اضطهاد العصور الوسطى.. رفات 300 فرد فى كامبريدج تكشف عدم المساواة.. أشعة على عظام مقبرة عمال أبرشية تبرز معاناتهم مقارنة بدير للأثرياء.. وأدلة هيكلية تؤكد قضاءهم ساعات طويلة فى العمل وإصابتهم بأمراض مزمنة وكسور

الجمعة، 29 يناير 2021 05:00 م
اضطهاد العصور الوسطى.. رفات 300 فرد فى كامبريدج تكشف عدم المساواة.. أشعة على عظام مقبرة عمال أبرشية تبرز معاناتهم مقارنة بدير للأثرياء.. وأدلة هيكلية تؤكد قضاءهم ساعات طويلة فى العمل وإصابتهم بأمراض مزمنة وكسور بقايا عدة أشخاص في موقع مستشفى القديس جون الإنجيلي
كتب محمد شعلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتبر الاضطهاد وعدم المساوة الاجتماعية آفة كل العصور منذ بداية التاريخ، ومن الموروثات التي انتهت منذ العهود القديمة بعدما امتدت للعثور الوسطى، وتتولى الأدلة والوثائق بشكل مستمر التي تكشف معاناة الطبقات الدنيا من الناس خلال فترة العصور الوسطى من الاضطهاد، حيث كشفت دراسة جديدة، أُجريت على مئات المجموعات من البقايا البشرية وعظام وجدت في مدينة كامبريدج بإنجلترا عدم المساواة الاجتماعية.

 

وكشفت رفات أكثر من 300 فرد عثر عليهم في مدينة كامبريدج بإنجلترا من خلفيات اجتماعية متنوعة، دُفنوا في ثلاث مقابر مختلفة في المدينة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر، حجم المعاناة وعدم المساواة، وفق ما وثقه باحثون في دراسة نقلت تفاصيلها شبكة CNN.

جماجم عثر عليها
جماجم عثر عليها

 

وقام فريق من جامعة "كامبريدج" بفحص العظام التي عثور عليها من ثلاث أماكن وفئات مختلفة فى المدينة البريطانية، فاختلفت تفاصيل الوفاة للعظام فى مقبرة أبرشية خاصة بالعمال، وأخرى مستشفى خيري دُفن فيه المرضى والفقراء، وأخيرا دير للأثرياء. وقاموا بتفصيل كل كسر فى العظام لمعرفة مدى عدم المساواة الاجتماعية فى هذه الحقبة.

هياكل عظمية فى الموقع
هياكل عظمية فى الموقع

 

وبينت تحليل بالأشعة السينية للعظام عن مستويات متفاوتة من المشقة، منها الحوادث، أو إصابات مهنية، أو العنف، ومن بين المواقع الثلاثة، احتوت البقايا التي تم التنقيب عنها في مستشفى القديس جون الإنجيلي، وهو منزل من القرن الثاني عشر للمحتاجين، على أقل عدد من الكسور.

 

وأظهرت نتائج الأشعة أن لدى العديد من السكان أدلة هيكلية على أمراض مزمنة مثل السل، كما وصلت النتائج إلى معاناة حوالي 44% من العاملين بكسور في العظام، مقارنة بـ 32% من الأشخاص في الدير، و27% ممن دفنوا في المستشفى، وكسور العظام أكثر شيوعاً عند الرجال 40% مقارنةً بالنساء 26%.

بقايا عدة أشخاص في موقع مستشفى القديس جون الإنجيلي
بقايا عدة أشخاص في موقع مستشفى القديس جون الإنجيلي

 

ووفق CNN، قالت الكاتبة الرئيسية للدراسة جينا ديتمار، وهى باحثة مشاركة في معهد "ماكدونالد" للبحوث الأثرية في جامعة كامبريدج: "من خلال مقارنة الصدمات الهيكلية للبقايا المدفونة في مواقع مختلفة داخل مدينة مثل كامبريدج، يمكننا قياس مخاطر الحياة اليومية التي اختبرتها مناطق مختلفة من مجتمعات العصور الوسطى، ويمكن رؤية أن العاملين العاديين تعرضوا لخطر إصابة أعلى مقارنة بالرهبان، أو نزلاء المستشفيات المحميين بشكل أكبر".

تصوير بالأشعة السينية يوثق كسوراً في عظم الفخذين
تصوير بالأشعة السينية يوثق كسوراً في عظم الفخذين

 

وتوصل الفريق البحثى أن الصدمات الجسدية كانت منتشرة عبر الهيكل العظمي، ولكن كانت الأمور أصعب على الأشخاص الأكثر فقراً الذين تحملوا وطأة العمل البدني، كما رُصدت الإصابة الأشد خطورة لراهب أصيب بكسور كاملة في منتصف عظم الفخذين، وعُثر على إصابات الهيكل العظمي المرتبطة بالعنف لدى حوالي 4% من السكان.

 

وعادت جينا ديتمار، لتوضح أن هؤلاء أشخاص أمضوا أيامهم في العمل لساعات طويلة في الأعمال اليدوية الشاقة، وفي المدينة، عمل الناس في التجارة والحرف مثل البناء بالحجارة والحدادة، أو كعمال بشكل عام، وخارج المدينة عمل الكثيرون في أعمال ساحقة للعظام في الحقول، أو تربية المواشي.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة