مصعب ابن الزبير كريم فى العطاء ومسرف فى القتل.. ما يقوله التراث الإسلامى

الإثنين، 23 أغسطس 2021 05:00 م
مصعب ابن الزبير كريم فى العطاء ومسرف فى القتل.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حقق عبد الملك بن مروان انتصارا مهما فى صراعه مع عبد الله بن الزبير، وذلك عندما قتل مصعب بن الزبير اليد القوية لأخيه عبد الله في سنة 71 هجرية، فما الذى يقوله التراث الإسلامى عن شخصية "مصعب"؟ 

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كتير تحت عنوان "وهذه ترجمة مصعب بن الزبير"

هو مصعب بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب، أبو عبد الله القرشي.

ويقال له: أبو عيسى، وأمه كرمان بنت أنيف الكلبية، كان من أحسن الناس وجها، وأشجعهم قلبا، وأسخاهم كفا.
وقد حكى عن عمر بن الخطاب، وروى عن أبيه الزبير، وسعد، وأبى سعيد الخدري.
وروى عنه الحكم بن عيينة، وعمرو بن دينار الجمحي، وإسماعيل أبى خالد.
ووفد على معاوية، وكان ممن يجالس أبا هريرة، وكان من أحسن الناس وجها.
حكى الزبير بن بكار: أن جميلا نظر إليه وهو واقف بعرفة فقال: إن ههنا فتى أكره أن تراه بثينة.
وقال الشعبي: ما رأيت أميرا على منبر قط أحسن منه، وكذا قال إسماعيل بن خالد.
وقال الحسن: هو أجمل أهل البصرة.
وقال الخطيب البغدادي: ولى إمرة العراقين لأخيه عبد الله حتى قتله عبد الملك بمسكن بموضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق، وقبره إلى الآن معروف هناك.
وقد ذكرنا صفة مقتله المختار بن أبى عبيد، وأنه قتل فى غداة واحدة من أصحاب المختار سبعة آلاف.
قال الواقدي: لما قتل مصعب المختار طلب أهل القصر من أصحاب المختار من مصعب الأمان فأمنهم، ثم بعث إليهم عباد بن الحصين فجعل يخرجهم ملتفين، فقال له رجل: الحمد لله الذى نصركم علينا وابتلانا بالأسر، يا ابن الزبير من عفا عفا الله عنه، ومن عاقب لا يأمن القصاص، نحن أهل قبلتكم وعلى ملتكم، وقد قدرت فاسمح واعف عنا.
قال: فرقّ لهم مصعب وأراد أن يخلى سبيلهم، فقام عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث وغيره من كل قبيلة فقالوا: قد قتلوا أولادنا وعشائرنا وجرحوا منا خلقا، اخترنا أو اخترهم، فأمر حينئذ بقتلهم.
فنادوا بأجمعهم: لا تقتلنا واجعلنا مقدمتك فى قتال عبد الملك بن مروان، فإن ظفرنا فلكم، وإن قتلنا لا نقتل حتى نقتل منهم طائفة، وكان الذى تريد، فأبى ذلك مصعب.
فقال له مسافر: اتق الله يا مصعب، فإن الله عز وجل أمرك أن لا تقتل نفسا مسلمة بغير نفس، وإن { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنا مُتَعَمِّدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابا عَظِيما } [النساء: 93] .
فلم يسمع له بل أمر بضرب رقابهم جميعهم، وكانوا سبعة آلاف نفس، ثم كتب مصعب إلى ابن الأشتر أن أجبنى فلك الشام وأعنة الخيل، فسار ابن لأشتر إلى مصعب.
وقيل: إن مصعبا لما قدم مكة أتى عبد الله بن عمر فقال: أى عم: إنى أسألك عن قوم خلعوا الطاعة وقاتلوا حتى غلبوا تحصنوا وسألوا الأمان فأعطوه، ثم قتلوا بعد ذلك.
فقال: وكم هم؟
فقال: خمسة آلاف، فسبح ابن عمر واسترجع وقال: لو أن رجلا أتى ماشية الزبير فذبح منها خمسة آلاف ماشية فى غداة واحدة ألست تعده مسرفا؟
قال: نعم.
قال: أفتراه إسرافا فى البهائم ولا تراه إسرافا فى من ترجو توبته؟ يا ابن أخى أصب من الماء البارد ما استطعت فى دنياك.
ثم إن مصعبا بعث برأس المختار إلى أخيه بمكة، وتمكن مصعب فى العراق تمكنا زائدا، فقرر بها الولايات والعمال.
 
وقد كان مصعب من أجود الناس وأكثرهم عطاء، لا يستكثر ما يعطى ولو كان ما عساه أن يكون فكانت عطاياه للقوى والضعيف، والوضيع والشريف متقاربة، وكان أخوه عبد الله يبخل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة