وأوضحت رئيس الحكومة التونسية -خلال كلمة في افتتاح أعمال المؤتمر العام لمنظمة التربية والثقافة والعلم (يونسكو) في نسخته الواحدة والأربعين تحت عنوان ''الاستثمار في مجال التربية ..الحشد الدولي من أجل الإعداد لمرحلة ما بعد كوفيد 19"- أن تونس آمنت دوما بأن التربية السليمة تظل الضامن الوحيد للرقي بالشعوب نحو الأفضل ولبناء سد منيع أمام نزعات التطرف والتعصب والعنف.


وجددت في هذا السياق دعوة تونس للمجموعة الدولية بمختلف مكوناتها لدعم هذا الجهد الوطني وسائر جهود الدول النامية في هذا المجال والوفاء بالتزامات الدول تجاه تمويل التنمية، وشددت على أن التعليم قادر على تغيير الأفراد والمجتمعات نحو الأفضل وهي قناعة ازدادت رسوخا في ضوء الآثار الكارثية لجائحة كوفيد 19 على التعليم والثقافة، وذلك حسبما نقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء.


وأوضحت بودن أن التغيرات العميقة التي خلفتها هذه الجائحة على النظم التعليمية في العالم قد زادت في تباطئ نسق تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وخاصة الهدف الرابع لتعليم ذي جودة وذلك فضلا عن تعميق الفجوة بين الدول مرتفعة الدخل والدول النامية والأقل نموا لاسيما في القارة الأفريقية.


واعتبرت أن الأزمة الصحية كشفت هشاشة القطاع التعليمي بأغلب الدول النامية وعن الهوة التكنولوجية والرقمية الشاسعة بين مختلف البلدان من حيث تعاملها مع الجائحة وضمان استمرارية التعليم، مشيرة الى أن تونس شهدت كسائر بلدان العالم تراجعا ملحوظا في المؤشرات المتعلقة بقطاع التربية جراء الجائحة مما جعل تأمين استئناف الدراسة في ظروف جيدة من أهم الأولويات التي رسمتها الحكومة التونسية.


وقالت إن جائحة (كوفيد- 19) تمثل فرصة للجميع للعمل على معرفة قواعد إدارة الأزمات والتدارك والإصلاح من خلال تعزيز التضامن الدولي لمعالجة قضايا التعليم وتحسين نظمه وآلياته والاهتمام بالأوضاع التعليمية لدى الأوساط المهمشة والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الذين يعانون من التفرقة على أساس الجنس أو العرق أو بسبب الحروب والنزاعات.


وأعربت عن الأمل في أن تبقى المجموعة الدولية عازمة على بذل المزيد من الجهد لتوفير وحشد إمكانيات أكبر من أجل ضمان تحقيق تعليم جيد وقادر على مقاومة المخاطر المستجدة خاصة في مناطق الهشاشة، مؤكدة أن توصيات اليونسكو بشأن العلم المفتوح تمثل نقطة تحول أساسية لضمان التزام الدول بتسهيل وصول الجميع الى أهداف العلوم بلا حدود، وأكدت دعم تونس لإعلان باريس للاستثمار في التربية من أجل مستقبل الإنسانية والكوكب.