أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 يناير 1945.. «المنظمة المصرية الصهيونية» تعقد اجتماعها بحضور كل الأعضاء اليهود المهمين من الإسكندرية والقاهرة تحت سمع وبصر الحكومة المصرية

الجمعة، 07 يناير 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 يناير 1945.. «المنظمة المصرية الصهيونية» تعقد اجتماعها بحضور كل الأعضاء اليهود المهمين من الإسكندرية والقاهرة تحت سمع وبصر الحكومة المصرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الوقت قد حان لقيام دولة اليهود فى فلسطين، وإذا فشلنا فى تحقيقها سلما فإننا سوف نحققها حربا»، لم تكن هذه الكلمات الخطيرة فى مستوطنة صهيونية، ولا فى محفل صهيونى على أرض فلسطين المحتلة، وإنما قيل فى مؤتمر كبير شهدته مدينة الإسكندرية خلال شهر فبراير عام 1944، وفقا للدكتورة زبيدة عطا فى كتابها «يهود مصر.. التاريخ السياسى»، مؤكدة أن  هذا الحفل كان فى بيت أحد كبار تجار القطن بالإسكندرية، وهو «ألبير روزانو»، وعقده «اتحاد المنظمات الصهيونية فى مصر»، وذكرها فيلمس ألتمان، الذى أصبح رئيسا للاتحاد فى خطابه الافتتاحى للحفل، وأطلق فيه صيحته التحذيرية بأن «الوقت قد حان لقيام دولة اليهود فى فلسطين».
 
كان هذا الاحتفال أحد مظاهر النشاط الصهيونى العلنى فى مصر بعد وعد بلفور فى عام 1917 الذى أعطى لليهود حق إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين، وبلغ هذا النشاط ذروته فى الثلاثينيات وحتى منتصف الأربعينيات من القرن الماضى، وكانت هناك صحف تصدر فى مصر تنطق بهذا النشاط، مثل صحيفة «الشمس» وصحيفة «الكليم»، بالإضافة إلى صحفيين يعملون فى الصحف الأخرى.
 
تذكر زبيدة عطا، أنه تم إنشاء أندية مخصوصة لنشاط الصهيونية، وأنشئت فيها المكتبات التى زودت بالكتب المتخصصة فى الشؤون اليهودية والصهيونية، كما ألقيت بها المحاضرات ونظمت بها الدروس فى اللغة العبرية، وكان من أهم الأندية التى أقيمت للشباب الصهيونى «النادى الصهيونى»، الذى أنشئ فى عام 1935، ويرتبط اسمه بالنشاط الذى كان يقوم به، ونادى «الاتحاد العام للشبيبة الإسرائيلية»، فى شارع فؤاد، ونصت الفقرة الثالثة من المادة الخامسة من قانون النادى، على تأسيس جماعة يطلق عليها اسم «مكس نوردو» ومهمتها بث الروح الصهيونية وتنبيه أبناء الطائفة إلى واجبات فلسطين عليهم.
 
لم يقتصر النشاط الصهيونى على الأندية فقط، فحسب ما تذكره الدكتورة زبيدة: «مع الحرب العالمية الثانية تكونت فرق يهودية فى الجيش الإنجليزى، وكانت العائلات اليهودية تقيم حفلات فى منازلها للمجندين وتدعم مبادئ الصهيونية، فعائلة يعقوب وايزمان، وهو من أبرز أنصار المنظمة الصهيونية العالمية، وكان يعمل مديرا لشركة شل، اعتاد أن يقيم فى منزله حفلا أسبوعيا يدعو إليه العديد من اليهود المجندين، وعائلة دافيد التى كان يقيم عميدها الصيدلى، صاحب صيدلية مظلوم بميدان العتبة، حفلات مستمرة يستقبل فيها المجندين، وتدعو للمناقشات السياسية حول القضية الصهيونية، وعائلة الدكتور إنجيل، التى كانت تقيم بحى الزمالك، وتعقد الاجتماعات التى تهدف إلى جمع التبرعات واستمالة اليهود المصريين إلى الصهيونية، وقامت أميرة مصرية وهى نازلى حليم، بإعطاء مزرعتها على طريق المنصورية لتكون معسكرا لتدريب شباب هاشومير هاتسعير، وهى حركة حراس المستعمرات الاستيطانية فى فلسطين».
 
يذكر الكاتب الصحفى محمود عوض، فى كتابه «وعليكم السلام»، أنه: «فى عام 1944 قرر أعضاء محفل ابن ميمون، بمصر، اختيار حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية رئيسا شرفيا له، وصدرت صحيفة صهيونية جديدة باسم «التسعيرة»، لصاحبها ألبير مزاحى، وأنشئت أول مدرسة يهودية ثانوية فى الإسكندرية وتبعتها مدرسة أخرى فى القاهرة».  
 
يذكر الدكتور محمد أبوالغار، فى كتابه «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات»، أنه أثناء الحرب العالمية الثانية كانت توجد فى مصر أعداد كبيرة من جنود الحلفاء اليهود الصهاينة الذين كثفوا جهودهم لتنظيم الشباب فى الحركة الصهيونية، وبدأ النشاط الحقيقى عام 1943 حين حفزوا اليهود المصريين ضمن حركة عامة لحث يهود الشرق الأوسط على الهجرة إلى فلسطين، وتم تنظيم الحركات الصهيونية بين الشباب، واستخدمت جميع الطريق القانونية وغير القانونية لدفعهم إلى الهجرة إلى إسرائيل»، يؤكد «أبوالغار»: «بلغ عدد الشباب الصهيونى فى مصر نهاية عام 1947 نحو 1500 شاب، كانوا موزعين على تنظيمات صهيونية مختلفة.
 
يضيف «أبوالغار»، أنه فى عام 1944، قررت المنظمات الصهيونية العالمية تعيين ليون كاسترو، مسؤولا عن كل المنظمات الصهيونية فى مصر، ونجح فى توحيد ألف شاب يهودى تحت لوائه، وفى 7 يناير، مثل هذا اليوم، عام 1945 اجتمعت اللجنة المصرية الصهيونية بحضور كل الأعضاء المهمين من يهود القاهرة والإسكندرية، وكان عمل اللجنة وحركة الشباب الصهيونى يتم تحت سمع السلطات المصرية وبصرها، وكانت تحركاتهم وتجمعاتهم قانونية، واستمر ذلك حتى شهر نوفمبر 1945 حين قيدت الحكومة تحركاتهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة