"أخلاق المهنة عند أستاذ الجامعة" كتاب من أجل جامعة قوية ومفيدة.. الدكتور صديق عفيفي يرصد أهمية الأخلاق في الجامعات ويضع قواعد ومبادئ للنجاح.. ويؤكد: الالتزام المهني يعمل على زيادة الإنتاجية

الأحد، 05 سبتمبر 2021 01:14 م
"أخلاق المهنة عند أستاذ الجامعة" كتاب من أجل جامعة قوية ومفيدة..  الدكتور صديق عفيفي يرصد أهمية الأخلاق في الجامعات ويضع قواعد ومبادئ للنجاح.. ويؤكد: الالتزام المهني يعمل على زيادة الإنتاجية أخلاق المهنة عند أستاذ الجامعة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إننا على مشارف عام دراسى جديد، والمعروف أن الجامعة لها طبيعتها التى تقوم على فكرة التفاعل بين الأساتذة والطلاب، فالأستاذ فى الجامعة ليس مجرد مدرس يشرح إنه طريق تفكير وقدوة، ومن هنا تأتى أهمية إلقاء الضوء على كتاب "أخلاق المهنة عند أستاذ الجامعة" لـ الدكتور صديق محمد عفيفى، أستاذ إدارة الأعمال، وهو كتاب مهم لكونه يناقش العديد من المعضلات التى تواجه الأساتذة فى الجامعات.
 
وعن سبب الاهتمام بالأخلاق فى الجامعة، يقول الدكتور صديق، إنك إذا وظفت شخصًا لديك فقد وظفت أخلاقه معه"، هذه قاعدة سلوكية عامة فلا يتصور منطقيًا أن ينفصل الشخص عن خلقه عندما يطلب منه التصرف الحر، وقد نلتزم بالقواعد واللوائح ولكن هذا الالتزام يتأثر بعمق وصلابة الاقتناع بالأساس الخلقى لهذه القواعد واللوائح، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن هناك عشرات المواقف التى يطلب فيها التصرف دون أن يكون هناك حكم واضح فى القواعد واللاوائح. وتزداد أهمية الأخلاق فى الجامعة لأن الأستاذ الجامعى قدوة لطلابه، كما أن الأستاذ الجامعى مسئول عن النمو الخلقى لطلابه.
 
أخلاق المهنة
 
وفى سبيل تقريب الصورة وإبراز المشكلة يعمد الدكتور صديق إلى ضرب أمثلة وتخيل مشكلات معينة استمدها مما يحدث حوله طول الوقت، ويشير الدكتور صديق محمد عفيفى إلى أن المعضلات الشائعة 4 هى (الصراع بين الصدق والولاء، الصراع بين مصلحة الفرد ومصلحة المجموع، الصراع بين مقتضيات الأجل القصير ومقتضيات الأجل الطويل، الصراع بين العدل والرحمة).
 
وعن سبب الاهتمام بالأخلاق في الجامعة، يرجع الكتاب إلى أن ذلك يسهم في تحسين المجتمع ككل، وشيوع الرضا الاجتماعى، وتدعم البيئة المواتية لروح الفريق وزيادة الإنتاجية، تشعر العاملين والأساتذة بالثقة بالنفس.
 
وينطلق الدكتور صديق عفيفى من فكرة أن نطاق المسئولية الأخلاقية للمعلم يشمل أن يكون سلوكه هو نفسه ملتزم، أن ينشئ الطلاب على الالتزام الأخلاقى فى السلوك، حيث تعتبر الأخلاق ضرورة من ضروريات الحياة المتحضرة، ومتطلبا أساسيا لتنظيم المجتمع واستقراره، وغيابها يعنى غلبة شريعة الغاب حيث تكون "القوة هى الحق" وليس "الحق هو القوة".
 
والالتزام فى السلوك معناه أن يلتزم المعلم فى التدريس، الامتحانات، البحوث، التأليف، النشر، التعامل مع الزملاء، التعامل الإداري، التعامل مع المجتمع، قبول الهدايا، لأن قبول الهدايا هو مسألة محفوفة بالمخاطر ومن ثم على كل مؤسسة أن تحدد سياستها بهذا الشأن وتعلن عنه بصراحة، أى أنه فى كل الجوانب مطلوب من الأستاذ أن يكون نموذجا، وعليه أن يتذكر جيدا أن نجاحه فى الحياة مرتبط بالأخلاق والسلوك.
 
صديق عفيفى
 
وعلى الرغم من كون الأخلاق فى أبسط تعريف لها هى "أن تعرف ما هو التصرف الصحيح وما هو التصرف الخطأ ثم أن تفعل ما هو صحيح" فإن الدكتور صديق عفيفى يرى أن المسألة ليست بتلك البساطة والوضوح، لأن التصرف الصحيح كثيرا ما تحيطه ظلال الغموض والحيرة، بل إن الإنسان كثيرا ما يطلب منه الاختيار بين بديلين يبدو أن كليهما صحيح، ومن ثم فإن السؤال الصعب ليس هو ما الذى يجب علينا ألا نفعله، وإنما حقيقة هو ما الذى يجب أن نفعله؟
ومن أجل الارتقاء بأخلاق المهنة يجب أن نضع نظاما تدريبيا وتحفيزيا للطلاب، والعقاب لكل مخالف للأخلاق، والمطالبة بإعداد مواثيق الشرف.
 
وتحت عنوان "إعداد وإصدار ميثاق أخلاق وآداب المهنة فى العمل الجامعى" ضمير اجتماعى مكتوب" يقول الكتاب نحن نعلم أبناءنا حاليا من أجل الامتحان فقط ليحصلوا على شهادات فقط وهناك ثالوث محرم وغير أخلاقى وهو الغش فى الامتحانات والدروس الخصوصية إلى جانب نسبة الغياب المتكرر للطلبة ود. حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم السابق أراد أن يفعل نسبة حضور الطلبة بنسبة 75% ولكن تم مهاجمته بشدة من جانب مجلس الشعب وشكاوى أولياء الأمور حتى تم إبطال القرار.
 
أما الميثاق الأخلاقى وفقا للكتاب: هو مجموعة القيم العليا التى تسعى الجامعة أو العاملون بها إلى الالتزام بها أثناء ممارسة العمل، ويتم صياغتها بأسلوب "يجب" أو "سوف نلتزم" أو "يحظر" أو ما شابه ذلك. ويحدد الميثاق القواعد الواجبة فى السلوك المتوقع وفى السلوك المحرم أيضا.
 
ويقصد بالقيم العليا ذلك التنظيم الخاص لخبرة الإنسان بما يعمل على تكوين الضمير الاجتماعي، وتوجيه السلوك فى المواقف المختلفة وفق المعايير السائدة فى المجتمع. ومثال ذلك قيم الصدق فى القول والإخلاص فى العمل وعدم السرقة.وهناك فرق بين القيم الروحية والقيم الاجتماعية فالأولى تستمد من الدين والثانية تستمد من الثقافة السائدة ومن مراحل نمو الشخص وما يتلقاه من تربية.
 
ويتميز الكتاب بأنه مبنى على مراجعة علمية وافية للمفاهيم والمبادئ الأخلاقية، وعلى استنارة حقيقية بتجارب الآخرين في بلورة وصياغة أخلاقيات العمل الجامعى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة