أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: الكاميرا القاتلة.. الابتزاز والتلصص الافتراضى

الخميس، 06 يناير 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قلنا من قبل ونتأكد كل يوم، إن العالم قبل الكاميرا والسوشيال ميديا يختلف عما بعده، ولن يتوقف النقاش، بحثا عن طريقة للتعامل مع هذه الأدوات بميزاتها وعيوبها، ومثل كل مفردات العصر، الكاميرا وأدوات التواصل أو جوجل، لها ميزات ووظائف كثيرة ومعها أعراض جانبية، نقول هذا بمناسبة ما يثار كل فترة حول الخطوط الفاصلة بين الخاص والعام، وكيف يمكن مواجهة من يعتدون على الخصوصية أو يوظفون التكنولوجيا فى التلصص والابتزاز والجريمة.
أدوات يمكن أن تكون وسائل ترفيه وحوار وتسلية وقراءة أو أى شىء، تتحول إلى شيطان عندما يتم توظيفها فى الشر، فهى قادرة على القتل المادى والمعنوى، وآخر حوادث العدوان فتاة الغربية التى لم تتحمل الابتزاز من قبل مجرمين تلاعبوا بصورها ليضغطوا عليها، وأنهت حياتها خوفا من فضيحة ليست مسؤولة عنها، طبعا هذه الواقعة تتكرر كثيرا، وبعض الفتيات يمتلكن شجاعة التبليغ ومطاردة المجرمين، والبعض الآخر يصمتن أو يخضعن خوفا من فضيحة، لكن حالة الفتاة هى الأكثر صعوبة، لأنها لم تجد من تلجأ إليه لحمايتها واتخذت قرار الهروب. 
 
الكاميرا ومعها كل وسائل التواصل واقع يفرض نفسه وأدوات لها ميزات وعيوب وليس لها مشاعر، تحكمها مشاعر الناس ورغباتهم ونياتهم، البشر من يوظفونها ويستعملونها، الكاميرا مطلوبة فى الشوارع والمحلات والأماكن والميادين العامة، وفاعلة فى العمل الصحفى والإعلامى ورصد الموضوعات وصناعة القصص والحكايات والتسلية والأخبار، بشرط أن يكون هذا علنا وبرضاء الأطراف وموافقتهم، وإذا انحرف سلوك مستخدم الكاميرا عن هدفه أو اتجهت نيته للابتزاز أو الاصطياد أو التلصص، أو تحقيق مكاسب بأى ثمن، هنا تبدأ مرحلة أخرى حيث تصبح الصورة والفيديوهات جرائم محتملة وفضائح قابلة للانتشار.
 
ولا تخضع سلوكيات المستخدمين جميعا لمواثيق الشرف أو احترام الخصوصية، هناك الأخيار والأشرار، ومستهلكو النميمة، والمجرمون، الذين يمارسون النصب أو الابتزاز أو التشهير، وهم موجودون دائما وفى كل العصور، لكن أدوات التقنيات وأدوات التواصل منحتهم المزيد من الأسلحة التى يمكن أن تكون قاتلة وخطرة. 
 
الكاميرا والموبايل وشبكات التواصل، ثالوث يصنع سيولة معلوماتية ويضاعف من صعوبة التحكم فى النشر أو السيطرة عليه، الصور أو الفيديوهات ما إن تغادر مكانها إلى الشبكة تصبح مشاعا للتبادل والمشاركة والتعليقات والتفاعل، ويمكن فى حالة التشهير أن تتجاوز قوة رصاصة.
 
كثير من جرائم التشهير تحدث بسبب صورة أو فيديو فى احتفال أو مناسبة عامة أو مهرجان، أو رحلة قد تكون طريقا للنجومية والظهور، أو تتحول إلى رصاصة فى القلب، أو أداة ابتزاز ونصب واغتيال نفسى ومعنوى.
 
وينقسم الناس بين إدانة أو دفاع، بينما الكاميرا ليست طرفا فى المسؤولية، لأنها أداة محايدة ليست شريرة ولا طيبة، ليس لها عقل، والمسؤولية على من يستخدمها، ونيته فيما يفعل.
 
ولن يتوقف الجدل حول الخصوصية وكيفية الحفاظ عليها، فى زمن التدفق المعلوماتى، والكاميرات فى كل مكان، ما تلتقطه كاميرات عامة فى الشوارع لا يثير الجدل، لكن الأمر يتفجر عند التعامل مع احتفال فى مكان عام، أو ناد، أو مركب، يجد طريقه للنشر من طرف ثالث، متلصص ينشر خصوصيات الآخرين، وما يجرى فى مكان عام يصعب فى زمن «الكاميرات الذكية» أن يظل خاصا، وهى جرائم قد يفلت فاعلوها أو عقوبتها أقل من نتائجها مثلما جرى مع فتاة الغربية، ولهذا يظل الجدل مستمرا، متنوعا تنوع المجتمع الافتراضى الذى هو انعكاس أكثر تركيزا للعالم الطبيعى.
 
p
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة