"أكل العيش بالحلال عمره ما كان عيب والسعى على المعيشة بعزة نفس وشرف يرفع من شأن صاحبه".. بهذه الكلمات سردت زينب محمد أحمد ذات 27 عاما والمقيمة بقرية منشأة رضوان التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، قصتها لـ"اليوم السابع".
وتابعت "زينب": "أنا مثل أى بنت فى الريف تزوجت فى سن صغيرة بعد الدبلوم من رجل حاصل على مؤهل عال بكالوريوس خدمة اجتماعية، رزقنا الله بطفلة، كانت أمورنا المادية على غير المعتاد، وبحث زوجى عن فرصة عمل ولم يجد غير العمل بأجر يومى وزادت الأمور المادية تعقيدا مع الطفل الثانى، فقررت أن أشاركه فى تكاليف المعيشة واقترحت عليه شراء ملابس وبيعها بالقرية والقرى المجاورة، فى البداية أشفق علىّ من صعوبة التنقل بالملابس فى القرى ومع إلحاحى المستمر وافق، وكنت أسافر إلى مدينة المنصورة محافظة الدقهلية وفى اليوم التالى أحمل حقيبة الملابس واصطحب طفليا (ريتاج ومحمد) وأجوب القرى لبيع الملابس على السيدات، وبعد فترة اقترحت لزوجى شراء تروسيكل ليسهل علينا التنقل بين القرى ونحمل عليه الملابس ونعرضها، وبالفعل اشتريناه بقسط شهرى على 24 شهرا، حيث تم دفع 3 شهور ونعافر سويا على المعيشة.
وعن حكايتها عن سواقة التروسيكل قالت: زوجى من يقوم بسواقة التروسيكل ويتركنى بإحدى القرى لحين انتهاء عملية الشراء ويذهب لعمله بالأجر اليومى ومع نهاية اليوم يأتى ليأخذنا للعودة إلى المنزل .
وفى شهر رمضان الماضى تأخر علينا بعض الوقت ولم يتبق على أذان المغرب إلا ساعتين وكنت فى أشد الحاجة للعودة إلى المنزل لتجهيز وجبة الفطار، ونظرت فى الشارع لم أجد حولى غير سائق توك توك فطلبت منه أن يدير لى التروسيكل إلى الإمام وقلت له (عايزة أعرف بيشتغل ازاى) فشرح لى فوضعت طفليى فى صندوق التروسيكل من الخلف ودعيت فى سرى إن ربنا يقف بجوارى وقمت بسواقة التروسيكل وكانت المسافة للمنزل بسيطة من القرية اللى كنت ببيبع فيها الملابس، واستغرب زوجى عندما حكيت له على ما حدث، فقام بتعليمى السواقة فى اليوم الثانى، أصبحت متمكنة وبذهب به إلى أى مكان.
وعن قيادتها التروسيكل وهى حامل فى الشهر السادس قالت: ربنا هو اللى بيعين اننى بخرج من بيتى من أجل السعى على رزقى بالحلال ورتبت الأيام على الذهاب يوميا الى مدينة المنصورة ويوم لمدينة فاقوس لشراء الملابس و3 أيام لبيع الملابس لمركز أبو كبير ويوم للراحة مع أسرتى.
واردفت أن كلام الناس لا يعنيها بأنها تجد أثناء سيرها فى شوارع القرى بالتروسيكل نظرات تعجب من السيدات والرجال لقيام سيده بسواقة التروسيكل، لكن المهم أنا أمام ربنا وزوجى بسعى على الحياة بشرف.
وعن امنيتها فى الحياة أنها تتمنى أن تسدد ما عليها من أقساط من سعر التروسيكل حيث أن متبقى عليها 21 شهر، انها ستخضع لعملية ولادة قيصرية خلال ثلاثة اشهر وهذا سيتطلب البقاء فى المنزل مما سيتوقف معها عمليه البيع والشراء.
