أكرم القصاص - علا الشافعي

أطفال فى مخيمات داعش.. 40 ألف طفل "قنبلة كامنة".. و"إعادة التأهيل" فريضة غائبة.. حقوقيون يطالبون البرلمان الأوروبى بإعادة الأطفال قبل تلقينهم أيديولوجية الإرهاب.. ويتعجلون إنقاذهم بعد تقارير بوفاة 2 كل أسبوع

السبت، 23 أكتوبر 2021 01:00 ص
أطفال فى مخيمات داعش.. 40 ألف طفل "قنبلة كامنة".. و"إعادة التأهيل" فريضة غائبة.. حقوقيون يطالبون البرلمان الأوروبى بإعادة الأطفال قبل تلقينهم أيديولوجية الإرهاب.. ويتعجلون إنقاذهم بعد تقارير بوفاة 2 كل أسبوع أطفال داعش
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مصير مجهول ينتظر الآلاف من أطفال أعضاء التنظيم الإرهابى داعش بين جدران المخيمات، محتجزين مع ذويهم بعد سقوط "داعش" فى العراق نهاية عام 2017، وإعلان هزيمته فى 2019 فى سوريا، ويواجهون مستقبلا غامضا، ولكن وتحت وطأة ضغوط حقوقية وأممية، استعادت بعض الدول الأوروبية الأطفال الحاملين لجنسيتها، ولكن الكثير من العوائق والبيروقراطية تحول بين ارتفاع عدد الأطفال العائدين.

 

 

أطفال داعش

 

أطفال داعش

 

جماعات حقوق الإنسان ترى أن ترك الأطفال فى سوريا يهدد صحتهم العقلية والجسدية، ويخاطر بتلقينهم إيديولوجية تنظيم "داعش"، إضافة إلى نقص الغذاء والمياه النظيفة وتفشى الأمراض المعدية.

ويرجع الخبراء والمحللون التباطؤ فى استعادة أطفال "داعش" بأن القوانين الأوروبية لا تتضمن مواد تحكم عملية الإعادة، خاصة أن ما شهدته أوروبا من ظاهرة انضمام مواطنيها إلى تنظيم إرهابى للقتال ضد دولة أخرى وقوات التحالف الدولى أمر غير مسبوق، لذا على البرلمانات الأوروبية تشريع لوائح تتناسب مع هذا الوضع الاستثنائي.

 

أطفال داعش 4

 

أطفال داعش 4

 

 

 وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إنه رغم مرور أكثر من عامين على إسقاط دولة داعش فى سوريا والعراق، فإن آلاف الأطفال قد تركوا يقاسون فى مخيم الحول الذى يأوى عائلات أعضاء التنظيم.

 ومعظم هؤلاء الأطفال لم يبلغ سن المراهقة بعد، ويقضون طفولتهم فى ظروف بائسة مع عدم وجود مدارس ولا مكان للعب أو التطور، ويبدو أنهم لا يجدون اهتماما دوليا بحل لوضعهم. ولم يتبق سوء جهة واحدة تشكل هؤلاء الأطفال، وهى فلول تنظيم داعش، بحسب الوكالة، فعناصر التنظيم الإرهابى والمتعاطفون معه لهم شبكات داخل المخيم، ولدى الجماعة خلايا نائمة حول شرق سوريا تواصل شن تمرد منخفض المستوى فى انتظار الفرصة للظهور بقوة.

 

أطفال داعش 3

 

أطفال داعش 3

 

ويخشى المسئولون الأكراد وجماعات الإغاثة أن المعسكر سيخلق جيلا جديدا من المسلحين، ويناشدون الدول الأم بأن تستعيد النساء والأطفال، لكن المشكلة هى أن حكومات هذه الدول غالبا ما ترى الأطفال كخطر وليس كونهم بحاجة للإنقاذ.

وفى باريس، دعت شخصيات أكاديمية وثقافية فرنسية، السلطات فى البلاد، إلى تحمل مسئولياتها وإعادة أطفال فرنسيين من المخيمات السورية إلى فرنسا، معتبرة أن هؤلاء الأطفال "يموتون ببطء"، حيث وقع 120 شخصية فرنسية من الأوساط الأكاديمية والثقافية خطاب مشترك دعوا خلاله السلطات إلى تحمل المسؤولية وتشريف مبادئ الجمهورية الفرنسية، بإعادة الأطفال الفرنسيين المحتجزين مع أمهاتهم فى المخيمات السورية فورا.

 

أطفال داعش 1

 

أطفال داعش 1

وفى نهاية العام الماضى، عاد 5 أطفال وأمهاتهم و7 أطفال آخرين أيتام إلى ألمانيا، بينما غادر 6 أطفال وسيدتان من مخيمات شمال شرقى سوريا إلى فنلندا، وأتت عمليات الإعادة بالتنسيق بين البلدين بعد تصنيف العائدين كـ"حالات إنسانية معرضة للخطر".

واستعادت فرنسا 35 طفلا فقط من بين 250 طفل فرنسى فى مخيمات سورية منذ 2019، بحسب تقديرات اللجنة الوطنية الفرنسية الاستشارية لحقوق الإنسان.

وكانت بلجيكا قد استعادت 10 أطفال و6 من زوجات مقاتلى "داعش" من مخيم "روج" شمال شرقى سوريا، فى عملية هى الأكبر لاستعادة عائلات التنظيم بعد سقوطه فى سوريا، بعد وعد رئيس الوزراء البلجيكى ألكسندر دى كرو، بإعادة الأطفال تحت الـ12 عاما عقب موافقة أجهزة مكافحة الإرهاب.

 

أطفال داعش 2

 

أطفال داعش 2

 

وبخلاف أطفال "داعش" من حملة الجنسيات الأوروبية، يوجد كذلك أطفال لآباء من تركيا ودول آسيا الوسطى مثل طاجكيستان، وكذلك وروسيا وكوسوفو وإندونيسيا وغيرها، فيما تحاول هذه الدول استعادة أبنائها على دفعات.

منظمات دولية جددت مطالبتها الدول الغنية باستعادة الأطفال المنحدرين منها فى مخيمى الهول وروج، إذ يقطن 40 ألف طفل من ستين دولة، ويضم مخيما "الهول" و"روج" شمالى سوريا العدد الكبير من هؤلاء، حيث يشكلون أكثر من 80 % من المحتجزين من الأطفال وأمهاتهم، يتبعون فى الجنسيات 57 دولة بحسب بعض التقديرات.

ويقول فلاديمير فورونكوف، المدير التنفيذى لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، خلال أحد الاجتماعات الافتراضية لمجلس الأمن الدولى، إنهم ينتمون لـ60 دولة.

 وأوردت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذى تشيلدرن) فى تقرير لها أن 62 طفلاً توفوا فى المخيم العام الحالى، أى بمعدل طفلين فى الأسبوع، لأسباب عدة

يشهد مخيم الهول بين الحين والآخر حوادث أمنية تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل باستخدام السكاكين ومسدسات كاتمة للصوت.

وفى تصريحات شديدة اللهجة، اعتبر الجنرال الجنرال كينيث ماكينزى قائد القيادة المركزية الأميركية، أن دفع هؤلاء الأطفال والقُصّر، الذين ينتمون لدول مختلفة، نحو التطرف سيمثل مشكلة ذات طابع عسكرى، فى غضون سنوات قليلة ، مؤكدا ضرورة العمل على إعادتهم إلى أوطانهم، وإخضاعهم لبرامج من شأنها محو أى أفكار متشددة أو إرهابية، غرسها عناصر داعش فى أذهانهم.

وشدد ماكينزى فى ندوة عبر الإنترنت لمركز "أميركان إنتربرايز إنستيتوت" للأبحاث فى الولايات المتحدة، على أن تحول هذا الجيل من الصغار إلى إرهابيين، قد يشكل التهديد الأكبر للمنطقة بأسرها، داعيا إلى الحيلولة دون حدوث ذلك، ووضع حد لانتشار الإيديولوجية المتطرفة التى يتبناها داعش.

ونقل موقع "ميدل إيست آي" الإلكترونى عن ماكينزى قوله، أن أطفال تلك المخيمات يجرى دفعهم نحو التطرف بالفعل، وما لم نجد طريقة من شأنها إعادتهم إلى أوطانهم الأصلية، وإعادة دمجهم فى المجتمع وتخليصهم من الأفكار المتطرفة، فسنصبح وكأننا نعطى لداعش هدية، تتمثل فى مقاتلين جدد بعد خمس أو سبع سنوات من الآن، وهذه هى المشكلة الأكثر عمقا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة