أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 13 يناير 1924.. «الوفد» يكتسح أول انتخابات على أساس حزبى.. سقوط مشاهير السياسيين غير المؤيدين لسعد باشا.. والمعارضة تتهم «زغلول» ببث الدسائس لدى بريطانيا ضد الملك فؤاد

الخميس، 13 يناير 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 13 يناير 1924.. «الوفد» يكتسح أول انتخابات على أساس حزبى.. سقوط مشاهير السياسيين غير المؤيدين لسعد باشا.. والمعارضة تتهم «زغلول» ببث الدسائس لدى بريطانيا ضد الملك فؤاد سعد زغلول
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلس الدكتور محمد حسين هيكل باشا، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، فى مكتبه يتلقى الاتصالات الخاصة بنتائج الانتخابات البرلمانية، وإذا بالمفاجآت تتوالى عليه منها، يذكر فى مذكراته: «جلست إلى مكتبى، وبدأت التليفونات تدق، يالها من ليلة ما كان أعجبها وما كان أقساها! لقد كنا على ثقة من نجاح أشخاص بذواتهم فى دوائرهم، لما لهم فيها من عصبية، ولم يكن يخالجنا أقل ريب فى هذا النجاح، لكن النتائج التى بدأت تصلنا لم تلبث أن زعزعت من ثقتنا إلى غير حد، يدق التليفون ويذكر اسم واحد من هؤلاء الموثوق بنجاحهم، فإذا به سقط أمام خصم نكرة غير معروف».
 
جرت هذه الانتخابات البرلمانية يوم 12 يناير عام 1924، وكانت إحدى نتائج ثورة 1919 ودستور 1923، ويسرد «هيكل باشا» مفاجآتها فى الجزء الأول من مذكراته «مذكرات فى السياسة المصرية»،  قائلا: «كان إسماعيل صدقى باشا، وزير المالية السابق، وعضو وفد المفاوضة مع اللورد كرزون، والمشهود له بالكفاية والتفوق، مرشحا، وينافسه الأستاذ محمد نجيب الغرابلى المحامى بطنطا، ولم يكن ثمة ريب فى أن «الغرابلى» لن يفوز، فلما أعلنت النتيجة إذا به ينجح، وإذا صدقى باشا يسقط، هنالك علت ضجة الحاضرين بغرفتى دهشة وعجبا، وكذلك كان الأمر فى دائرة سمنود، حيث رشح على بك المنزلاوى ومصطفى بك النحاس، وكنا معتقدين أن المنزلاوى بك سيفوز بأغلبية كبرى، فانتخب مصطفى بك النحاس، ولم ينتخب المنزلاوى، ومن جديد علت ضجة الحاضرين دهشة وعجبا، وتكرر ذلك».
 
كانت الانتخابات هى الأولى فى تاريخ مصر على أساس حزبى، وطبقا للمؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق، فى كتابه «قصة البرلمان المصرى»: «خاضتها الأحزاب الثلاثة وقتئذ، وهى الحزب الوطنى، حزب الوفد، حزب الأحرار الدستوريين، وبلغت نسبة المشاركين فى التصويت 58,4%، ممن يحق لهم الانتخاب، 2 مليون و726 ألفا و768 صوتا فى 214 دائرة، من مجموع السكان البالغ عددهم 12 مليونا و466 ألفا و192 نسمة».
 
فى 13 يناير، مثل هذا اليوم، 1924 تم إعلان النتائج، وحقق حزب «الوفد» فوزا كاسحا بلغ أكثر من 90% من عدد المقاعد البالغ عددها 214 مقعدا، يذكر أحمد شفيق باشا، فى «حوليات مصر السياسية - الحولية الرابعة»: «تميزت هذه الانتخابات بفشل مشاهير السياسيين المصريين ممن لا يؤيدون سياسة سعد زغلول باشا، وفشل رئيس الوزراء نفسه، يحيى إبراهيم باشا، وهو فشل يدل على أمرين: أولهما قوة الوفد المصرى، وثانيهما، نزاهة الوزارة المصرية والتزامها جانب الحياد فى الانتخابات».
 
يلقى شفيق باشا، الضوء على أساليب الدعاية الانتخابية التى اتبعتها الأحزاب الثلاثة، وكانت المؤتمرات الجماهيرية هى أسلوبها الأبرز، أما أكبرها فعقده «الوفد» فى نادى «سيروس» يوم 23 ديسمبر 1923، وحضره عدد كبير من كبار الأمة ومفكريها وجمهور يصل إلى نحو 14 ألفا، وخطب سعد زغلول فيه خطبة طويلة، افتتحها بذكر إلقاء القبض عليه وعلى إخوانه ونفيه إلى «سيشيل»، ثم عودته إلى مصر قبل الجولة الأولى من الانتخابات بعشرة أيام فقط، وهاجم سعد حزب الأحرار الدستوريين كمنافس، واتهم زعماءه «رشدى وعدلى وثروت» بأنهم « وزراء الحماية».
 
فى المقابل نظم حزب الأحرار الدستوريين، مؤتمراته الجماهيرية فى سرادق ثابت بجوار مقر الحزب فى شارع المبتديان، ومثلما هاجمهم سعد زغلول فتحوا هم النار عليه، ومما قاله إبراهيم الهلباوى: «إن سعد باشا لا يريد أن يكون زعيما سياسيا لحزب، وإنما يريد شيئا آخر فوق هذا، والمرشحون الوفديون جلهم من العامة والبسطاء، وأن رجالات مصر الذين هم من أعظم طبقات الأمة كفاءة، طُردوا بقوة الإرهاب والتهديد من ميدان الانتخابات العمومية للبرلمان، ثم ختمها بالمقارنة بين المرشحين لمجلس النواب وبين أولئك العلماء الذين أحجموا عن التقدم للانتخابات ضنا بكرامتهم وحفاظا لمراكزهم». 
 
وألقى محمد على بك، سكرتير الحزب، خطبة قال فيها: «إننى أتهم سعد باشا، ذلك الذى يكيل لنا الشتائم والتهم كيلا، ويتهمنا زورا وعدوانا، أتهمه بأنه يدس الدسائس لدى دولة أجنبية، هى بريطانيا العظمى ضد صاحب عرش مصر «الملك فؤاد باشا» لتثبيت قدم الإنجليز فى مصر بحجة الحفاظ على العرش»، أما الحزب الوطنى، فركز خطباؤه وأبرزهم: «عبدالعزيز جاويش، وحافظ بك رمضان، وعلى بك فهمى» على التذكير بمبادئ الحزب الذى يعد الأقدم، والتحذير مما يفعله الإنجليز لفصل السودان عن مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة