أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

رحلة صعود محمد صلاح (3).. نداهة بازل تخطف ابن نجريج من الزمالك والأهلى

الجمعة، 08 أكتوبر 2021 11:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى المقالين السابقين، انطلقنا مع نجمنا العالمى محمد صلاح المحترف فى صفوف ليفربول الإنجليزى من محطة نجريج مسقط رأسه إلى الوصول إلى اللعب داخل صفوف المقاولون العرب والتألق معه حتى دخل دائرة اهتمامات الأهلى والزمالك.
 
(المحطة الثالثة)
 
فى محطة اليوم، نستكمل قصة محمد صلاح مع التألق مع منتخب الشباب ثم المنتخب الأولمبى فى أولمبياد 2012، حتى جاءت المحطة الأهم فى حياته وهى الانتقال إلى بازل السويسرى، خصوصا أنها كانت بمنزلة نقطة تحول فى تغيير مساره من لاعب محلى إلى طريق الاحتراف الحقيقى.
 
بداية محمد صلاح فى اللعب مع المنتخبات الوطنية جاءت من خلال مشاركته مع منتخب الشباب فى بطولة كأس العالم للشباب عام 2011، مع أبناء جيله أحمد الشناوى وعمر جابر وأحمد حجازى ومحمد الننى وغيرهم، وخرجوا من دور الـ16 لهذه البطولة على يد الأرجنتين.
 
وفى حديث سابق جمعنى مع الكابتن ضياء السيد المدرب العام للمنتخب الوطنى الأول،والذى كان يتولى تدريب محمد صلاح فى منتخب الشباب خلال تلك الفترة، قال:"لاحظت خلال فترة تدريبى لصلاح مع منتخب الشباب أن هناك العديد من الأمور التى تعكس مدى شخصيته داخل وخارج الملعب، ومنها التزامه وحرصه الدائم على التعلم، فقد كنت اعتمد عليه ومعه الثنائى محمد حمدى زكى وعمر جابر فى المثلث الهجومى، ولم يلعب فقط فى مركز الجناح الأيمن، حيث كنت أمنحهم حرية الحركة، وهو ما كان يمنحه فرصة لتسجيل أهداف كثيرة".
ويحكى السيد عن كواليس مشاركة محمد صلاح تحت إشرافه فى كأس أفريقيا للشباب عام 2011 بجنوب أفريقيا، قائلا:"أتذكر أن صلاح ذهب إلى غرفته عقب الفوز على جنوب أفريقيا وتأخر عن النزول إلى بهو الفندق لتناول وجبة العشاء، فذهبت إليه وعرفت منه أنه حزين بسبب كثرة الانفرادات التى أضاعها خلال هذه المباراة، فقلت له وقتها إن الحالة التى يمر بها حالياً ظاهرة صحية يجب استغلالها للتعويض فيما هو قادم والتدريب بشكل أقوى للتغلب على هذه الإشكالية، وبعدها نزل معى وجلس مع زملائه على طاولة العشاء، لكن بينى وبين نفسى تأكدت أنه سيكون له باع كبير فى الملاعب، لأنه من نوعية اللاعبين التى تحاسب نفسها أولاً بأول".
 
ويضيف السيد:"حرصت فى أول مران باليوم التالى لهذه المباراة على الانفراد بصلاح وتدريبه على الانفرادات من الجناحين، كما حرصت على متابعة زملائه لهذه الحصة التدريبية من أجل تشجيعه، وبالفعل فوجئت بعدها بمدى الاستجابة الكبيرة من جانبه لهذه التعليمات".
 
عقب التألق اللافت للنظر لمحمد صلاح فى هذا الموسم مع المقاولون ومنتخب الشباب، رشح بعض المحبين لنادى الزمالك إمكانية التفاوض من أجل التعاقد معه، وكان وقتها حسن شحاتة هو الذى يتولى مهمة تدريب الفريق الأبيض، وبالفعل بدأ بعض المنتمين للزمالك يحاولون «جس نبض» اللاعب الذى أبدى ترحيبه، وأكد أنه ينتظر الدخول فى مفاوضات رسمية مع ناديه لحسم الصفقة.
 
لكن ممدوح عباس رئيس القلعة البيضاء وقتها كان له رأى آخر، إذ قال، وفقاً لفيديو مسجل له موجود على «يوتيوب»، ونشرته وسائل الإعلام خلال هذه المرحلة: "أرى أن صلاح لا يصلح للعب داخل الزمالك حالياً، لأنه لاعب يميل إلى اللعب الفردى ولن يفيد الفريق كثيراً، وأرى أن محمد الننى زميله بالفريق أفضل منه بمراحل وسنتفاوض معه".
 
محمد صلاح نفسه تحدث عن هذه الواقعة خلال تصريحات إعلامية سابقة قائلا:"بالفعل كنت على وشك الانتقال إلى الزمالك، إلا أننى فوجئت بتوقف المفاوضات بناء على رغبة مسؤولى القلعة البيضاء الذين رفضوا ضمى فى نهاية الأمر، وشعرت بالحزن حينها لأن أى لاعب بكل تأكيد يتمنى اللعب سواء للزمالك أو الأهلى، فهو حلم مشروع للجميع".
 
وقتها دخل محمد صلاح دائرة اهتمام الأهلى، وهو ما تحدث عن اللاعب أيضًا قائلاً: "بالفعل تلقيت أنباء عن وجود رغبة فى القلعة الحمراء للتفاوض من أجل ضمى أيضاً، وذلك بناء على رغبة مانويل جوزيه المدير الفنى السابق للأهلى، الذى أبدى إعجابه بقدراتى الفنية والبدنية، حينما رآنى على الطبيعة خلال مباراة الفريقين، إلا أن المفاوضات لن ترتقى للمستوى الرسمى، ووقفت عند هذه المحطة لظروف توقف النشاط الكروى حينها".
 
أحلام محمد صلاح لم تتوقف عند محطة فشل انتقاله إلى الزمالك أو الأهلى، فقد لعب القدر معه دورا كبيرا فى رسم مشواره المقبل عقب تجمد النشاط الكروى فى مصر مؤقتاً.
 
محمد صلاح بدأ يفكر جديا فى الاحتراف الخارجى، وكان يظن وقتها أن النادى من الممكن أن يقف فى وجهه ويمنع رحيله، فطلب المسؤولين عن قلعة ذئاب الجبل برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس النادى خلال الفترة الصبر وسوف يحقق كل أحلامه، وتحدثوا معه بشكل مستفيض فى فكرة الاحتراف بحد ذاتها، وأكدوا له أنه إذا أراد خوض تلك التجربة عليه أن يضع تجارب مثل صامويل إيتو ودروجبا أمام عينه، فلابد أن يسعى إلى اللعب فى أكبر الأندية الأوروبية.
لابد من أن شيئًا فى مشوار صلاح الصغير مع المقاولون العرب هو الذى صنع بدايته الكروية بتلك الطريقة، شىء ما يجمع بين المهارة والاجتهاد والتوفيق، شىء ما انتبه إليه نادى بازل السويسرى الذى بدأ يراقبه من أجل التعاقد معه، فمنحه فرصة العمر ورشحه ليظهر فى أول إطلالة للاحتراف الأوروبى، وجعله يغيّر مسار خطواته.
 
كان هانى رمزى نجم الفراعنة السابق يشغل منصب المدير الفنى للمنتخب الأولمبى قبل أولمبياد 2012، وقام بضم محمد صلاح بعد رؤية السرعة الفائقة والمهارة التى يتمتع بها خلال ظهوره مع المقاولون العرب فى الدورى.
 
وفى مباراة ودية جمعت بين المنتخب الأولمبى المصرى مع نادى بازل السويسرى، كانت العيون تترقب صلاح فى هذه الليلة، وخلال حديث جمع هانى رمزى مع بعض مسؤولى النادى السويسرى، أبدوا إعجابهم الشديد باللاعب وقالوا: "سنتعاقد معه حاليا وبعد عامين فقط، سوف نبيعه لأكبر الأندية الأوروبية".
 
ثم جاءت محطة المنتخب الأولمبى ، فمع انطلاق الأولمبياد كانت هناك حالة من التناغم والانسجام بين محمد صلاح والجهاز الفنى وكل اللاعبين، وهو ما أضفى جوا جميلا داخل صفوف الفريق، وذكاء صلاح تجسد فى هذه المرحلة بعد الاستماع إلى نصائح الجميع.
 
من المواقف البطولية لمحمد صلاح فى الأولمبياد، والتى أكدت مدى عشقه لبلده وأنه يسير فى طريقه للنجومية والاحتراف الحقيقى، حينما شعر بقلق كبير قبل مواجهة البرازيل بسبب شكواه من إصابة طفيفة فى الركبة وتحدث مع هانى رمزى وأكد له أن إدارة بازل تطالبه بعدم اللعب خوفاً عليه، لكن بعد إجراء الأشعة والتأكد من أن الإصابة لا تستدعى غيابه، لعب لكنه كان حريصا جدا حتى لا تتفاقم الإصابة، لكن ذلك لم يمنعه من التألق أمام نجوم السامبا.
 
"فترة اللعب فى أولمبياد لندن 2012 مع المنتخب الأولمبى لا يمكن أنساها، لأنها كانت تذكرة معرفة الجمهور بكل انتماءاته سواء أهلى أو زمالك، فمن الصعب أن تجد لاعبا خارج القطبين يتمتع بتشجيعهما".. هذا ما قاله محمد صلاح فى حوارات سابقة مع بعض القنوات الفضائية عن تلك الفترة تحديدًا.
 
كان قدر محمد صلاح أن يبدأ مشواره الاحترافى خلال هذا التوقيت فى ظل هذه الأجواء التى شهدت فيها الكرة المصرية حالة من الركود لتوقف النشاط، وعموماً فإن تلك الفترة بإيجابياتها وسلبياتها، هى الفترة الحقيقية التى شكلت وجدان ابن نجريج، فقد جاء موعد بداية تجربة جديدة بعد انتهاء مباريات أولمبياد لندن.
 
وقتها قرر صلاح السير وراء نداهة بازل السويسرى، وإتمام التعاقد معه بمباركة من إدارة المقاولون العرب، وهو ما سنرصده فى المحطة المقبلة بالحديث عن الدور الكبير الذى لعبه مسؤولى المقاولون العرب في تأمين ابن نجريج في بداية مشواره الاحترافى، وهو ما أكده لى صديقى العزيز المستشار أسامة الصعيدى المشرف العام على الفريق وقتها، وأحد الشهود إلى انطلاقة نجمنا العالمى نحو الاحتراف عبر بوابة بازل.. ومازال فى الحكاية بقية









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة