أكرم القصاص - علا الشافعي

مجلة إسبانية تحتفى بـ سليمان العطار فى ذكرى رحيله الأولى.. سولتير العلم والحياة

الثلاثاء، 09 فبراير 2021 04:42 م
مجلة إسبانية تحتفى بـ سليمان العطار فى ذكرى رحيله الأولى.. سولتير العلم والحياة مجلة إسبانية تحتفى بــ سليمان العطار
محمد غنيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفت مجلة المعهد المصرى للدراسات الإسلامية الصاردة فى العاصمة الإسبانية مدريد بالدكتور والمفكر المصرى سليمان العطار، وذلك فى عدد خاص يحمل عنوان "سليمان العطار1939-2020 الغائب الحاضر، وذلك تزامنا مع ذكرى رحيله الأولى، حيث رحل عن عالمنا في الثالث عشر من مارس الماضى عن عمر يناهز 75 عاما، وبعدها ترك غيابه أثرا سلبيا في نفوس تلامذته وقرائه.
 
تضمن عدد مجلة المعهد المصرى للدراسات بمدريد عددا من الدراسات المتخصصة  في تحليل دراسات العطار وأعماله الإبداعية، وبدأ  بمقالة تحمل عنوان "البروفيسور العطار صديق أفكارى" للدكتورة إلهام سيف الدولة حمدان، و"سليمان العطار الراحل المقيم" للدكتور حسين حمودة، و"العطار الممتزج بماء الحياة" للدكتور خالد أبو الليل، و"سليمان العطار الصوفى صاحب الثورة الهادئة" للدكتور سامى سليمان أحمد، و"عن سليمان العطار سولتير العلم والحياة" للدكتورة سحر عبد المجيد، و"إلى اللقاء" للدكتور عمرو الصاوى، و"سليمان العطار الأستاذ الباحث المتصوف" للدكتور عماد عبد اللطيف و"سليمان العطار نمط مغاير إنسانيا وأكاديميا" للدكتور تامر فايز، و"رحلة البحث عن سليمان العطار" للدكتور محمد محمد عليوة.
 
ومن الدراسات الموجودة في العدد التى شملت التعريف الشامل برحلة حياة أستاذ أكاديمى وألقى الضوء على توثيق مشهد احتواء أستاذ جامعى للطالب منذ أن خطت قدماه مدرج الجامعة حتى وصوله إلى مشارف الدكتوراه، دراسة تخط سطورها الدكتورة سحر عبد المجيد، تفوح كلماتها بالمشاعر الممزوجة بعطر الوفاء من تلميذ لأستاذ تحت عنوان "عن سليمان العطارسولتير العلم والحياة" تقول سحر:
يمتلك سرعة بديهة لافتة لمن يتحدث إيه، فهو يستطيع أن يخبرك بنكتة مناسبة تماما لما يحضره من موقف، ليفتح لك بها نافذة للتفكير العميق لما تراه من جهة أخرى تماما فكان تراثا شعبيا يمشى على الأرض يحمل الثراث المصرى بتفاصيله في كلماته، وقفشاته، ونكاته، وتعليقاته
سليمان والوطن.
 
تقول سحر: سليمان يحب مصر.. أنفق كل وقته في تنمية وعى تلاميذه، وكل قراءاته السياسية متميزة جدا..علمنى معنى السياسة وكيف أربط الأحداث العالمية بما يحدث في العالم الثالث، ولماذا نحن عالم ثالث، وأهمية الترجمة في الاتصال وتنية الوعي، كان رسولا في مصر في كل بلد سافر إليها، كان يحزن عندما يرى جهلا وعدم رغبة في التغيير كان يحزن لما آل إيه الوطن بسبب الفاسدين يأسى للقبح وتحول الأماكن واختفائها.
 
يذكر أن سليمان العطار أبرز من ترجم إلى اللغة العربية مباشرة رواية "مائة عام من العزلة" لجابريل جارسيا ماركيز، وأنهى ترجمتها قبل أن يحصل مؤلفها على جائزة نوبل في الآداب عام 1982، إبان عمل المترجم كمستشار ثقافي لجمهورية مصر العربية لدى مملكة إسبانيا.
 
والعطار أحد أعلام الدراسات العربية والأندلسية فى العالم العربى، وتتلمذ على يد أعلام هذا التخصص الكبار أمثال عبد الحميد يونس وعبد العزيز الأهوانى ومحمود على مكى.
 
وترك العطار إنتاجا أكاديميا مميزا يجمع بين دراسات الأدب المقارن ودراسات الأدب الشعبي والفلكور والتصوف والأدب الجاهلي، ومن بين أبرز مؤلفاته: " الخيال عند ابن عربي"، و"مقدمة في تاريخ الأدب العربي: دراسة في بنية العقل العربي" و"مقدمة منهجية لدراسة الأدب العربي" والموتيف في الأدب الشعبي والفردي "نحو منهجية جديدة".
 
وعلى الرغم من هذا الإنتاج فإن شهرته جاءت من الترجمة حيث تصدى لترجمة رواية الحائز على نوبل الإسباني خوسيه ثيلا "خلية النحل" عام 1989، وتفرغ سنوات حتى أنهى ترجمة رواية "دون كيشوت" للشاعر الإسباني سربانتيس وذلك بعد نجاح ترجمته للرائعة ماركيز "مائة عام من العزلة"، التي اعتبرها أفضل الترجمات العربية للرواية، مؤكدا أن الترجمات الأخرى "أطفأت العمل".
 
ومن المفارقات أن العطار قدم ترجمته إلى هيئة الكتاب في مصر وتعطلت هناك لعامين وبعد أن حصل ماركيز على نوبل، بدأ المسئولون يبحثون عن عمل لنشره، فوجدوا العمل ملقى في الإدراج لأن أحد عمال الطباعة خاف من نشرها لجرأتها، ليأمر الشاعر المصري الكبير صلاح عبدالصبور، الذي كان رئيسا لهيئة الكتاب آنذاك، فورا بنشرها.
 
تحدث الناقد والمترجم الكبير سليمان العطار، عن تاريخ الأندلس وتوقف عند سنة   1492 الشهيرة، وقال إن الأندلس سقطت فى هذا العام، وذلك بعدما سقطت مملكة غرناطة التى ظلت تقاوم سنوات طويلة، أما عن كيفية سقوطها، فيقول إنه ذات مرة وجد كتابًا صغيرًا يباع فى إسبانيا وسط الكتب القديمة بعنوان «مملكة غرناطة»، وعرف منه أن الدولة الإسلامية سقطت بسبب استخدام المدفع ضدها.
 
لم يتخيل المسلمون المتحصنون خلف أسوار المدينة أنه يمكن للعدو أن يصيبهم عن بعد بهذه الطريقة، وأن يقتل عددًا منهم مرة واحدة دون سيف أو رمح أو حتى سهم، ولم يتخيلوا أن يهدم سورًا دون أن يروا منجنيق أو خلافه ولم يستوعبوا الصوت الذى انفجر فى السماء، فسقطوا.
 
يقول سليمان العطار، إن أحد علماء المسلمين استطاع أن يعرف سر صناعة المدفع، وألف كتابًا فى ذلك سماه «ناصر الدين على القوم الكافرين»، وطاف به على كل ملوك المسلمين كى يتبنوا الفكرة ويصنعوا مثله لكنهم لم يفعلوا ذلك، ومن يومها انطلق الغرب مستعمرًا ومسيطرًا، بينما تحول العرب والمسلمون إلى ضحية كبرى.
 
لقد غير المدفع استراتيجيات التفكير فى العالم، وضع مفهومًا جديدًا للقوة، مفهومًا قائمًا على العلم وليس العدد، أى أنه قدم تفسيرًا مختلفًا للشجاعة، التى كانت من قبل تعنى شخصًا ضد شخص، وتحمل معنى المبارزة، لكن الأساليب الجديدة فى الحرب كانت تفيد بأن الرب يسعى بقوة للنهوض من سباته بينما كان العرب والمسلمون يستعدون للنوم.
 
قرون مرت على هذه التواريخ، تطورت الحروب وتغيرت سبل الحياة، وقامت حروب وثورات وأنظمة حكم، وسقطت دول ونشأت أخرى، وتغيرت موازين القوة أكثر من مرة، لكن طرق التفكير العلمية لم تأخذ فى مجتمعنا العربى المكانة التى تليق بها، مع أنه لم يعد الأمر رفاهية مثلما يظن البعض ويعتقدون أنها أسس لاستمرار الحياة ليس إلا
 
 أهم ما يميز فكر سليمان من خلال مؤلفاته الإعلاء من قيمة الحوار الهادئ العقلانى المرن، والانحياز إلى العقل والمعرفة، والإيمان بالتطور والتجديد، ونبذ الجهل والتبعية والسعى وراء الإبداع، فيقول فى مقولته الشهيرة وكأنه يلخص المشهد العبثى للقارئ العربى: من صور العبودية فى العالم الثالث أو بعبارة أخرى العالم المتخلف يترسخ ألعن أنواع العبودية، وهى العبودية التى تأسر الفرد وتكسر المجتمع إنها العبودية للأفكار الموروثة محليا والموروثة المستوردة، والعبيد لا يبدعون ولا يخترعون بل يستهلكون إبداع غيرهم ومخترعاته على هيئة أطواق فى رقبتهم. هكذا قال سليمان العطار وترك لنا جيلا من الأساتذة والتلامذة وحملة التنوير بما يدل على خلود الرجل.
1
 

2
 

147376099_10223254034433377_2404376570780316190_n

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة