في كتابه المهم "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة"، يرصد الكاتب الصحفي محمد شعير العلاقة بين الروائي الكبير نجيب محفوظ والكاتب الإخوانى سيد قطب، لكنه يتوقف أمام آخر لقاء حدث بينهما عقب خروج قطب من السجن وقبل عودته مرة أخرى وإعدامه في قضية تنظيم 1965.
ينقل شعير ما قاله نجيب محفوظ عن هذا اللقاء ،حيث يشير الى انه زاره في منزله بحلوان بعد خروجه من السجن ،لكنه لاحظ أن قطب فقد قدرته على الابتسام عندما مضى في طريق اخر يكفر فيه المجتمع ،يقول نجيب محفوظ :"في تلك الزيارة تحدثنا في الادب ومشاكله ،ثم تطرق الحديث الى الدين والمراة والحياة ،وكانت المرة الأولى التي المس فيها بعمق مدى التغير الكبير الذى طرأ على شخصية سيد قطب وأفكاره ،لقد رأيت أمامى انسانا اخر ..حاد الفكر ..متطرف الرأي ..يرى ان المجتمع عاد الى الجاهلية الأولى وانه مجتمع كافر لابد من تقويمه بتطبيق شرع الله ،انطلاقا من فكرة الحاكمية لا حكم الا لله ..وسمعت منه اراءه دون الدخول معه في جدل او نقاش ..فماذا يفيد الجدل مع رجل وصل الى تلك المرحلة من الاعتقاد المتعصب؟".
ويضيف محفوظ، "في تلك الزيارة كان قطب مع مجموعة من أصحاب الذقون ،لم يكن قطب يشبه صديقي القديم الذى عرفته فيه ،وأردت ان اكسر حدة الصمت الثقيل ،فقلت دعابة عابرة ،وافترضت أن اساريرهم ستنفرج وسيضحكون ،ولكنهم نظروا الى شذرا ،ولم يضحك أحد حتى سيد نفسه وعندها غادرت البيت صامتا ،وشعرت بمدى التحول الذى طرأ عليه"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة