انخفضت أسعار البن فى أمريكا الجنوبية لأول مرة منذ مارس الماضى، وذلك بعد موجة غلاء هددت مزاج شعوب أمريكا اللاتينية خاصة فى البرازيل وكولومبيا، والتى أدت إلى توقف البعض من تناول فنجان القهوة الصباحى.
أشارت صحيفة "الاكونوميستا" الإسبانية إلى أنه فى عقود قهوة أرابيكا الآجلة انخفض سعرها إلى 1.59 دولار أمريكي، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 35 ٪، مشيرة إلى أن هناك أسبابا واضحة للانخفاض المستمر فى الأسعار، كما يوضح كارلوس ميرا، رئيس فريق أسواق السلع الزراعية فى "رابوبنك"، ومن بينها ارتفاع إنتاج البرازيل مرة أخرى من البن، بعد بداية موسم الأمطار ما يشير إلى الحصول على محصول جيد من البن.
فى نوفمبر 2021، ارتفعت العقود الآجلة للبن إلى أعلى مستوى لها منذ يناير 2012، وذلك بسبب الجفاف الشديد وظروف الصقيع غير العادية فى البرازيل التى تسببت فى اضطراب السوق، كما تسبب النقص فى حاويات الشحن فى اثارة حالة من التوتر لدى مسئولى المحامص، الذين قرروا زيادة التخزين.
وقال ميرا: "هناك بعض التأخير، لكن لا شيء مقارنة بما حدث من قبل"، أصبحت القهوة أيضًا أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين.
وشهدت أسعار القهوة ارتفاعا ملحوظا من أكتوبر العام الماضى 14.8٪ فى متاجر البقالة، دون تعديل التقلبات الموسمية، وفقًا لبيانات من مكتب إحصاءات العمل.
وفى السلفادور، قال مجلس البن السلفادورى، فإن هذا الانخفاض يرجع إلى نشاط سوق المضاربة، بالإضافة إلى الضغط على قهوة اربيكا بسبب انخفض قيمة العملات مقابل الدولار،، بالإضافة إلى ذلك فمن المتوقع زيادة المحصول البرازيلى مما يؤدى إلى زيادة المعروض فى السوق.
تتوقع البرازيل، وهى أكبر منتج للبن فى العالم، أن يصل حصادها إلى 50.3 مليون كيس، بزيادة 5.6٪ عن عام 2021، وقال محصول البن البرازيلى فى الموسم المقبل (2023/24) قد ينمو بنسبة تصل إلى 10٪ بعد أن سمح الطقس الجيد فى الأشهر القليلة الماضية بإزهار صحى وظروف جيدة من أجل الحبوب.
وانخفضت أسعار قهوة أرابيكا بنسبة 25٪ فى الأسابيع الأربعة الماضية حيث بدأ السوق ينظر إلى إنتاج البرازيل المستقبلى على أنه قد يكون كبيرًا.
وخلال موسم حصاد 2021-2022، بلغ الإنتاج العالمى للحبوب حوالى 167.2 مليون كيس وزن 60 كيلوجرامًا، مما يعنى انخفاضًا بنسبة 2.1 ٪ مقارنة بـ 170.8 مليون كيس فى عام القهوة السابق، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة القهوة الدولية ( ICO). بالإضافة إلى ذلك، زاد الاستهلاك بنسبة 3.3٪ على أساس سنوى، ليصل إلى 170.3 مليون كيس، أى عجزًا قدره 3.1 مليون كيس فى ميزان التوريد العالمي.
من الإجمالى الكلى، بلغت صادرات الروبوستا، المستخدمة بشكل رئيسى فى صناعة القهوة سريعة التحضير، 42.2 مليون كيس فى سنة القهوة، بزيادة 2.6٪ مقارنة بـ 41.12 مليون كيس فى سنة القهوة 2020-2021.
وعلى الرغم من أنه داخل القارة، تحتل البرازيل، وتحديداً ولاية إسبيريتو سانتو، المرتبة الثانية فى إنتاج الروبوستا، بعد فيتنام فقط فى العالم، إلا أن هذا التنوع لم يتطور كثيرًا فى أمريكا الوسطى.
فى أمريكا الوسطى وجمهورية الدومينيكان، يتم إنتاج حوالى 11 ٪ من القهوة المصدرة فى جميع أنحاء العالم ويعتمد خمسة ملايين شخص بشكل مباشر على إنتاج البن فى المنطقة، منهم حوالى 287667 مزارعًا ينتجونها، وفقًا لتقرير صادر عن نظام تكامل أمريكا الوسطى (سيكا).
فى حالة كوستاريكا، التى تمكنت من وضع صورة عالمية عن رائحتها العطرية، قام مزارعو البن بتصدير أقل بنسبة 8.8٪ فى حصاد 2021-2022 مقارنة بالحصاد السابق، دون الاستفادة الكاملة من الأسعار التى يدفعها العملاء الدوليون مقابل حبوب Tico التى وصلت إلى 3.1 دولار أمريكى للرطل تم وضعها فى الميناء فى سبتمبر، وفقًا لمعهد القهوة الكوستاريكى (Icafé)، ولكن من المتوقع الآن أن ينمو إنتاج البن فى موسم حصاد 2022-2023، الذى بدأ فى أكتوبر، بنسبة 11.5٪ بفضل الزراعة الجديدة والعوائد المرتفعة فى مواجهة دورة السنتين المرتفعة.
فى السلفادور، تقدر رابطة مصنعى ومصدرى البن (Abecafé) أن موسم 2022-2023 سيترك إنتاجًا يبلغ 950 ألف قنطار، على غرار الحصاد السابق.
فى هذا الصدد، أشار وايجل إلى أن السلفادور شهدت طفرة فى ذلك الوقت، "لكن زراعة البن اختفت تقريبًا، بسبب توسع المدينة الذى قلص الحقول، لم يرغب الناس فى التواجد فى الحقول بسبب العصابات، لقد انخفض الإنتاج كثيرًا ولم ينمو إنتاج كوستاريكا على الإطلاق، بل يتناقص ".
من جانبها، جواتيمالا، حيث تقلبت الصادرات خلال موسم الحصاد الأخير بنحو 4.4 مليون قنطار من البن الذهبى، تبذل الصناعة المحلية جهودًا لخلق صورة خاصة فى الولايات المتحدة ؛ وعلى الرغم من أن نيكاراجوا لا تتخذ بالضبط إجراءات فى هذا الصدد، فإن إنتاجها آخذ فى الازدياد.
