أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

طلع البدر نبيًا .. ورسولا عربيًا

الإثنين، 09 أغسطس 2021 10:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستظل الهجرة النبوية من أهم وأبرز الاحداث التاريخية، فهي بداية تاريخ وعهد جديد، وقصة نبيًا عظيم تحمل من الأذى ما لم يتحمله بشر، من أجل أداء الرسالة السماوية.
وستظل مكة المكرمة ليست كغيرها من المدن، فالله سبحانه جلا وعلا ميّزها بجبالها ووديانها وشعابها، وبطحائها، وجبالها ورمالها، وكل ذرة فيها، لها علاقة بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ومن تلكم المواقع ، غار ثور الذي يقع في الجهة الشمالية من جبل ثور جنوب مكة المكرمة، وعلى بعد نحو أربعة كيلو مترات في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام، وهو الغار الذي أوى إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وهما في طريقهما إلى المدينة المنورة في رحلة الهجرة النبوية، فدخلا فيه حتى إذا هدأ طلب قريش لهما تابعا طريقهما، وفي أثناء وجودهما في الغار جاءت قريش تبحث عنهما، حتى وقفت على فم الغار، إلا أن الله ردها بفضله وقدرته، يقول أبو بكر: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما" وقد ذكر الله هذا الواقعةًة في كتابه فقال سبحانه: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 
ويقع الغار على جبل يبلغ ارتفاعه نحو 760 م عن سطح البحر، وهو عبارة عن صخرة مجوفة ارتفاعها 1.25م، وله فتحتان فتحة في جهة الغرب وهي التي دخل منها النبي وأبو بكر وفتحة أخرى من جهة الشرق.
وجاءت هجرة الرسول بعد بيعة الانصار، في شِعب الأنصار الواقع بين جبلين في مشعر منى -الذي يعد امتداداً لجبل ثبير- ، الذي شهد بيعة الأوس والخزرج للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث بدأت ببيعة 12 رجلاً.
ووقف النبي صلى الله عليه وسلم على منازل القبائل ليدعوهم إلى توحيد الله عز وجل وترك عبادة الأصنام والأوثان، ولكنهم لم يستجيبوا له، وفي العامِ الحادي عشرَ من البعثة اجتمع نفرٌ من الأوس والخزرجِ ممن استمعوا إلى دعوة المصطفى عليه السلام، ولكنهم فضلوا مشاورة قبيلتهم، وفي العام الذي يليه قَدِم اثنا عشر رجلاً منهم وتواعدوا معه صلى الله عليه وسلم في الشِعب الذي عُرف فيما بعد بشعب الأنصار وبايعوه بما عُرف ببيعة العقبة الأولى، وأرسل معهم مصعب بن عمير ليقوم بمهمة الدعوة بالمدينة المنورة، وفي العام الثالث عشر من البعثة قَدِم اثنان وسبعون منهم وبايعوا رسول الله بما عُرف ببيعة العقبة الثانية التي حضرها عمّه العباس تمهيدا للهجرة النبوية.
وبعدها جاءت هجرة الرسول من مكة الى المدينة المنورة، حيث كان في انتظاره الانصار وهم ينشدون :" طلع البدر علينا من ثنيات الوداع".
وفِي حقيقة الأمر لم تك رحلة الهجرة بالسهلة، فقد قطع الرسول وصديقه الصديق رحلة شاقة من مكة للمدينة وسط جبالها ورمالها هربا بدعوته لنشر الاسلام حتى دخل الناس في دين الله أفواج.
يعرف قيمة هذه الرحلة الشاقة من حج بيت الله الحرام - فقد كنت أحد هؤلاء المحظوظين - ووقفت على الرحلة وطولها الذي يمتد لمسافة حوالي 500 كيلو متر ، رغم ان الرحلة الان في طريق ممهد بشكل رائع في حافلة مكيفة ، عكس هجرة الحبيب التي كانت على الجمال فاتسمت بالمشقة والصبر الجميل، فصلوات الله وسلامة على الحبيب الذي ادى رسالته وبلغ الامانة ونصح الامة ، فجزاه الله عنا كل الجزاء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة