أولى رواياتها.. هبة خميس: "مساكن الأمريكان" توثيق لفترة سقطت من عمر الإسكندرية

الإثنين، 12 يوليو 2021 07:30 م
أولى رواياتها.. هبة خميس: "مساكن الأمريكان" توثيق لفترة سقطت من عمر الإسكندرية الكاتبة هبة خميس
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أهل الإسكندرية أدرى بشعابها.. انطلاقا من هذه الرؤية، بدأت الكاتبة السكندرية هبة خميس رحلتها فى الكتابة عن المدينة التى ولدت وعاشت فيها، لكنها لم ترها لا فى الكتب بمجالاتها أو الأفلام أو الدراما كما يظن الكثيرون، ممن عرفوا مدينة السحر والجمال والفن من روايات أو غير ذلك.

بعد ثلاث سنوات ونصف، من الانقطاع عن الكتابة، عادت هبة خميس إلى الرواية التى كانت تكتبها لكن عودتها كانت تحمل مفاجأة لها، إذ وجدت نفسها تكتب رواية أخرى، رواية دفعتها إلى رحلة من البحث المتواصل لإيجاد ما يوثق فترة عاشتها الإسكندرية، ولا يوجد لها ما يوثقها فى الصور أو الكتب أو الأفلام إلا القليل جدا.

مساكن الأمريكان
 
فى رواية "مساكن الأمريكان" الصادرة حديثا عن دار الشروق للنشر، بالتزامن مع معرض القاهرة الدولى للكتاب 2021، عادت هبة خميس كما أوضحت خلال حديثها لـ"اليوم السابع" إلى فى فترة التسعينيات فى الإسكندرية، والتطورات التى شهدتها وغيرت من ملامح هذه المدينة الآسرة، من بين هذه الأماكن تلك المنطقة التى يعرفها أهل الإسكندرية بـ"مساكن سيدى بشر"، والتى سقطت مبانيها وأعاد بنائها الرئيس الراحل أنور السادات، بمنحة من الولايات المتحدة الأمريكية، وعرفت بين الأهالى بهذا الاسم "مساكن الأمريكان".

فى تلك الفترة، كانت "مساكن الأمريكان" إحدى المناطق العشوائية التى تغزو الإسكندرية بعشش الصفيح، ومع التطورات التى شهدتها الإسكندرية خلال هذه الفترة، اختفت هذه المناطق بفعل التطوير، إلى جانب ذلك، وقبل التفكير فى كتابة الرواية، كانت هبة خميس مسكونة بسؤال البحث عن المدينة التى تعيش فيها ولا تراها فيما تقرأ أو تعيش، وبالرجوع إلى فترة التسعينيات، شعرت هبة خميس بأن ما عاشته بالأمس لم يعد موجودا بفعل التطوير، الذى لا ترفضه، لكنها لم تعد تجد روح المكان أو البحر فى صور الأصدقاء أو الأفلام والمسلسلات أو حتى فى الروايات، هذا الشعور سبب لها صدمة أكبر، حينما بدأت رحلة البحث عن أى توثيق لتلك الفترة التى لا تعد بعيدة عنا، فلم تجد إلا القليل جدا، فلجأت إلى الأصدقاء تسألهم عن صور شخصية لهم، يظهر فيها ما تبحث عنه، وقليلا ما كانت تجد ضالتها.

 

خلال هذه الرحلة، كانت هبة خميس مشغولة بالكتابة والتوثيق، حتى ظهرت شخصيات الرواية وأخذت الكتابة تتحول إلى بنية الرواية، ثم تفاعلت الشخصيات مع طبيعة التغير، وبعدما انتهت من رحلتها سواء فى البحث أو الكتابة، كانت قد انتهت من روايتها الأحدث "مساكن الأمريكان".

 

تساؤلات وتعليقات كثيرة تلقتها هبة خميس من الأصدقاء بعدما انتهوا من قراءة الرواية، أبرزها سبب كتابتها عن العشوائيات، فكانت جوابها بأنها طوال الوقت مهتمة بالقراءة عن الإسكندرية، فأى عمل يصدر عنها تسعى لقراءته، وفى كل مرة تقرأ كتابا تجد نفسها تقرأ عن مدينة لا تعرفها، وكأن الإسكندرية باتساعها وأماكنها المتعددة لا يكتب إلا عن مكانين فقط، هذه الفجوة كما تقول هبة خميس: "جعلتنى أسعى للكتابة عن مناطق ربما لا يعرف عنها الكثيرون، ولم يكتب عنها الآخرون، فالإسكندرية فى وقت ما كانت مليئة بالشعوائيات ربما أكثر من القاهرة، وهو ما يخالف صورة مدينة الفن، وحتى الآن لا يزال هناك أماكن عشوائية فيها".

 

فى النهاية، تشعر هبة خميس بأنها كتبت عن المدينة التى سكنتها وتسكن روحها، فقدمت ما يشبه التوثيق لهذا الفترة الزمنية من عمر الإسكندرية على الرغم من وجود وسائل كثيرة كان بإمكانها تسجيل يوميات هذه المدينة على اتساعها.

 

إضاءة

هبة خميس.. كاتبة مصرية، من مواليد الإسكندرية 1987، صدر لها مجموعتان قصصيتان: "نافذة تطل على ميدان" عام 2011، وحصلت على المركز الأول فى مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة دورة نجيب محفوظ، و"زار" فى عام 2017، وحصلت على جائزة ساويرس الثقافية عام 2019.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة