لم يكن خبر القبض على السيدة الشابة زوجة رجل العصابات الأشهر فى العالم مجرد حادث عابر يمر وسط فيض هائل من الأخبار، بل كان واحدا من التطورات المثيرة التى طالما رافقت قصة إل تشابو، أشهر زعيم للمخدرات فى العالم.
وتقول وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إنه على الرغم من كونها زوجة أشهر زعيم مخدرات فى العالم، وهو خواكين جوزمان "إل تشابو"، فإن إيما كورونيل إيسيورو عاشت فى خفاء، حتى حُكم على زوجها بالسجن مدى الحياة.
وفجأة أصبح لها وجود على مواقع التواصل الاجتماعى، وكان هناك حديث عن إطلاق خط أزياء، وحتى الظهور فى برانامج واقعى مخصص لعائلات مهربى المخدرات.
ولم تمر أفعال كورونيبل مرور الكرام دون أن يلحظها أحد. وبعد القبض عليها يوم الإثنين الماضى بتهمة التآمر لتوزيع المخدرات، كان هنا تساؤل: فى ظهورها أمام الأضواء، هل كان لها هدف ما؟
تشير الوكالة الأمريكية التى نشرت تقريرا عنها إلى أن سلوكها كان ملحوظا جزئيا، لأنها عاشت حياة محمية نسبيا. لكن ما قامت به انتهك قواعد غير مكتوبة عن ضرورة أن يبقى أفراد العائلات لاسيما الزوجات بعيدا عن الأنظار.
وسط حراسة مشددة
ويقول أدريان لوبيز ، المحرر التنفيذى لصحيفة نورويست في سينالوا، المكان الذى سيطر عليه كارتل المخدرات لإل تشابو، إنه حتى المحاكمة ظلت إيما مجهولة مثل جميع شركاء سينالوا كارتل تشابو". ثم بدأت الظهور أمام الأضواء، وهو ما يكسر تقليد السرية ونمط خاص داخل قيادة كارتل سينالوا.
وفى العام الماضى، قالت الصحفية الاستقصائية المكسيكية أنابيل هيرنانديز، التى كتبت على نطاق واسع عن كارتل سينالوا ، إن مصدرًا أخبرها أن والدة كورونيل ، بلانكا إيسبورو ، كانت قلقة بشأن الاتجاه الذى تسير فيه حياة ابنتها.
وكان جوزمان، المعروف باسم إل تشابو قد تزوج عدة مرات، كما أوضحت محاكمته فى نيويورك. ولم يكن مخلصا أبدا. وأثناء جلوسها فى المحكمة، سمعت كورونيل امرأة تشهد كيف أنها وجوزمان هربا من مداهمة فى منتصف الليل على أحد مخابئه من قبل قوات المارينز المكسيكية. وقالت إنها قفزت من السرير وهربت عبر نفق وكان يقودها جوزمان عاريا.
زوجة ال تشابو
وكانت كورنيل موجودة كل يوم من أيام المحاكمة تبتسم وترسل القبلات لزوجها، لكن هيرنانديز تقول إن الأمر فى الحقيقة، كما أخبرتها مصادرها، إن إيما كانت غاضبة للغاية ومتألمة للغاية. ولذلك عندما انتهت المحاكمة قررت أن تنتقم وكانت طريقتها فى الانتقام أن تجعل زوجها يرى ما يخسره. وولدت كورنيل فى سان فرانسيكو وعمرها 31 عاما، ولكنها نشات فى ولاية سينالوا الحدودية المكسيكية فى منطقة عرفت بالمثلث الذهبى.
وتزوجت إيما جوزمان فى عام 2007، عندما كانت فى عمر الـ 18، وكان هو فى عمر الخمسين، وكان أحد أقوى تجار المخدرات فى العالم.
وتقول هينانديز إنها لا تعتقد أنها كانت أمامها خيارا لتقول لا لن أتزوجك. وعلى مدار سنوات، ظلت صورتها الوحيدة المعلنة واحدة من عام 2007 عندما حصلت على تاج ملكة الجمال فى مهرجان فى بلدة كانيلاس، التى نشأت بها.
وبعد الزواج اختفت عن الأنظار حتى قيل فى عام 2011 أنها أنجبت ابنتين توأم فى مقاطعة لوس أنجلوس. وشوهدت فى عام 2014 هى وزوجها والفتاتين فى منتجع عاى الباسيفك عندما تم القبض عليه من قبل المكسيكيين.
وتم إرسال جوزمان إلى سجن مشدد الحراسة خارج مكسيكو سيتى، حتى هرب عبر نفق طويل تم حفره من زنزانته فى عام 2015. وفى عام 2016، أعادت مشاة البحرية المكسيكية اعتقاله فى سينالوا. وفى الشهر التالى ، أجرت كورونيل أول مقابلة لها على الإطلاق مع هيرنانديز، واشتكت مرارا من الظروف التى احتجز فيها جوزمان. وقالت: "لو كنت أعرف شيئًا ما كنت لأستطيع النوم أو الأكل من اليأس". لم أكن أعرف شيئا.
تم تسليم جوزمان إلى الولايات المتحدة ، ولكن ليس قبل أن تشارك كورونيل فى التخطيط لمحاولة هروب أخرى لم تنجح ، كما يقول المدعون الأمريكيون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة