أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

رحلة صعود محمد صلاح (2).. اللعب مع الذئاب والأهلى "وش السعد"

الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 11:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى المقال السابق عن نجمنا المصرى محمد صلاح المحترف فى صفوف ليفربول، عشنا معه لحظة اكتشافه طريق لعب كرة القدم، بدءًا من اللعب فى قريته الصغيرة مع أصدقاء طفولته، انتقالاً إلى محطة اللعب فى ناشئى المقاولون العرب، حيث بدا أنه لا يصدق التغييرات التى شهدتها حياته بعد دخول حوارى القاهرة ومنحنياتها وسط حالة من القلق الشديد التى أصابت والدته تحديدًا، خوفاً عليه من مشقة السفر يوميًا بمفرده فى هذا السن، إلا أنه استطاع بسحره الخاص فى الاقناع أن يتخطى هذه العقبة، وبدأت محطات الأحلام تنطلق نحو محطة جديدة.

(المحطة الثانية)

اليوم نستكمل قصة ابن نجريج الذى بدأ يتحسس طريقه نحو بداية دخول منطقة جديدة مع عالم الساحرة المستديرة، إلا أن ذلك كان مدفوعاً بتيار جارف من الحنين إلى عودته لقريته الصغيرة والبعد عن زحام القاهرة ومشقة السفر إليها بشكل شبه يومى، فكيف تكونت شخصيته بعد الاستقرار فى صفوف المقاولون العرب؟.. وماذا حدث بعد دخوله دائرة اهتمامات الأهلى والزمالك؟
 
"الموهبة طريقة من طرق تحقيق الأحلام".. اكتشاف مذهل لصبى لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، لذا كان طبيعيًا ألا يتنازل عن ذلك الاكتشاف، فراح ينمّيها، ساعده فى ذلك والده وأصدقاء الطفولة والكباتن الذين دربوه، فكانوا جميعاً منارته لتطويرها، فلم يعد هناك مفر أمام محمد صلاح لمواصلة هوايته ويستمر فى ممارسة كرة القدم، بعد أن تخطى عقبة رفض والدته، فلم يصدق أنه حصل على موافقة والديه، وبدأ يعدّ نفسه ليكون لاعبًا محترفًا وليس هاويًا.

محمد صلاح واصل التألق فى صفوف ذئاب الجبل، وكان حمدى نوح مدير قطاع الناشئين فى الفترة من 2004-2008، وطلبت منه الإدارة وقتها الاهتمام والنظر لقطاع الناشئين، واختيار المواهب للاعتماد عليها فى المستقبل بالفريق الأول بدلاً من شراء لاعبين من الخارج، فنال صلاح نصيب الأسد وقتها، وبدأ يدربه بمفرده بشكل يومى فى الفترة الصباحية، لأنه كان يراه دائما يتميز بالسرعات الفائقة والتسديد المميز على المرمى.

ذكاء محمد صلاح الفطرى ظهر خلال هذه الفترة، فقد استطاع استغلال الاهتمام به، ونجح فى التغلب على الأزمة، فكان يعانى من اعتماده الأوحد على قدمه اليسرى دون استخدام اليٌمنى، فقال له حمدى نوح:"لا بد من استخدام قدمك اليٌمنى، فحين تصبح لاعبا كبيرا ستطاوعك الكرة أينما أردت"، وبالفعل استجاب للنصائح بشدة، وقام بتطوير نفسه بشكل كبير.

هنا يحكى سعيد الشيشينى أحد مدربى صلاح فى قطاع الناشئين بالمقاولون خلال حديث سابق معى: "بعد أن وافق المهندس إبراهيم محلب على وجود صلاح فى فندف اللاعبين بالنادى مع باقى زملائه محمد زيكا ومحمد الننى وعلى فتحى ومحمود عزت، من أجل تخفيف مشقة السفر اليومى، باتت الأمور أكثر استقراراً، وبالفعل استغل صلاح الموقف بالالتزام والانضباط والتدريب المستمر لتطوير نفسه، وكان مستمعا جيدا لتعليمات كل المدربين، من أجل تطوير مستواه الفنى والبدنى".

ويستكمل الشيشينى:"صلاح كان يمتلك ميزة كبيرة، بعيداً عن مهارته، حيث إن نشأته وتربيته منعته من الجرى خلف نزوات سن المراهقة بالسهر فى الكافيهات وغيرها من هذه الأمور، طوال الوقت المصحف لا يفارقه ولا يفوت فرضا من الصلاة".

محمد صلاح لم يعد هذا الصبى الصغير، فتطورت أحلامه ناحية الانتقال من محطة اللعب مع الناشئين إلى محطة اللعب مع الكبار، وتم تصعيده إلى صفوف الفريق الأول، المقاولون العرب، تحت قيادة محمد رضوان الذى كان يدرب النادى وقتها  ومنحه قدر كبير من الاهتمام هو الآخر، فقد كان عمر ابن نجريج لم يتخط حاجز الـ16 عاماً تقريباً، وبالفعل أول مباراة كانت ضد إنبى وشارك كبديل، وحقق أول رقم كأصغر لاعب يلعب فى الدورى.

ويتذكر الشيشينى قائلاً: فى هذه الفترة اتصلت بالكابتن الكبير مصطفى يونس الذى كان يتولى المسؤولية الفنية لمنتخب الشباب، بالإضافة إلى الحديث مع  النجم هشام يكن أيضًا، حول ضم صلاح والننى للمنتخب، وقلت لهما: "عندى ليكم اتنين هدية.. وبكرة هيكونوا ضمن أهم النجوم على الساحة الكروية"، وبالفعل انضما للفريق وتواصلت محطات التألق.

وتحدثت مع المهندس شريف حبيب، رئيس نادى المقاولون العرب الأسبق، عن صلاح هذه الفترة فقال: "كان المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، يتولى مهمة رئاسة شركة نادى المقاولون العرب، واتفقنا على ضرورة الاستفادة من قطاع الناشئين بشكل استثمارى يعود بفائدة مادية للنادى بدلاً من صرف ملايين الجنيهات على شراء لاعبين من خارج أسوار النادى، ويرحلون دون تقديم شىء ملموس، هنا بدأ الاهتمام بفريق الأمل الذى كان موجودا خلال هذه الفترة، ويضم لاعبين جيدين مثل محمد صلاح، ومحمد الننى لاعب أرسنال الإنجليزى، ومحمد زيكا وغيرهم، فكان هدفنا الأكبر والأهم داخل قطاع الناشئين وقتها يتمثل فى أن يكون لدينا لاعب عالمى واعتبرنا الأمر تحدبا خاصا لنا".

ويضيف حبيب: "محمد صلاح كان مختلفاً عن باقى زملائه، من ناحية الالتزام الشديد والانصياع للتعليمات، فحينما كان يحصل على مكافآت أو راتب شهرى، يحافظ عليه ولم يصرف أمواله فى أمور فارغة مثل بعض اللاعبين الذين كانوا يجلسون على كافيهات أو يشترون عربات وغيرها من هذا القبيل، وما جعلنى أشعر أكثر بأنه مختلف، حينما قررنا أن يسكن فى إحدى الاستراحات حتى يستطيع التدريب يوميا ونقضى على مشقة سفره اليومى إلى قريته، كانت فرحته عارمة والانضباط كان عنوانه".

محمد صلاح أصبح تدريجيًا يلعب كأساسى مع الفريق الأول بالمقاولون فى موسم 2010-2011، وكانت مشاركته أمام النادى الأهلى هى "وش السعد" عليه، خصوصاً أنه أحرز هدفاً فى هذه المباراة التى أقيمت ليلة 25 ديسمبر 2010 وانتهت وقتها بالتعادل الإيجابى بهدف لكل فريق.. وقال صلاح نفسه عن هذا الهدف فى تصريحات سابقة لقنوات فضائية قائلاً: "بالفعل الهدف الذى أحرزته فى مرمى النادى الأهلى كانت بمثابة فاتحة خير لى، خصوصاً أن عمرى وقتها لم يصل إلى 18 عاماً، ولأن أى لاعب يحرز أهدافاً فى مرمى الأندية الكبيرة مثل الأهلى أو الزمالك يظل عالقاً فى أذهان الجماهير، شعرت بعدها أننى أصبحت معروفا نسبياً، وبدأ البعض يتحدث عن وجود لاعب جيد بنادى المقاولون العرب".

وقتها دخل محمد صلاح دائرة اهتمام الزمالك والأهلى، بعد التألق الكبير مع ذئاب الجبل وتحديدا بعد هدفه فى مرمى المارد الأحمر، وكان قريبا جدا للانتقال إلى أحدهما، وهو ما سنتحدث عنه فى المحطة المقبلة.. ومازال فى الحكاية بقية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة