أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب:ذات يوم..26أغسطس 1972«عزيزة دى روشبرون» تتحدث عن طفلها من الزعيم محمد فريد وتكشف عن وصيته لها وهو على فراش الموت

الخميس، 26 أغسطس 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب:ذات يوم..26أغسطس 1972«عزيزة دى روشبرون» تتحدث عن طفلها من الزعيم محمد فريد وتكشف عن وصيته لها وهو على فراش الموت  الزعيم محمد فريد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سافر الزعيم محمد فريد، رئيس الحزب الوطنى، إلى باريس على رأس وفد من الحزب لعقد مؤتمر وطنى لعرض القضية المصرية، وفقا لعبدالرحمن الرافعى فى كتابه «محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية».. مضيفا: «تحدد لانعقاد المؤتمر يوم الخميس 22 سبتمبر 1910، وبينما كان المؤتمر على وشك الانعقاد، قررت الحكومة الفرنسية إلغاءه مجاملة لبريطانيا التى تحتل مصر».
 
كانت الآنسة «رينيه» الفرنسية التى أصبحت «مدام روشبرون» ثم «عزيزة دى روشبرون» تشارك محمد فريد نضاله فى هذه المرحلة حتى وفاته عام 1919، حسبما تذكر فى مذكراتها المثيرة للجدل، وتذكر فيها أنها تزوجته وأنجبت منه طفلا، وانفرد المؤرخ الكبير الدكتور محمد أنيس، بتقديم مقتطفات موسعة منها على أربع حلقات فى «الأهرام»، من 25 أغسطس 1972، مؤكدا أنها ظلت فى أدراج قصر الملك فاروق، بعد أن اشتراها منها سكرتيره الصحفى كريم ثابت، لضمان عدم نشرها بسبب ما جاء فيها من مساس بعدد من الشخصيات المصرية.. «راجع، ذات يوم، 25 أغسطس 2021».
 
لم يذكر «الرافعى» اسم «روشبرون» فى حديثه عن «مؤتمر باريس»، لكنها تذكر فى مذكراتها أنها كرست كل وقتها وجهدها له..تذكر أنها بعد قرار الحكومة الفرنسية بإلغاء المؤتمر، أعدت عريضة على هيئة ماكيتات، واضطرت إلى طبعها سرا، ووضعها على الحوائط ليلا خوفا من عقاب الحكومة الفرنسية.. تضيف: «كما اخترت جميع أصدقائنا ليحتجوا على ذلك الإجراء الشائن».
 
انتقل المؤتمر إلى بروكسل، لكنها تذكر أن المؤامرات بدأت تدور من حول محمد فريد الذى كان محاطا بحاشية من المعجبين والمنافقين..تقول: «كان المصريون منقسمين على أنفسهم بشكل حاد حول صغائر الأمور، وكانت فرصة ذهبية لخصوم فريد، فكانوا على سبيل المثال يحاولون الإيقاع بينه وبينى، وأنا الأمينة على سره، كما كانوا يثيروننى ضده، ويبذرون الشكوك حولى، ويلفتون الأنظار إلى ضعف ذلك الوطنى الخجول أمام النساء، مما جعله يتعلق بفرنسية مسيحية فى سن ابنته، كان عمرها 22 عاما وعمره 43 عاما»، كانوا يحاولون كل شىء للتفرقة بيننا بما فى ذلك جذبه نحو نساء أخريات، وكان هناك بعض المصريين الذين يدعون أنهم أصدقاؤه، ولكنهم كانوا مخلصين تماما للخديو.. كان البعض يدعى أننى عميلة لإنجلترا، بل يلمح أننى فى ركاب الخديو «عباس الثانى»، بينما يقول آخرون على العكس من ذلك، وبأعلى صوتهم، إن كل ما تم لمصلحة القضية المصرية فى فرنسا يرجع الفضل فيه إلىّ.
 
تضرب مثلا على حملة الكراهية ضدها بأنه فى 21 سبتمبر سنة 1911 نشرت جريدة «اللواء» مقالا بتوقيع «عجوز مصرى» شهير هو الدكتور عثمان غالب باشا، الأستاذ بمدرسة الطب بالقاهرة، هاجم فيه فريد.. ذكر فى هذا المقال أن الأنسة «رينيه» أنجبت من محمد فريد «وليا للعهد»، وهى الآن ملقاة على شاطئ البوسفور فى تركيا.
 
تواصل الحديث عن وقوفها إلى جانب فريد وإيمانها به، وتذكر ذكرياتها معه أثناء أزمته وقت محاكمته بسبب كتابته مقدمة ديوان «وطنيتى» للشاعر على الغاياتى، وحوكم بعد عودته من أوروبا، وقضت المحكمة بسجنه.. تذكر أن ذلك حدث «قرب أسابيع قليلة من موعد ولادة طفلنا».. تكشف المذكرات عن وساطتها فى العلاقة بين فريد والخديو عباس الثانى، وكان الخديو يقربه خلالها أحيانا، ويتجسس عليه أحيانا.
 
وتأتى المذكرات بالمراسلات بينها وبين فريد وكذلك لقاءاتهما، وآخرها كان فى 19 أكتوبر 1919 حين سمحت لها السلطات الفرنسية بالسفر إليه فى ألمانيا، حيث كان يخضع للعلاج، وذهبت إلى المستشفى فى كولونيا، وأخبرتها الممرضة قبل أن تسمح لها بالدخول بأنه على وشك الموت.. تذكر أنها قضت معه يومين فى الحديث، وأوصاها بصوت جاد النبرات وفى منتهى الهدوء بأن تحافظ على السمعة.. تقول: «توسل إلىّ أن أصفح عنه.. كيف أن أرفض له ذلك.. لم أكن إلا عشيقة متفانية لذلك الرجل الذى ضحيت من أجله بشبابى، لأن روح الحرية كانت تتجسد فيه، واعتصرتنى جسامة مسؤوليتى تجاه طفلنا، إنه ثمرة علاقتنا».. وفى 8 نوفمبر 1919 كتب لها آخر خطاب، وفى 19 نوفمبر توفى.
 
فى مذكرات «محمد فريد» المنشورة فى الجزء الثانى من كتاب «مواقف حاسمة فى تاريخ القومية العربية» تأليف محمد صبيح، يأتى الزعيم الوطنى بالحديث عن «روشبرون» فى مواقف مختلفة، منها مقابلته يوم 9 أكتوبر 1912 لها موفدة من الخديو عباس الثانى، للاتفاق على الصلح معه، وفى 9 نوفمبر 1912 قابلها ودار حديث بينهما ينتهى بأنه يتهمها بالجاسوسية، ويقول: «توسمت فيها ذلك من مدة».
 
كان هذا رأى محمد فريد فيها عام 1912، غير أن الدكتور محمد أنيس يذكر أنه من الواضح أن «فريد» غير رأيه فيها بدليل المهام الخطيرة التى كلفها بها بعد ذلك. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة