فزع أبناء محمود الشريف من الغارات الجوية فهتف معهم.. حكاية نشيد "كيد المعتدى"

الإثنين، 31 يناير 2022 10:00 ص
فزع أبناء محمود الشريف من الغارات الجوية فهتف معهم.. حكاية نشيد "كيد المعتدى" محمود الشريف
كتبت زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير من الروائع الغنائية والأعمال التى أصبحت علامات وأناشيد قومية عابرة للأجيال ولدت بشكل تلقائى وفطرى انطلاقًا من مشاعر حقيقية وحماس وطنى وقومى تم نسجه بالكلمات والألحان ليعبر عن هذه المشاعر تعبيرًا صادقًا جعلها تعيش فى أذهان الجماهير إلى الأبد.
 
ومن بين هذه الأعمال الخالدة أنشودة "الله أكبر فوق كيد المعتدى"، التى كانت بمثابة النشيد القومى والحماسى أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 ، وبقيت بعد ذلك رمزاً وأنشوة عابرة للأجيال.
 
وعن قصة ميلاد هذه الانشودة الرائعة تحدث الموسيقار الراحل محمود الشريف فى مقال نادر مشيرًا إلى أن أطفاله كانوا يشعرون برعب وفزع شديد أثناء ويصرخون كلما بدأت الغارات الجوية على مصر ويلتفون حوله، فيحاول تهدئتهم بلا جدوى حتى أصبح الفزع والرعب يسيطر على البيت.
 
وقال محمود الشريف إن أطفاله كانوا يرتعشون من دوى القنابل الذى كان لا ينقطع ليلاً ونهاراً، وذات يوم كان يفكر فى كل هذا العدوان الذى تواجهه مصر ، وكيف تقف أمام ثلاث دول قوية، وكيف يؤمن شعبها بالنصر رغم اختلاف القوى وتفوق هذه الدول المعتدية ، وأيقن أن الله يقف مع مصر وهو أكبر من كل هذه القوى مجتمعة، وفجأة وأثناء تفكيره حلقت فوق بيته طائرة من طائرات العدو، كانت تصعد لأعلى حتى تبتعد عن مرمى المدافع المصرية التى كانت لاحقها، وفى هذا الوقت استولى الرعب والخوف كالعادة على أبناء محمود الشريف.
 
وأشار الملحن الكبير إلى أنه فى هذه اللحظات ضم أطفاله إلى صدره وحاول تهدئتهم ودون أن يدرى ظل يهتف :" الله أكبر ..الله أكبر..الله أكبر فوق المعتدى" وهنا توقف أبناؤه عن البكاء ولوا يهتفون معه وكأنهم كورس ونسوا رعبهم حتى انتهت الغارة.
 
وأوضح الشريف أنه بعد انتهاء الغارة توجه إلى عوده وقرر أن يكون هذا الهتاف أغنية وأنشودة يبدأ مطلعها بعبارة الله أكبر فوق المعتدى، وبعدها فكر فى أن يعطى هذا المطلع لشاعر يكمل هذه الأنشودة الحماسية فوقع اختياره على الشاعر الصوفى عبدالله شمي الدين والذى كان يكتب شعراً كله إيمان وتبتل ودعاء وفى الوقت نفسه يكتب أبيات وأشعار كأنها ميادين قتال، وعندما قابله الشريف واعطاه هذا المطلع كتب شمس الدين باقى الأنشودة خلال ساعة ، وأخذ الشريف الكلمات عائداً إلى بيته ليضع باقى اللحن، وتصادف وجود غارة جوية أثناء عودته ، فظل يردد الأبيات والمقاطع حتى استكمل وضع اللحن مع عودته للمنزل.
 
واختار الشريف أن يؤدى هذا النشي مجموعة من الناس تعبيراً عن كل أبناء الشعب المصرى ليكون هذا النشيد نشيد مصر كلها، وبالفعل تحقق ما توقعه الشريف وأصبح هذا النشيد تعبيراً عن قوة مصر المستمدة من إيمانها بالله وبالنصر.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة