فاخورة عبدالمنعم.. تاريخ حى تعود جذوره لعشرات السنين.. هنا بدأت حكاية عم "عطية" مع صناعة الفخار لأكثر من 50 عاما.. استطاع تحويل الطمى لتحف فنية.. حافظ على إرث الأجداد ويؤكد: حرفة صعبة تحتاج لإمكانيات

الإثنين، 24 يناير 2022 11:00 ص
فاخورة عبدالمنعم.. تاريخ حى تعود جذوره لعشرات السنين.. هنا بدأت حكاية عم "عطية" مع صناعة الفخار لأكثر من 50 عاما.. استطاع تحويل الطمى لتحف فنية.. حافظ على إرث الأجداد ويؤكد: حرفة صعبة تحتاج لإمكانيات صناعة الفخار في الدقهلية
الدقهلية - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في منطقة وابور النور بمدينة بلقاس، يجذبك مشهد يعبق بالفن والإبداع، يحكي عن تاريخ طويل لأناس أفنوا حياتهم يكافحون بعزيمة وإخلاص، صانعين بأناملهم الساحرة التي ملأت معالمها شقى السنين، تحفا فنية براقة من الطمي.

"فاخورة عبدالمنعم".. من هنا بدأت حكاية صناعة الفخار في مدينة بلقاس منذ أكثر من سبعين عاما، حيث عكف روادها على عجلة الفخار طوال حياتهم، وبيديهم حولوا الطمي النيلي لأوان ومزهريات فخارية شديدة الإتقان.. تاريخ طويل من الكفاح والعمل لم تنقطع جذوره، استطاع عم عطية عبدالمنعم أن يحافظ عليه ويحييه بمهارته وإبداعه الفني الذي ورثه عن أجداده، جاعلا من ورشته معلم مميز لمدينة بلقاس.

صناعة-الفخار-في-الدقهلية-(2)

وقال عطية عبدالمنعم رائد صناعة الفخار في منطقة وابور النور، لـ "اليوم السابع"، إنه يعمل في مجال صناعة الفخار منذ أكثر من 50 عاما، حيث توارث المهنة عن أجداده، وتعلمها حتى شرب الصنعة وأصبح يجيد فن تشكيل الفخار بكل أشكاله وأنواعه ويبدع في تطويع الفخار بيداه معتمدا على الخلاطة وحوض المياه والدولاب، مشيرا إلى أنه في طفولته كان يراقب والده وجده وهم يجمعون الشِرب ويخلطونه بالمياه ويصفونه من الشوائب وأثناء تجفيفه ومن ثم تطويعهم للطين بأيديهم أمام آلة صناعة الفخار "الدولاب"، صانعين أجمل الأواني والمزهريات.

صناعة-الفخار-في-الدقهلية-(1)

وتابع أن أجداده برعوا في مجال صناعة الفخار، حيث تميزوا بامتلاكهم للفن والمهارة والخبرة العالية، فضلا عن إخلاصهم وتقديرهم الشديد للمهنة والذي كانت تظهر معالمه على تفاصيل الفخار، موضحا أنهم كانوا عنوان للأصالة والتفاني في العمل، أحبوا عملهم فأحبهم، ومنحوه حياتهم وصحتهم؛ ليحافظوا عليه ويتوارثه الأجيال، مشيرا إلى أنهم من أكسبوه المهارة والخبرة وأصول الحرفة والتفاني في العمل، ليجيد ويتقن صناعة وتطويع الفخار بكل أشكاله وأحجامه بعدما عشق فن التصنيع من أبائه.

 

وأضاف أن صناعة الفخار تمر بمراحل عديدة تبدأ من تجميع الشِرب النيلي ومن ثم نقعه في الخلاط لتذويبه وتصفيته من الشوائب كالحصى والرمال، حتى يتحول لطين متماسك الملمس، وبعدها يتم وضع الطين في أحواض الطين لمدة ساعتين حتى تتجمد، لمدة 10 أيام في الصيف و20 يوما في الشتاء، ويضيفون له بعض الرماد ليزيدوا من تماسك ومرونة الطينة، ما يساعدهم على تطويع وتشكيل عجينة الطين لأي شكل يرغبون في تصميمه، ومن ثم يتم نقل الطمي الناتج للفاخورة والتي يتم فيها تشكيل وتطويع الطين وتحويله لأواني فخارية مختلفة الشكل والحجم باستخدام الدولاب يدويا، ثم يترك المنتج ليجف في الهواء الطلق لمدة يوم بشكل تدريجي وبإتقان شديد لتهيئتها لمرحلة الحرق، حتى يتم إدخال الأواني لفرن الحرق الذي يتكون من بيت النار وغرفة الرص والمدخنة، ويترك فيه لمدة 4 أيام.

صناعة-الفخار-في-الدقهلية-(3)

وأوضح أن صناعة الفخار حرفة تجمع بين المهارة والفن، تحتاج للصبر والخبرة ولمجهود بدني كبير؛ في جميع مراحل إنتاجه بداية من تجميع الطين في أحواض مياه البحر وتصفيته وتجفيفه وتشكيله وحرقه؛ لصناعة أجمل الأواني والتحف الفخارية، كالطواجن والمساقى وصخر الفيلات وأبراج الحمام والقلل والمحاضن والزير والكولمن والقدرة والأباريق وغيرها.

صناعة-الفخار-في-الدقهلية-(4)

وأشار إلى أنه استطاع أن يوفر لأبنائه حياة كريمة معتمدا على صناعة الفخار، والتي تعد مصدر دخله الوحيد، ونجح في الحفاظ على المهنة من الإندثار برغم ما يعانيه من ضعف في الإمكانيات، لافتا إلى أنه استطاع أن يصنع لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة من المواطنين والتجار في نطاق محافظة الدقهلية؛ لتميزه الشديد في صناعة أجمل الأواني الفخارية بكل أنواعها وأحجامها.

صناعة-الفخار-في-الدقهلية-(5)

وقال إن المهنة تواجه الاندثار، بعدما عزف كثيرون عنها للعمل في مجالات أخرى تدر لهم ربحا أكبر، خاصة الأجيال الجديدة التي ترفض العمل فيها؛ كونها مهنة وحرفة شديدة الصعوبة تحتاج للمهارة والصبر، فضلا عن كونها غير مربحة ماديا، مؤكدا على أن بالرغم من عمله بمفرده في الفاخورة برفقة صديقه دون وجود عمال، إلا أنهم قادرون على مواصلة رحلة كفاحهما وعملهما سويا للمحافظة على أصلهم وتاريخهم الذي يكمن في صناعة الفخار، متمنيا أن يتمكن في يوم من الأيام أن يفتتح مصنعا كبيرا مزودا بالإمكانيات المادية والمالية والبشرية، يعلم من خلاله الشباب، ويكون منبرا يحافظ من خلاله على المهنة.

 

صناعة-الفخار-في-الدقهلية-(6)
 

 

صناعة-الفخار-في-الدقهلية-(7)
 

 

صناعة-الفخار-في-الدقهلية-(8)
 

 

صناعة-الفخار-في-الدقهلية-(9)
 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة