من حرم من التعليم ما زالت أمامه الفرصة متاحة والوصول إلى هدفه حتى بعد التقدم فى السن، فهناك عشرات النماذج التى استكملت تعليمها من محو الأمية ووصلت إلى مراحل متقدمة بمحافظة قنا، وهناك من تعلم ذاتيًا عن طريق الراديو رغم بلوغها سن الخمسين لتمحى أميتها وتتحرر وتعيش الحياة بعيون الكلمة والحرف.
أجرى "اليوم السابع" حوارا مع ياسر محيى الدين السمهودي، مدير عام تعليم الكبار بقنا والذى شغل عدة مناصب منذ عمله فى تعليم الكبار عام 1995 أخرها مديرًا لهيئة تعليم الكبار فرع قنا هذا العام.
ما هو دور هيئة تعليم الكبار فى محافظة قنا؟
أنشأت هيئة تعليم الكبار سنه 1991 لتنظيم عملية مواجهة الأمية خلال تلك الفترة، وما قبل 1991 كانت عملية محو الأمية مسندة لوزارة التربية والتعليم، ولكن وفقًا لأهداف الألفية الجديدة أنشئت هيئة تنظم خطر الأمية، من خلال التعامل مع الجهات الحكومية وغير الحكومية، ففى قنا يوجد مكتب إدارى باستثناء مركز نجع حمادى يتواجد بها إدارتين فى الغرب والشرق ويصل عدد المكاتب إلى 10 مكاتب على مستوى المحافظة.
ماذا عن بروتوكول التعاون مع جامعة جنوب الوادى لمحو أمية العديد من المواطنين؟
إن البروتوكول جاء نتيجة مجهود الدكتور العاشور عمرى فى استثمار الكوادر والموارد البشرية المتاحة من خلال الجامعات المصرية، وهيئة تعليم الكبار فى قنا لها بروتوكول مميز مع جامعة جنوب الوادى برئاسة الدكتور يوسف غرباوي، والدكتور أحمد كمال نصاري، نائب رئيس الجامعة، ويتحدث البروتوكول على إلزام طلبة الكليات النظرية بتعليم 8 دارسين بحسب العام الدراسى لكل الطالب، فى العام الأول يطلب من كل طالب 8 دارسين مقسمين على باقى الأعوام إلى الوصول للعام الدراسى الرابع يطلب منه دارسين، وحقق البروتوكول نسبة كبيرة تجاوزت المستهدف من خلال الشراكة مع الجامعة.
ما هى أكثر المراكز تراجعًا فى نسبة الأمية بقنا؟
مركز قفط من أكثر المراكز تراجعًا بنسبة الأمية على مستوى المحافظة، إلأ أن قفط قديما كانت طريق تجارة وكان المستوى الاقتصادى والاجتماعى لأهلها مرتفع فلذلك كان هناك حرص على التعليم وكذلك انتشار الكتاتيب بالمركز ساعد على تراجع نسب الأمية بالمركز.
كيف تساعد الهيئة ذوى الهمم؟
إن رئيس الهيئة كرم أكثر من نموذج من ذوى الهمم الذين تغلبوا على الأمية من خلال القدرة المادية المتاحة عندها، فهناك من كان يكتب بأصابع الأرجل وهنا فى قنا نقدم كافة الدعم لأصحاب الهمم الذين يمتلكون طاقات كبيرة وعزيمة تدفعهم إلى التعليم، والنموذج الأخير كانت فتاة 16 عاما من قصار القامة وتحفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم وكذلك نموذج آخر ولد بدون أطراف اليد ولكنه أصر على محو أميته.
هل مؤسسات المجتمع المدنى تساعد هيئة تعليم الكبار بفرع قنا؟
منذ تواجد تاريخ الهيئة كان هناك دورًا لمؤسسات المجتمع المدنى يشهد صعودًا وهبوطًا، ولكن فى الوقت الحالى يشهد انخفاض لمشاركة المجتمع المدنى بأنواعها باستثناء مراكز الشباب من خلال بروتوكول تعاون مع الشباب والرياضية، ونتمنى المشاركة بشكل أكبر من قبل مؤسسات المجتمع المدنى للقضاء على الأمية.
ما هى المعوقات التى تواجه الهيئة؟
تتنوع المعوقات ومنها، على مستوى العادات والتقاليد فبعض المناطق نواجه رفض السيدات التعامل مع الموظفين من الرجال، ولذلك توفر الهيئة سيدات للتعامل معهم لرغبتهم فى استكمال تعليمهم، وذلك رغم أقلية العنصر النسائى بالفرع، ومن المشكلات أيضًا، أن قضية الأمية لا تتواجد فى أولوية بعض المسئولين، رغم أن قضية الأمية تؤثر على باقى القضايا الأخرى.
هل هناك نماذج التحقت بالتعليم الجامعى من خلال استكمال التعليم بعد محو الأمية
يوجد العديد من النماذج الناجحة الذين لم يكتفوا بشهادة محو الأمية، ولكنهم استكملوا الدراسة والتحقوا بالتعليم الجامعى، ومن تلك النماذج من التحق بالطب البيطرى وكليات التجارة والآداب وغيرها من الكليات التى حققت أحلام تلك الدارسين الذين تحدوا أنفسهم ببلوغ ما يريدون.
كيف ترى مبادرة حياة كريمة وما دور الهيئة فى مساعدة تلك المبادرة الرئاسية؟
حياة كريمة مبادرة رئاسية مميزة وكانت القرى تشهد إهمالا فى العصور السابقة ولكن حياة كريمة أنصفت هذه القرى، وهيئة تعليم الكبار دشنت بروتوكول تعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى لتنسيق العمل فى قرى حياة كريمة، وهو ما تم بالفعل بالمرحلة الأولى بمراكز أبو تشت وفرشوط ودشنا بالتنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعى بقنا، وكذلك فتحت فصول محو أمية فى المرحلة الأولى والمرحلة الثانية.
مدير تعليم الكبار قنا
مراسل اليوم السابع مع مدير الفرع
ياسر السمهودي مدير الفرع
