أكرم القصاص - علا الشافعي

مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان تحفة فنية شاهدة على عصر المماليك بالأزبكية.. اعرف قصته

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 03:40 م
مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان تحفة فنية شاهدة على عصر المماليك بالأزبكية.. اعرف قصته  مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان
كتب: فاطمة محفوظ_محمد الاحمدي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ستبقى أم الدنيا أبد الدهر غَنِيَّه بأثارها الاسلاميه الرَّائعة التي تَحكي عصورًا مُزْدَهره مرَّت بها، فكلُّ عصر له روعته التاريخية، وكذلك إبداع ملوكه وسلاطينه والعُمَّال والبنَّائين؛ الذين يبنون صروحًا قائمة وموجودة إلي يومنا هذا، تؤكد وتشهد علي عظمَتِهم واهتمامهم بالإسلام والمساجد علي مرِّ العصور الاسلاميه، ولا سِيَّما العصر المملوكي الذي يعتبر أحدَ العصور الذهبيَّه للاسلام، ففي هذا العصر تفنَّن سلاطين المماليك في بناء المساجد وزخْرفتها بطريقه غايه في الرَّوعه والثَّراء والابداع، ومِن هذه المساجد مسجد ومدرسه اُمِّ السلطان شعبان، بالدَّرب الاحمر بالقاهره.

ويُنسب هذا المسجد الي السلطان الأشرف شعبان بن حسين، ووالده الأمير الأمجد حُسَين بن الملك النَّاصر محمد بن قلاوون، ووالدته السيده خوند بركه.
ورغم أن السلطان الأشرف شعبان كان قد شيد مدرستين إحداهما باسمه وهي المدرسة الأشرفية وأخرى لوالدته خوند بركة، إلا أن المدرسة الأخيرة، هي التي بقيت أو بقي القسم الأكبر منها إلى يومنا هذا، فيما اندثرت مدرسته في النصف الأول من القرن التاسع الهجري، أي بعد مرور مائة عام على تشييدها. وتقع هذه المدرسة المعروفة باسم مدرسة أم السلطان، في شارع باب الوزير خارج باب زويلة، بالقاهرة وقد شيدت على أرض كانت تحتلها مقابر التبانة بأسفل قلعة الجبل.

ولعل المدرسة اكتسبت هذه التسمية من نصها التأسيسي المنقوش على لوح من المرمر الأبيض على يسار الداخل إلى دهليز المدرسة؛ وقد جاء فيه "الحمد لله، أنشأ هذه المَدْرسةَ المباركة مولانا السُّلطان المَلِك أعزَّ أنصاره لوالدته، تقبل الله منهما"، وتعكس هذه المدرسة، التي كانت ضخمة ومهيبة قبل الاستيلاء على جزء معتبر من أرضها، مدى تأثر العمارة المملوكية بالتقاليد الفنية لعمارة السلاجقة وخاصة في الأناضول والشام.

وتعتبر مقرنصات مدخل المدرسة شديدة التعقيد حيث تكاد تكون مقتبسة من مداخل عمائر السلاجقة، وتبدو فريدة فى نوعها نتيجة لصغر اتساع حجر المدخل قياساً بارتفاعه الشاهق، واضطرار البناء لتركيب المقرنصات فوق بعضها بعضاً في شكل هرمي فريد. وحسب أقوال المؤرخين؛ فإن هذه المدرسة التي افتتحت في عام 770هـ، كانت مخصصة لتدريس الفقه الإسلامي والعلوم الشرعية على المذهبين الشافعي والحنفي، وإن احتوت في تصميمها على أربعة إيوانات حول صحن أوسط مكشوف، ما يرجح أقوال بعض المؤرخين بأنها كانت تستقبل طلابا لدراسة المذاهب السنية الأربعة.

وفضلا عن التأثير الواضح لتقاليد العمارة السلجوقية في مدرسة أم السلطان شعبان؛ فإنها تنفرد بين المدارس المملوكية أيضا بمئذنتها الضخمة، والتي تبدو أقل رشاقة من مثيلاتها في تلك الفترة، وبأشغال الرخام التي نفذت بإسراف في بنائها الداخلي. فالصحن مفروش بأشرطة ومربعات من الرخام الملون كما أن جدار المحراب في إيوانها الرئيس، وهو إيوان الحنفية بالمدرسة، يحفل بزخارف الرخام الملون سواء في حنية المحراب أو في الشبابيك التي تحدق به في جدار القبلة. وأعمال الخشب في تلك المدرسة أيضا من أجمل الأعمال الفنية، ونرى ذلك في الأبواب التي طعمت بالسن وكذلك في الأفاريز الخشبية بداخل القبتين الملحقتين بالمدرسة، وقد نقلت لجنة حفظ الآثار العربية فى نهاية القرن 19م كرسيا من الخشب المطعم بالسن كان بها إلى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، حيث يعتبر من نفائس أعمال النجارة المملوكية إلى جانب صندوق خشبي مطعم بالسن كانت تحفظ به الربعات الشريفة الخاصة بتلك المدرسة.

وألحق الأشرف شعبان بمدرسة أمه قبتين والجنوبية منهما هى الأصغر حجماً دفن بها بعد مقتله، ودفن معه أيضا ابنه الملك المنصور حاجي المتوفى عام 814هـ، أما القبة الشمالية الأكبر حجماً والأحفل زخرفا فقد دفنت بها خوند بركة أم السلطان شعبان ودفنت معها فى وقت لاحق ابنتها خوند زهرة.

وشاءت الأقدار أن يقتل أرغون شاه فى بداية عهد الملك الناصر حسن بن قلاوون، وبالتحديد فى ليلة الرابع من ربيع الأول عام 750هـ، في واقعة شهيرة من وقائع الاغتيالات السياسية التي حفل بها تاريخ المماليك. وقد دبر قتله اثنان من الأمراء هما إياس وألجيبغا، وكان لكل منهما قصة أوجبت اتفاقهما للانتقام منه. فالأول منهما وهو إياس كان مملوكا أرمنياً نصرانياً أسلم على يد الناصر محمد بن قلاوون، فولاه وظائف شاد العمارة في عدة مدن بالشام، ثم صار أميرا بحلب إلى أن عزله السلطان الناصر حسن، وولى مكانه أرغون شاه فصار يخرق به ويهينه لأتفه الأسباب، وتواصلت أسباب المذلة عندما صار أرغون والياً للشام، ونقل إياس ليكون أميراً بدمشق تحت إمرته. أما ألجيبغا فقد ولي طرابلس برشوة للأمير منجك نائب السلطنة، ولما كان بعض جنود طرابلس يقيمون لدى الأمير أرغون بدمشق فقد كتب للسلطنة يطلب توجههم لولايتهم من دون أن يخاطب في ذلك أرغون شاه، فكتب الأخير إليه موبخاً وأرسل مشافهة مع رسوله فيها من السب والازدراء بأمير طرابلس، الذي كان في التاسعة عشرة من عمره، ولم يخط شاربه بعد ما جعل الشاب يستشيط غضباً.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة