أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: لماذا لا ينتقل الوعى بسرعة الشائعات على مواقع التواصل؟.. زيادة طرق النشر كانت تنبئ بمواجهة أسهل لفيروس كورونا لكن حدث العكس.. والأرقام الضخمة للمستخدمين لم تساعد فى توفير الاطمئنان

الثلاثاء، 31 أغسطس 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالأرقام.. أكثر من نصف المصريين لديهم حسابات على فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى، حسب إحصائيات مراكز دولية منها «كراود أنالايزر» لرصد مواقع التواصل الاجتماعى، وهذه الأرقام فى تزايد مستمر، ونفس الأمر فيما يتعلق بأرقام ونوعيات البحث على محركات البحث وأشهرها جوجل، وهذه الإحصائيات تكشف عن حجم نمو واسع، يجعل كل المصريين والعرب على اتصال بعالم السوشيال ميديا وتطبيقاته مثل «كلوب هاوس» وغيره.
 
وحسب تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد الشباب من 18 - 29 سنة، 21.3 مليون نسمة بنسبة 21 % من إجمالى السكان، 66.2 % منهم يستخدمون الحاسب الآلى، وعدد الشباب الذين يستخدمون شبكة الإنترنت 71.2 %، وعدد الذين يستخدمون فيس بوك وتويتر 98.3 %، و99.9 % من الشباب يستخدمون الهاتف المحمول.
 
وحسب تقرير أصدرته شركة Hootsuite عن حالة الإنترنت فى العالم، ونشر على منصة «سلايدشير» العالمية، فإن عدد المستخدمين النشطين على منصات التواصل الاجتماعى حول العالم ارتفع فى أكتوبر الماضى إلى نحو 4.14 مليار مستخدم نشط، من بين 7.81 مليار نسمة هم عدد سكان العالم.
 
حيث يتزايد اعتماد الناس أفرادا وشركات ومؤسسات على شبكات التواصل الاجتماعى للتواصل والعمل والتسويق وتناقل الأخبار والمعرفة، وسرّعت جائحة كورونا من مضاعفة هذه الأرقام بنسبة تصل إلى 53 %، كل هذه الأرقام تشير إلى أن حجم وشكل ومضمون ما يتم تناقله عبر العالم، بين المنصالت العالمية وأيضا الإقليمية والمحلية، يجعل هناك مجتمعا افتراضيا موازيا، يتسع كل يوم ويشكل عالما قادرا على الاتصال والمناقشة والجدل. 
 
بالطبع، فإن منصات التواصل تحقق من خلال هذه الصورة مليارات الدولارات فى شكل أرباح، لكن هذا العالم يصنع مجتمعه وتأثيراته، ومن المفارقات أن هناك شكاوى بين الأسر والمجتمعات من أن كل هذه الاتصالات، التى يوفرها عصر الاتصالات والتواصل، بالرغم مما تتيحه من فرص للتواصل، فإنها أحيانا لا تقدم للمواطن عبر العالم يقينا أو فهما للتعامل مع الواقع بقدر ما تثير نوعا من الارتباك. 
 
وقد طرحنا مع عدد من المحللين أنه مع ظهور فيروس «كوفيد -  19» كان التصور أن وجود كل هذه الطرق والوسائل للنشر وتبادل المعرفة، يمكن أن يمثل ميزة للمساعدة فى نشر الوعى والصمود فى مواجهة فيروس يهدد البشر، لكن الأمر كان عكسيا، فقد كانت أخبار الرعب والخوف والشائعات تنتشر، بينما لا ينتشر الوعى بين الناس بنفس الطريقة، وواجهت المنظمات الصحية أزمة الأرقام الضخمة للمستخدمين التى لم تساعد فى توفير حالة من الاطمئنان.
 
كان الصوت الأعلى فيما يتعلق بالنشر والنصائح لغير المتخصصين، مقابل انسحاب المختصين أو أنهم ربما لم يكونوا قادرين على التعبير باحترافية نشطاء قادرين على تقديم المحتوى، ولهذا شاعت ولا تزال الكثير من الأخبار غير الدقيقة فيما يتعلق بأخبار الفيروس ومواصفاته وحتى طرق علاجه وكيفية التعامل معه، وشاعت معلومات وأخبار منسوبة لمركز أبحاث أو عالم أو خبير، كان من الصعب على مستخدم فيس بوك أو مواقع التواصل أن يعود إلى كل خبر ليبحث فى مدى صحته أو صحة انتسابه لهذا المركز أو ذاك العالم.
 
ونحن نضرب مثلا بفيروس كورونا، لأنه أحدث نموذج يكشف عن حجم التضارب والارتباك فى عصر يفترض أن الإنسان فيه أكثر إطلاعا واتصالا بالمواطنين فى العالم من حوله، ويمكن استكشاف نفس الارتباك عند طرح ومناقشة قضايا أساسية، مثل التعليم أو الامتحانات أو الدرجات أو تنسيق الجامعات، حيث يغرق الجميع فى بحور من البث، تتداخل فيها المعلومات بالآراء الشخصية.
 
ومن مفارقات العصر أن أعدادا كبيرة من المستخدمين كانوا قبل كورونا يرفضون ويعارضون ويتشككون فى إمكانية توظيف الإنترنت والتواصل فى التعليم أو العمل، لكن الفيروس فرض حجرا منزليا لفترات طويلة، واضطر العديد من العاملين إلى ممارسة العمل من المنزل عن بعد، وقبلوا بالاضطرار ما سبق لهم رفضه بالاختيار. 
 
بالطبع، عصر الاتصالات والتواصل يقدم الكثير من الإمكانات للبشر، لكنه يجعل انتقال وتبادل الارتباك أكثر من إتاحة الوعى.
p

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة