إبداع ومهارة.. شاهد أحلى تحف فنية من الطمى بأيادى عمال الفواخير بالدقهلية

الثلاثاء، 09 نوفمبر 2021 02:35 م
إبداع ومهارة.. شاهد أحلى تحف فنية من الطمى بأيادى عمال الفواخير بالدقهلية
الدقهلية - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قدم "اليوم السابع" بثا مباشرا رصد خلاله مراحل صناعة الفخار بمنطقة فواخير مدينة طلخا، إحدى أقدم وأشهر المناطق التى حافظت على الموروث الثقافى والحضارى فى صناعة الفخار بمحافظة الدقهلية، واستطاع أبناءها أن يحيوا تحفا فنية بمهارتهم وإبداعهم الذى توارثوه عن أجدادهم – "بناة الفواخير".

 

وقال رائد صناعة الفخار فى منطقة الفواخير شوقى البسطويسى لـ “اليوم السابع"، إنه يعمل فى مجال صناعة الفخار منذ أكثر من 40 عام، حيث توارث المهنة عن أجداده، وتعلمها حتى شرب الصنعة وأصبح يجيد فن تشكيل الفخار بكل أشكاله وأنواعه ويبدع فى تطويع الفخار بيداه الملطختان بالطين، ولا يزال متمسكا بالمهنة التى شهدت على جميع سنين حياته من فرح وحزن وكفاح وعمل وشقي، مضيفا أنه ورثها لأبنائه الثلاثة حتى يظل اسم الأسرة مضيئا فى عالم صناعة الفخار.

 

وأضاف أن صناعة الفخار تجمع بين المهارة والفن، حيث تمر بمراحل عديدة تبدأ من تجميع الطين النيلى من منطقة الجزيرة بمدينة طلخا ومن ثم نقعها فى أحواض الطين لمدة ساعتين حتى تذوب، ومن ثم تصفيتها بالغربال من الشوائب كالحصى والرمال، ثم تجفيف الطين الناتج فى الهواء الطلق لمدة ثلاثة أيام وبعدها يتم إدخاله لماكينة الطحن مع إضافة بعض التبن له أو الروث المسحوق ليزيد من تماسكه ومن ثم يتم تشكيل الأوانى الفخارية المختلفة باستخدام آلة الحجر ثم يترك المنتج ليجف حتى يتم إدخاله لفرن الحرق الذى يتكون من بيت النار وغرفة الرص والمدخنة، لتترك فيه لمدة يومين وبعد خروج الأوانى من الأفران يتم طلائها حتى نحصل على المنتج النهائى الذى يتم بيعه بأسعار تبدأ من جنيه ونصف وتصل لـ30 جنيها.

 

واستطرد أن طمى النيل المستخدم فى تشكيل الفخار يعد من أجود أنواع الطمى المستخدمة فى تلك الصناعة، وإعداده وتجهيزه ليكون قابلا للاستخدام فى صناعة الفخار، يتم عبر وضعه فى أحواض تصفية مبطنة ومليئة بمياه البحر المالحة، ومن ثم يتم نقل منتج الطين فى أحواض التنشير والتى تعمل على تسريب المياه من الطمى حتى يتم تنقيته تماما من الشوائب ويترك ليجف عدة أيام ومن ثم يتم نقله للفاخورة والتى يتم فيها تشكيل وتطويع الطين وتحويله لأوانى فخارية مختلفة الشكل والحجم".

 

وأشار إلى أنهم يقومون بإنتاج أشكال عديدة من الفخار داخل منطقة الفواخير كالطواجن والمساقى وصخر الفيلات وأبراج الحمام والقلل والمحاضن والزير والكولمن والقدرة والأباريق باستخدام أفران صديقة للبيئة تعمل بمخلفات القصب والقش على درجة حرارة تتعدى 100 درجة مئوية لمدة 3 ساعات، ثم تركه يوم كامل حتى يتحول للون الأحمر.

 

ويوضح الأسطى عبده رزق رمضان أحد أشهر العاملين بمنطقة الفواخير لـ “اليوم السابع"، إن مهنة صناعة الفخار كل حياته، توارثها عن والده وأجداده، حيث كان يطالعهم وهم يطوعون الطين بأيديهم لصناعة أجمل الأوانى والتحف الفخارية، مشيرا إلى أنه تعلم واكتسب سر الصنعة منهم وأصبح يجيد ويتقن صناعة وتطويع الفخار بكل أشكاله وأحجامه بعدما عشق فن التصنيع من أبائه.

 

وأضاف أن صناعة الفخار فن يحتاج للمهارة والخبرة والخيال، حيث أن تجميع الطين فى أحواض مياه البحر وتصفيته وتجفيفه وتشكيله وحرقه خطوات عديدة تحتاج للتفنن والصبر والإبداع، مشيرا إلى أن أكثر الخطوات التى تظهر مهارة وخبرة صانع الفخار هى المرحلة التى يقوم فيها بتحويل الطين لأشكال فخارية مختلفة عن طريق تثبيت الطين على آلة أسطوانية ثم تحريكها لتخرج بالشكل الذى يريده بتجويفه بيده، سواء كانت طواجن أو مساقى أو قلل أو محاضن أو زير وغيرها.

 

وأكد أن صناعة الفخار فى مصر لا تزال تحتفظ برونقها وتاريخها وقيمتها لدى جميع المواطنين، بالرغم من انخفاض عدد الأيدى العاملة بها بسبب قلة دخلها والمجهود الكبير الذى يبذل فيها باعتبارها مهنة شاقة تحتاج لمجهود بدنى وذهني، فبعد أن كانت المهنة تجمع شمل أبناء القرية، عزف عنها عدد كبير من الشباب للعمل فى مجالات أخرى تدر لهم ربحا أكبر، مؤكدا على أن الجيل القديم لا يزال يحافظ على المهنة من تعرضها للاندثار وعلى اسم قرية الفواخير فى صناعة الفخار.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة