قبل أقل من أسبوع على موعد انطلاق محاكمة الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، فى 9 فبراير الجارى، أصدر الفريق القانونى الخاص به مذكرة ترد على اتهامه بالتحريض على أعمال الشغب فى مبنى "الكابيتول" فى 6 يناير الماضى، جادلت بعدم إمكانية عزل رئيس ترك المنصب، ولكن فى مذكرة الاتهام المقدمة من مجلس النواب، تم التأكيد على دستورية هذا الإجراء نظرا لأن الأحداث وقعت أثناء توليه المنصب.
واتهم مديرو إجراءات العزل في مجلس النواب الأمريكى، الرئيس السابق بأنه السبب وراء تجمع حشد من الغوغاء فى واشنطن العاصمة يوم 6 يناير، وتحفيزهم إلى "في حالة جنون" ثم توجيههم "مثل مدفع جاهر للإطلاق" إلى مبنى الكابيتول ،ومن ثم فهو مسئول عن العنف الذى أعقب ذلك.
في مذكرة من 80 صفحة تم تسليمها إلى مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء قبل محاكمة العزل الأسبوع المقبل ، عرض مديرو مجلس النواب قضيتهم ضد ترامب وأسباب إدانته حتى بعد تركه لمنصبه.
وكتب مديرو مجلس النواب: "نشأت هذه المحاكمة بسبب تحريض الرئيس دونالد جيه ترامب على التمرد ضد الجمهورية التي أقسم على حمايتها".
وأضافوا، وفقا لإذاعة "إن بى أر" الأمريكية أن مجلس النواب قام بإقالة الرئيس ترامب بسبب هذه الجريمة الدستورية. لحماية ديمقراطيتنا وأمننا القومي - ولردع أي رئيس في المستقبل قد يفكر في إثارة العنف سعياً وراء السلطة - يجب على مجلس الشيوخ إدانة الرئيس ترامب واستبعاده من تولي المنصب الفيدرالي في المستقبل . "
ويقول 
المديرون ، بقيادة النائب جيمي راسكين من ماريلاند ، إن ترامب "مسئول بشكل منفرد" عن أعمال الشغب التي اجتاحت مبنى الكابيتول في 6 يناير ، وألحقت أضرارًا بالمبنى التاريخي وخلفت خمسة قتلى.
وكتبوا: "من المستحيل تخيل وقوع أحداث السادس من يناير دون تدخل ترامب وكأنه يحمل عود ثقاب ليشعل به مدفع لتنطلق ذخيرته ، ثم يسعى وراء منفعة شخصية من الدمار الذي أعقب ذلك".
ويشير المديرون إلى الفترة التي سبقت أعمال الشغب عندما كان أعضاء الكونجرس يقومون بفرز أصوات الهيئة الانتخابية ، لافتين إلى أن ترامب رفض لأسابيع قبول نتائج انتخابات 2020 واستمر في مزاعم لا أساس لها من أنه فاز بأغلبية ساحقة وأن التصويت "سرق" منه.
وكتبوا "قام بتضخيم هذه الأكاذيب في كل منعطف ، سعيا لإقناع المؤيدين بأنهم كانوا ضحايا لمؤامرة انتخابية ضخمة هددت استمرار وجود الأمة". واضاف "لكن كل محكمة واحدة تنظر في اعتداءات الرئيس على نتيجة الانتخابات رفضتها".
ويقول مديرو مجلس النواب إن ترامب اعتلى منصة تحمل الختم الرئاسي وحث أتباعه على "القتال مثل الجحيم وإلا لن يكون لديكم بلد بعد الآن"،قبل أن يوجههم إلى مبنى الكابيتول.
يجادل المديرون بأن ترامب لم يفعل شيئًا لوقف أعمال الشغب، التي يقولون إنها "تقصير في أداء الواجب". وفي أول تصريح له عن العنف ، بعد ساعات ، قال لأنصاره: "أنتم مميزون للغاية"
ومن ناحية أخرى، جادل الفريق القانونى، لترامب في مذكرة الرد على اتهام مجلس النواب بالتحريض بأن مجلس الشيوخ ليس لديه اختصاص لإدانة الرئيس السابق لأنه لم يعد يشغل منصبًا.
مذكرة فريق ترامب
وجاء فى المذكرة المقدمة والتى تتكون من14 صفحة "يتطلب النص الدستوري أن يتولى الشخص بالفعل منصبًا ليتم عزله. بما أن الرئيس الخامس والأربعين لم يعد "رئيسًا" ، فإن البند "يجب إزالته من مكتب الإقالة ...ومن ثم يستحيل على مجلس الشيوخ عزله".
قدم العديد من المشرعين الجمهوريين هذه الحجة أيضًا ، وصوت 45 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بشكل استباقي لرفض محاكمة العزل الأسبوع الماضي.
ورفض مديرو إجراءات العزل في مجلس النواب هذه الحجة في موجزهم الخاص ، حيث كتبوا ، "إن نص وهيكل الدستور ، بالإضافة إلى معناه الأصلي وتفسيراته السابقة من قبل الكونجرس ، تثبت بأغلبية ساحقة أن المسئول السابق لا يزال عرضة للمحاكمة والإدانة بسبب الانتهاكات المرتكبة في المنصب. أي قاعدة أخرى لن يكون لها معنى ".
كما جادل فريق الدفاع القانوني عن دونالد ترامب بأن الرئيس السابق تصرف "بشكل مثير للإعجاب" في رده على التمرد العنيف في مبنى الكابيتول ، والذي حرض عليه.
وتنفى المذكرة الاتهام بأنه خان كرئيس ثقة شعب الولايات المتحدة. بدلاً من ذلك ، أدى الرئيس الخامس والأربعون دوره بشكل رائع ، حيث فعل في جميع الأوقات ما كان يعتقد أنه في مصلحة الشعب الأمريكي.
قال الفريق القانوني للرئيس "لا يوجد دليل كاف يمكن على أساسه أن يخلص رجل قانون عاقل إلى أن تصريحات الرئيس الخامس والأربعين كانت دقيقة من عدمه ، وبالتالي لا يمكن إثبات أنها كانت كاذبة".
في الواقع ، لم يقدم ترامب وحلفاؤه أي دليل لإثبات التزوير فى الانتخابات ، وأقر أعضاء من كلا الحزبين - بما في ذلك زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل - بأن بايدن فاز في الانتخابات بنزاهة.
