"اليوم السابع" يكشف كواليس "أغرب القضايا".. حكاية أقدم دراما إذاعية بوليسية فى مصر.. بدأها عبده دياب أواخر السيتينيات وسلم ابنه الراية.. كون موسوعته الشخصية قبل زمن الإنترنت وقدم قصص الجريمة الغربية بنكهة مصرية

الإثنين، 15 فبراير 2021 04:30 م
"اليوم السابع" يكشف كواليس "أغرب القضايا".. حكاية أقدم دراما إذاعية بوليسية فى مصر.. بدأها عبده دياب أواخر السيتينيات وسلم ابنه الراية.. كون موسوعته الشخصية قبل زمن الإنترنت وقدم قصص الجريمة الغربية بنكهة مصرية من كواليس برنامج أغرب القضايا
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أغرب القضايا.. برنامج يكتبه ويخرجه عبده دياب".. لأكثر من 50 عامًا ارتبط عشاق الإذاعة المصرية بهذه العبارة التى ينقلها لهم صوت عميق مع موسيقى تصويرية تشى بالغموض والإثارة، لتأخذهم فى جولة بين ملفات القضايا وقصص الجرائم الغريبة حول العالم بنكهة مصرية خالصة. شارك فى حلقات الدراما الإذاعية البوليسية عشرات النجوم والأصوات الإذاعية المهمة من الفنانة القديرة أمينة رزق إلى سيدة المسرح سميحة أيوب والفنانات زوزو نبيل وإنعام سالوسة والفنانين حسن حسنى، سمير حسنى ورشوان توفيق وسناء شافع وجمال إسماعيل وغيرهم، حيث كان الأبطال يتغيرون بين حلقة وأخرى لكن يظل توقيع المؤلف والمخرج عبده دياب ثابتًا.  
 
أغرب القضايا
أغرب القضايا

 

وبعد أكثر من خمسين عامًا لا يزال البرنامج يحمل اسمه بعد أن حمل ابنه الراية ليكون برنامج يكتبه ويخرجه "عمرو عبده دياب"، الذى تحدث لـ"اليوم السابع" عن كواليس هذه الرحلة الطويلة، التى نتج عنها ما يقرب من 900 حلقة درامية أبدعها الأب والابن منذ أواخر الستينيات وحتى الآن.

 

بداية "أغرب القضايا" 

قصة غريبة نشرت فى الجرائد عن جريمة وقعت فى دولة أجنبية، حكم فيها بالإعدام على شاب وتم تنفيذ الحكم فعلاً إلا أن والدته لم تفقد إيمانها ببرائته وظلت تتبع خيوط القصة حتى وصلت للجانى الحقيقى وأثبتت براءة ابنها رغم إعدامه. كانت هذه القصة الغريبة التى مرت مرور الكرام على عشرات القراء وتوقف عندها الكاتب والمخرج الإذاعى الراحل عبده دياب شرارة "أغرب القضايا".

المخرج عبده دياب فى الاستديو
المخرج عبده دياب فى الاستديو

 

ويقول ابنه عمرو لـ"اليوم السابع": "الفكرة استفزته جدًا، وحب يقدم من خلال برنامج قضايا الجريمة الغريبة، كانت فى البداية الأجنبية وبعدها كان بيقعد مع صديقه المستشار بهاء أبو شقة، اللى كان محامى جنايات شهير وقتها ويسمع منه أغرب القضايا اللى قابلته".
 
من كواليس تسجيل إحدى الحلقات
من كواليس تسجيل إحدى الحلقات
لم يكن تقديم برنامج إذاعى عن الجريمة فى أواخر الستينيات أمرًا سهلاً ويقول عمرو عبده دياب "كان فى تخوف كبير من إن الفكرة تساعد فى انتشار الجريمة لكنه كانت له وجهة نظر إنه من جهة بيساعد فى توعية الناس فى حماية نفسهم من الوقوع ضحايا للجرائم، ومن جهة تانية بيقدم رسالة بتقول إن الجريمة لا تفيد وإن مهما كان المجرم ذكى لابد من فضح جريمته".

كواليس الإعداد للبرنامج 

نجاح كبير حققه البرنامج آنذاك، وكان المستمعين ينتظرونه بشغف مساء كل ثلاثاء ويعوضون ما فاتهم صباح السبت، إلا أن المؤلف كان يواجه صعوبة كبيرة فى الوصول للقصص الغريبة والجرائم ويكرس لها جهدًا ووقتًا كبيرًا ويتذكر عمرو "كان قبل زمن الانترنت عامل موسوعة لنفسه، يقتطع من الجرائد والمجلات قصاصات لجرائم وقصص غريبة أو أخبار لفتت نظره أو حتى معلومات دينية أو معلومات عن الأبراج وكان يقعد وقت طويل يكتب ويفكر فى الحبكة وسيناريوهات الجريمة". 

تكريم المخرج والمؤلف عبده دياب
تكريم المخرج والمؤلف عبده دياب

 

انتقل شغف الأب للابن الذى كان يحب أن يقضى وقتًا طويلاً معه، يشاهده وهو يكتب ويفكر ويعد للقصص ويقول "لما كبرت شوية فى إعدادى يمكن كان ساعات ياخد رأيى فى حلقات بيكتبها، وكنت بحاول كتير أكتب حلقات ولأنه مش عايزينى أدخل عالم الإذاعة وشايف الموضوع مرهق كان بيقولى لأ مش حلوة". 

الابن يكمل المشوار 

رغم اعتراض الأب على أن يتبع الابن مساره، إلا أنه لم يتمكن من إخفاء فرحته حين اكتشف أن ابنه سيكون خليفته فى البرنامج الذى منحه سنوات طويلة من عمره، وجاءت البداية بالصدفة فيحكى "سنة 1992 والدى دخل المستشفى لظروف صحية طارئة، وقتها كنت بشتغل فى الإذاعة فقررت أكتب حلقتين من أغرب القضايا وأخرجهم، ولما سمعهم فرح جدًا إنه لقى امتداد له".

هذا الشبل من ذاك الأسد
هذا الشبل من ذاك الأسد

تعافى المخرج الإذاعى عبده دياب من وعكته الصحية آنذاك، وواصل عطائه للبرنامج الإذاعى حتى وصل إجمالى ما قدمه نحو 800 حلقة درامية، وبعد رحيله تسلم الابن الراية، وعلى عكس الأب، اعتمد عمرو أكثر على خياله فى الكتابة ولأجل المصداقية توقف عن تقديم العبارة التوثيقية التى كانت تمنح للمستمع تفاصيل عن القضية مثل "وقعت أحداث هذه الجريمة فى مدينة كذا عام كذا". 

المخرج عمرو عبده دياب
المخرج عمرو عبده دياب
ورغم أن الحياة اليومية أصبحت حافلة بالقضايا الغريبة إلا أنه حافظ على الضوابط التى وضعها الأب فيقول "أنا حريص جدًا إنى ما اكونش سبب فى نشر الجريمة، فلا أقدم طريقة لتنفيذ جريمة أو خطة أو أحرض عليها وبمتنع تمامًا عن الجرائم الأسرية أو القضايا الشاذة". 
 
المخرج عمرو عبده دياب مع الفنانة ريهام عبدالغفور أثناء تسجيل إحدى الحلقات
المخرج عمرو عبده دياب مع الفنانة ريهام عبدالغفور أثناء تسجيل إحدى الحلقات
 
وفى زمن الإنترنت والعالم المفتوح أصبح التحضير للبرنامج تحديًا مختلفًا فيقول "بتحدى نفسى كل مرة وبتحدى المستمع إنى هخليه لمدة نصف ساعة ما يقدرش يحول الإذاعة، ودا تحدى كبير فى وقت الإنترنت خلانا طول الوقت قدامنا محتوى كبير ومتنوع وممكن يشوف ويسمع أى حاجة".
 
وعن التحدى الأصعب فى الكتابة قال "أصعب الحلقات هى الخاصة بجريمة قتل، وأصعب جزء وجود الدليل لأنه لازم يكون فى حبكة قوية ولازم تكون الشخصية مرتكبة الجريمة موجودة من البداية مش زى ما بيحصل فى الحياة الواقعية ممكن نكتشف القاتل فجأة من غير ما يكون سبق له الظهور قبل كده فى الأحداث".
 
بسبب التطور أيضًا لم يعد من الممكن الاعتماد على الحبكات والقضايا القديمة فيقول "جرائم كثيرة قديمة كانت تنكشف بسهولة لو فى موبايل أو كاميرا مراقبة، أو ممكن ما كانتش تحصل خالص علشان كده بدخل السوشيال ميديا والتكنولوجيا فى قصص الجرائم". 
 
تكريم المـخرج عمرو عبده دياب
تكريم المـخرج عمرو عبده دياب
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة