أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد جمعة

فصائل فلسطين.. مصالحة تاريخية برعاية مصرية

الأربعاء، 10 فبراير 2021 08:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كعادتها تمثل الدولة المصرية المفتاح السحري للأزمات التي تعصف بالمنطقة، ومصطلح الشقيقة الكبرى ليست مجرد كلمات تجامل بها الدول العربية مصر، بل هي حقيقة وواقع ملموس نعيشه جميعا، فالدور المحوري الذي تلعبه القاهرة لدعم القضية الفلسطينية، أثمر عن تفاهمات هامة بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية خلال السنوات الماضية.

 

منذ عقود تقف مصر إلى جانب الأشقاء في فلسطين وتقدم لهم كافة سبل الدعم لتعزيز صمودهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذى يمارس بطشه وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء آلاف المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، ووقفت القاهرة بقوة إلى جانب الفلسطينيين رافضة السلوك الإسرائيلي.

 

التفاهمات الأخيرة التي توصلت إليها الفصائل والقوى الفلسطينية في القاهرة يعد تتويجا للجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية ممثلة في الجهات المعنية التي تتابع الملف الفلسطيني، ويؤكد مدى ثقة المكونات الفلسطينية في القاهرة التي ليس لديها أي أطماع وتعمل انطلاقا من دورها التاريخي في دعم قضية فلسطين.

 

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد، برز الاهتمام الكبير في السياسة الخارجية المصرية بالملف الفلسطيني الذي عملت القاهرة على التأكيد على أهميته، وجاء ضمن أولويات السياسية الخارجية في فترة تراجع فيها الاهتمام العربي بشكل كبير بقضية فلسطين في الوقت الذي تؤكد فيه القاهرة على أن فلسطين تعد "القضية المركزية" للعرب وتعمل على دعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين.

 

الفصائل والقوى الفلسطينية تثق في دور مصر التي تعمل بصدق لخدمة القضية، وتتحرك لتفعيل عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي من خلال العمل على عدة محاور أبرزها رأب الصدع الفلسطيني، وتقوية الجبهة الداخلية قبيل الدعوة للانخراط في عملية تفاوضية، تضع حدا للصراع الممتد منذ عقود على أمل أن تتوج تلك الجهود بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

خطوة الاتفاق على مواعيد محددة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني في فلسطين مهمة للغاية ولا بد من إنجاح هذه العملية الديمقراطية في إطار من الشفافية لحاجة الفلسطينيين إلى تجديد الشرعيات وتقويتها والاتفاق على برنامج سياسي موحد يجمع الفصائل والقوى ويرتكز على عدد من الثوابت التي تقوي الجبهة الداخلية الفلسطينية.

 

يجب على الأشقاء فى الأراضي الفلسطينية عدم التفريط في هذه الفرصة التاريخية التي ستؤرخ لمرحلة جديدة في التاريخ الوطني الفلسطيني وتعلن إنهاء الانقسام البغيض وتدفع نحو الوحدة المؤسساتية، وكذلك توحيد الرؤى والمواقف الفلسطينية خلف مشروع وطني جامع، بعيدا عن الفصائلية والحزبية.

 

يترقب الشعب الفلسطيني خلال الفترة المقبلة مدى التزام الفصائل والقوى الفلسطينية بتطبيق ما تم الاتفاق عليه خلال اليومين الماضيين في مصر، لرغبتهم في انهاء حالة الترهل المؤسساتي الذي تعاني منه فلسطين بسبب الانقسام ورغبتهم في ممارسة حقوقهم المشروعة بانتخاب من يمثلهم أمام العالم خلال الفترة المقبلة.

 

ترى هل تدرك الفصائل والقوى الفلسطينية خطورة المرحلة الراهنة والدقيقة التي تعيشها القضية، أم ستتغافل عن ذلك وتواصل الانخراط في صراعات ضيقة لا تخدم قضية فلسطين بقدر ما تخدم مصلحة الفصيل أو المكون الحزبي.. القضية الفلسطينية في أضعف حالاتها وفي حال استمر الوضع الحالي كما هو ستتجاهل الأطراف الدولية القضية طالما كان هذا هو نهج الفلسطينيين في عدم الانصات لمعاناة وصرخات أبناء شعبهم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة