أكرم القصاص - علا الشافعي

كمال محمود

انزلاقات ليفربول ورحيل كلوب!

الجمعة، 05 مارس 2021 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انزلاقات مستمرة تتواصل وهزائم تاريخية تتوالى.. يهوى معها ليفربول إلى مرحلة ضياع شبه كامل فى الدورى الإنجليزى، الذى يحمل لقبه، لدرجة وصلت به إلى المركز السابع على لائحة الترتيب بعدما تلقى الخسارة الثامنة له هذا الموسم أمس أمام تشيلسى، وخرج بأسوأ رقم سلبى لم يتحقق على مدار تاريخه الممتد عبر 129 عاما، منذ أن تأسس النادي، حيث خسر الريدز 5  مُباريات مُتتالية على أرضية الآنفيلد للمرة الأولى.
 
ورغم أن تاريخ الدوري الإنجليزي يقول إنه لا يوجد هنالك بطل مسيطر على مدار السنين إلا نادرا.. لكن نحن هنا ليس بصدد مناقشة تضاؤل فرص ليفربول في الحفاظ على لقبه.. الأزمة هنا أكبر مما كان يتخيله أكثر المتشائمين في ظل التدهور المذرى للريدز لدرجة قد تصعب من مهمته فى اللعب بـ" تشامبيونز ليج " الموسم المقبل.
 
تساؤلات عديدة - طرحت نفسها على الرأي العام العالمي، حول أسباب هذا السقوط غير المتوقع لليفربول بعد تتويجه بدورى أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي والدوري الإنجليزي وكأس العالم للأندية في سابقة نادرا ما تحدث مع الريدز أو غيره من فرق العالم - التساؤلات ارتكزت أغلبها حول الألماني يورجن كلوب مدرب الفريق الذى حظى خلال السنوات الأخيرة على إشادات واسعة نصبته المدرب الأفضل فى العالم، والأن أصبح محل انتقادات كبيرة - فضلا عن أمور أخرى مرتبطة بالظروف التى يعيشها الفريق الأحمر فى مقدمتها إصابات عدد من النجوم وعدم وجود البديل الكفء. 
 
وإذا ما تكلمنا عن كلوب.. نأخذ الحديث من على طرف لسان السير اليكس فيرجسون الذى توقع ما يحدث الأن عندما أكد في تصريحات سابقة أن المدرب الألماني أسلوبه مرهق جدا للاعبين وقد يحقق بطولة في المدى القصير ولكن على المدى الطويل سيحدث متغيرات سلبية في فريقه وستجد أغلب لاعبيه مصابين ما يساعد فى انهيار منظومته سريعا ومن ثم سيرحل عن منصبه ، مثلما حدث حين وجوده مع دورتموند.. فهل تحققت نبوءة فيرجسون ؟ ربما تكون النبوءة متوافقة مع الوضع الحالي ولكن لا نستطيع أن نجزم أن النهاية سنكون بهذا الشكل.
 
حقيقة.. كلوب له دور كبير فيما يعانى منه ليفربول، فمع الانبهار الذى كان الجميع يظهره حتى وقت قريب أمام قدراته التدريبية التي يدير بها الريدز، يقابله الأن تضاد فى التقييم ، بسبب استمراره على نفس الطريقة والرسم التكتيكي واللعب بنفس الرتم العالى لمدة 4 سنوات متتالية، دون أي ابتكارات أو مرونة تكتيكية تناسب المرحلة التي يعيشها وتتواكب مع ظروفه .. فليس كل طريقة تناسب كل الأوقات وليس كل طريقة تناسب كل اللاعبين، ويتوجب عليه إدراك ذلك سريعا والتغيير من طريقة اللعب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحتى لا يندم في وقت لا ينفع فيه الندم.
 
عواقب أفعال كلوب جعلت ليفربول محفوظا للمنافسين، فلم يعد يخفى على أحد في العالم أنه يعتمد على ظهيرى الجنب كصناع لعب مع صلاح ومانى على الأجنحة وعدم وجود صانع ألعاب في العمق أو رأس حربة صريح، وكذلك  اعتماده على مجموعة ثابتة من اللاعبين، ما أوصلهم لمرحلة المعاناة من شد الإرهاق أمام الجهود المبذولة تنفيذا لمتطلبات كلوب بالضغط العالى والاستحواذ الذى يحتاج سرعات ولياقة بدنية غير محدودة.
 
كذلك فقد ليفربول بريقه أمام غياب الإحلال والتجديد المفترض حدوثه في الفرق الكبرى بين الحين والاخر وعدم  شراء نجوما كبار لسد النقص الوارد حدوثه في أي وقت، أدى إلى تهالك المجموعة المتواجدة والسقوط في حالة من الإرهاق لم يجدى معها أى استشفاء ما أدى إلى حدوث هزات عديدة حال غياب أحد اللاعبين المؤثرين وأبرز الأمثلة على ذلك عدم وجود مدافع ذو طبيعة وشخصية مختلفة يجاور فان دايك في قيادة الدفاع ويعوض غيابه عند الإصابة لنرى هذا السقوط المدوى في المنظومة الدفاعية والتي يتعامل معها المدرب بشكل خاطئ لكنه اضطراريا، حيث يضطر عندما يصاب المدافعين إلى الاستعانة بلاعبي الوسط فابينيو وهندرسون فى الخلف ليخسر خطى الدفاع والوسط معا.
 
وأيضا ظهر تاثير غياب فان دايك على الحارس البرازيلي أليسون بيكر الذى ظهر مهتزا متأثرا بالأمان الذى كان يشعره به المدافع الهولندي، وبدأت شباكه تهتز كل مباراة وبالكثير من الأهداف.
 
نقطة أخرى في غاية الأهمية مرتبطة أيضا بكلوب، وهى طبيعة شخصيته.. والتي لها مدلولات عدة :
المدرب الألماني من نوعية المدربين أصحاب الطبطبة على اللاعبين ولا يسعى لأن يغصب أي لاعب حتى ولو تصرف بشكل خاطئ على المستوى الفني أو الشخصي، وهذا من وجهه نظره يهدف إلى الحفاظ على علاقته جيدة باللاعبين، ورغم أنه هذا الأسلوب قد يبدو نافعا في بعض الأوقات ولكنه غير مٌجدى في أوقات أخرى تحتاج شدة حتى لا يٌفهم أنها ضعف شخصية مثلما يتهم كلوب الأن.. حتى علاقة اللاعبين أنفسهم، والتي تبدو للعيان ولا تخفى على أحد أنها سيئة يتحمل مسئوليتها أيضا المدير الفني في ظل حالة الأنانية التى تظهر على الكثيرين منهم داخل الملعب إزاء عدم تدخله بكل قوة لحسم هذه الخلافات الطافية علي الملأ وعلق عليها كثيرا محللى الدورى الإنجليزي واعتبروها نقطة الضعف الأكبر في ليفربول وقد تكون أحد أهم الأسباب التي قد تساعد علي هدم قلعة الانفليد العريقة علي رؤوس من بها.
 
ووضح في الفترة الأخيرة تأثير شخصية كلوب السلبية على ليفربول، إذ بات الفريق في حاجة ماسة إلى إعادة تأهيل معنوى جراء النتائج الكارثية التي تتحقق مؤخرا، واستمرار تكرارها يعنى عدم قدرة المدرب الألماني على إخراج اللاعبين من حالتهم النفسية الهابطة والتي وصلت مداها لدرجة أخرجت الجميع عن تركيزهم داخل الملعب وأبرز ما يدل على ذلك الفرصة السهلة للغاية التي أهدرها ساديو مانى أمام تشيلسى أمس قبل تقدم البلوز، وهى التي لم يكن يهدر مثلها من قبل ويسجل أصعب منها، نفس الامر ينطبق على أكثر من لاعب تراجعت مستوياتهم بشدة الفترة الأخيرة مثل فيرمينيو وربروسون.
 
وكذلك ظهر تاثير شخصية كلوب السلبى على النجم المصري محمد صلاح، الذى بدا غاضبا بشكل كبير عندما استبدل مبكرا أمام تشيلسى بالأمس، ليزيد من أسباب عدم راحة الفرعون داخلة قلعة آنفيلد، وتأكيد لأنباء رغبته في الرحيل وعدم الاستمرار مع ليفربول أكثر من ذلك، إزاء عدم التعامل الجيد من جانب كلوب والاصرار على تغييره كثيرا رغم كونه النجم الأول للفريق وهدافه وهداف بريميرليج الموسم الحالى بـ17 هدفا، وأيضا عدم التقدير الكافي ماديا من الإدارة وتجاهل تعديل عقده بالشكل اللائق لمكانته مع الفريق ونفس الأمر بالنسبة لارنولد.
 
فهل تكون المرحلة الحالية هي النهاية لقصة نجاح كتبت باحرف من نور في كتب تاريخ الكرة الإنجليزية والعالمية، ويرحل كلوب عن ليفربول، خاصة بعدما فقد شهيته وشغفه مع الفريق ولم يعد يملك الجديد ليقدمه بعدما حصد البطولات التي يتنافس فيها، كما فقد الحماس والسيطرة على غرفة الملابس ، وبات من الأفضل للريدز حتى يعود لوضعه الطبيعى  التغيير وياتى مدرب جديد يعيد ترتيب البيت من الداخل، ويحقق هدفه المقبل والذى بدا انه يسيطر على تفكيره وأصبح يشغله كثيرا وهو تدريب منتخب بلاده ألمانيا بدلا من لوف الذى اقترب من ختام مسيرته مع المانشافات الممتدة منذ قرابة 15 عاما عقب نهاية يورو 2021.
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة