شاب ينشئ مرعى مفتوحا وخط إنتاج حيوانى وسط الرمال بالوادى الجديد.. صور وفيديو

الإثنين، 01 مارس 2021 12:00 ص

جانب من الخضرة ومشروع المرعى داخل المزرعة وسط الرمال

الوادى الجديد - ماهر أبو نور

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعيدا عن العمران والمدنية والمسطحات الخضراء، وفى أبعد نقطة خلف جبال من الكثبان الرملية والكثبان التى لا يسلم من أذاها أحد يسكن فى مدينة الداخلة بمحافظة الوادى الجديد وخاصة على أطراف المدينة، حيث قرر أحد شباب الداخلة أن يقبل التحدى وأن يصارع تلك الكثبان الرملية ويغطيها باللون الأخضر ولم يستمع للكثيرين، بتحذيرات من إهدار أمواله دون جدوى وقرر خوض التجربة واختار أحد المواقع التى تتوسط الكثبان الرملية وتقدم بطلب للحصول على قطعة أرض فيها ضمن مبادرة طرحها محافظ الوادى الجديد.

وبعد الانتهاء من الرفع المساحى تقدم بدراسة الجدوى وانتهى من إجراءات التعاقد ليبدأ مرحلة أخرى من الكفاح تمثلت فى توصيل الطاقة الشمسية من خلال بناء محطة توليد قدرة 46 كيلو وات وانتهى من توصيل الشبكات ويستكمل بناء الموقع الرئيسى للمرعى المفتوح الذى يمثل حلمه الذى يعيش من أجله.

طلعت ضرغام فرج 44 سنة حاصل على بكالوريوس زراعة، من أهالى مدينة موط بالداخلة ظل يعمل فى مجال المبيعات فترة طويلة مع أشقائه حتى قرر أن ينفذ مشروع زراعى غير تقليدى يستغل فيه ما درسه فى كلية الزراعة منذ 20 عام، ولكنه إختار أصعب طرق الزراعة وهى زراعة الكثبان الرملية.

ورصدت عدسة "اليوم السابع" جانبا من المشروع، حيث يقع المشروع فى منطقة نائية تبعد حوالى 15 كيلو عن آخر زراعات تقليدية، حيث قام الشاب بتنفيذ طريق ممهد وسط الكثبان كى يستطع الوصول إلى مزرعته وبدأ فى بناء الموقع من خلال حفر البئر وتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية ومد الشبكات وبناء الاستراحات من الجريد ومخلفات النخيل ويستعد لعمل السياجات التى يسكن فيها الماعز البور والغزلان التى سيقوم بتربيتها.

وقال أنور ضرغام فرج، لـ"اليوم السابع"، أنه حاصل على بكالوريوس زراعة، ولم يتسن له الحصول على فرصة عمل فى القطاع الحكومى فقرر الاعتماد على نفسه وظل يعمل فى عدة مجالات كى يستطيع توفير مبالغ مالية تساعده على تنفيذ مشروع يمثل الحلم الحقيقى له ويتمثل فى مشروع زراعى حيوانى غير تقليدى وهو عبارة عن مرعى مفتوح وخط إنتاج حيوانى لفصائل غير تقليدية من الغزلان والماعز والحمام اللاحم وغيرها من الأصناف التى سيتم إدخالها فى المرعى المفتوح وتتلاءم مع طبيعة مناطق الكثبان الرملية.

وأضاف ضرغام، أنه قرر الاستفادة من إحدى المبادرات التى طرحها المحافظ اللواء محمد الزملوط، والتى تتمثل فى تخفيض القيمة الإيجارية على مناطق الزراعات والمشروعات الزراعية فى الكثبان الرملية وذلك لتثبيت التربة والحد من خطر زحف الرمال على المناطق الزراعية والسكنية والطرق، حيث قرر المحافظ تخفيض الإيجار على تلك الأراضى بقيمة 50% وهو ما شجعه على البدء فى تنفيذ المشروع.

وأكد ضرغام، أنه انتهى من تركيب محطة الطاقة الشمسية فى الموقع وتوصيل الشبكات الخاصة بالرى على نفس طبيعة الأرض دون إدخال تعديل على تضاريسها وقام بالبدء فى الزراعة التجريبية للشعير والبرسيم الحجازى تمهيدا لجلب فصائل الأغنام البور نقية السلالة والغزال الأوروبى وأصناف أخرى من الحيوانات وفقا لجدول زمنى للمشروع.

وأشار ضرغام، إلى أن هذا المشروع سيكون إضافة جديدة للزراعات النقية والتى تعتمد على الإنتاج فى بيئة آمنة ونقية ومعزولة عن كافة ملوثات البيئة نظرا لتكوينها البيئى، بالاضافة لمواطن الجمال الطبيعى فى الموقع الذى سيتحول تدريجيا إلى اللون الأخضر وتحيطه التلال الشاهقة من الرمال التى يجرى تثبيتها بالزراعات، مؤكدا أنه خلال شهر أمشير يعانى معاناة شديدة بسبب شدة الرياح وزحف الرمال على المنطقة الجارى زراعتها وهو ما يجعله يعمل بصورة مستديمة داخل المزرعة ويضطر للبقاء بمفردة فى أغلب الأوقات تحسبا لحدوث أية أعطال بالمزرعة.