، وأعلنت الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والطاقة ووزارة التنمية ووزارة البيئة الاتحادية فى برلين أنها ستوحد جهودها لتعزيز الحماية الدولية للمناخ.
ويأتى المؤتمر أيضا بعد أن تسببت الكوارث المناخية فى خسائر فادحة فى الأرواح وسبل العيش فى أنحاء عديدة من العالم.
وقبل وقت قصير من انطلاق فعاليات مؤتمر المناخ العالمى كوب 27 فى مصر، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الحد من الاحتباس الحرارى بأنه أولوية قصوى. وقالت بيربوك اليوم الأحد: "البشرية تتجه نحو الهاوية، نحو احتباس حرارى بما يزيد على 2.5 درجة مئوية، يصحبه تأثيرات مروعة على حياتنا وعلى الكوكب الوحيد الذى نمتلكه".
وأضافت بيربوك أن العالم لديه كل الأدوات اللازمة فى يده من أجل الحد من أزمة المناخ وذلك بالاستغناء عن مصادر الوقود الأحفورى والتوجه صوب مصادر الطاقة المتجددة فى أسرع وقت ممكن.
من جهته، أكد وزير الاقتصاد وشؤون حماية المناخ الألمانى روبرت هابيك ضرورة اتخاذ تدابير لمكافحة الاحتباس الحراري.
وقال هابيك فى رسالة عبر فيديو نُشرت على "تويتر" أمس السبت: "المجتمع الدولى لا يتحرك بالسرعة الكافية نحو الحياد المناخي"، مضيفا أن الاتجاه هو "بالأحرى الارتجاف ببطء حقا من حجم المهمة".
وأكد هابيك أن حماية المناخ لا تتعلق بحماية المناخ نفسه، بل تتعلق ببقاء الجنس البشري، وقال: "حماية المناخ هى حماية البشرية - ولا أعتقد أن الجميع يفهم مدى إلحاح المسألة".
