أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

"أمريكا أولا".. شعار ترامب تحول إلى "منهج"

الخميس، 28 يناير 2021 01:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"صنع في أمريكا".. شعار رفعه الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، ساعيا لدعم الاقىصاد الأمريكي، الذى بات يعتمد على الواردات القادمة من الخارج، في ظل جودة المنتجات القادمة من الصين ودول الاتحاد الأوروبى، والتي تتسم بجودتها بالإضافة إلى أسعارها الأرخص نسبيا، في ظل مزايا التجارة الحرة التي أرستها واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وعززتها في أعقاب الحرب الباردة، لتصبح المبادرة الأخيرة محاولة جديدة لتشجيع المنتج المحلى في الولايات المتحدة، بحيث يتم تقييد الاستيراد من الخارج، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الصناعية، إلا في حالة الحصول على إعفاءات خاصة.

ولعل مبادرة بايدن تمثل امتدادا لشعار "أمريكا أولا"، التي سبق وأن رفعه الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي ترتب عليها العديد من الإجراءات، وأهمها فرض الرسوم الجمركية، على الواردات القادمة من الخارج، سواء من الخصوم، على غرار الصين، أو الحلفاء، وعلى رأسهم دول أوروبا الغربية، ليصبح العالم بأسره على أعتاب حرب تجارية، كادت أن تأكل الأخضر واليابس، لتثور التساؤلات حول مستقبل المبادئ التي طالما كرست بها واشنطن، فيما يمكننا تسميته بـ"مرحلة ما قبل الثورة" التي قادها ترامب ضد التقاليد الأمريكية، سواء سياسيا أو اقتصاديا، منذ أربعة سنوات.

وبين "صنع في أمريكا" و"أمريكا أولا"، ثمة حقيقة وحيدة، لا جدال فيها، وهى أن "العودة إلى الوراء" أصباح بمثابة "الخيار المستحيل" لإدارة بايدن، فهو لا يمكنه تقويض إرث ترامب بالكامل، في ظل شعبيته الجارفة، والتي لا يمكن أن تنفيها خسارته في الانتخابات الأخيرة، خاصة وأن فارق الأصوات يبقى ضئيلا بينهما، ناهيك عن مظاهرات الغضب التي شهدتها ولايات عدة احتجاجا على فوز بايدن، لتتجلى ذروتها في حادث اقتحام الكونجرس تزامنا مع التصديق على فوز الرئيس الديمقراطى الجديد، في إشارة بين العديد من الإشارات الأخرى، لحالة الانقسام غير المسبوق الذى يشهد الداخل الأمريكي.

وهنا يمكننا القول أن المبادرة موجهة لاسترضاء القطاع المؤيد للرئيس الأمريكي السابق، بينما تطرح تساؤلات حول النهج الأمريكي تجاه المحيط الدولى والإقليمى، خاصة وأن دولا أعربت عن امتعاضها جراء مبادرة بايدن، وعلى رأسها كندا، وهو ما أعرب عنه وزير خارجيتها مارك جارنو، والذى تناول في تصريحات صحفية أهمية احترام مبادئ التجارة الحرة، فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، وذلك في إطار تعليقه على القرار الأمريكي.

في حين، مازالت أوروبا صامتة تجاه المبادرة الجديدة، إلا أنها، بكل تأكيد، تبدو متعارضة مع المصالح التجارية لدول القارة العجوز، والتي تمثل استعادة العلاقات معها بمثابة أولوية قصوى في المرحلة المرحلة المقبلة، خاصة وأن رسوم ترامب التجارية كان أحد الأسباب الرئيسية للتوتر غير المسبوق بين واشنطن وحلفائها التاريخيين في أوروبا الغربية في السنوات الماضية.

وتصبح هنا الحاجة ملحة أمام إدارة بايدن إلى صفقة موازية، للحلفاء الدوليين والإقليميين، لاسترضائهم، في ضوء الغضب المتوقع جراء مبادرته التي استهدفت مغازلة الداخل، والتي يراها قطاع كبير من المتابعين بمثابة صورة جديدة لنهج "أمريكا أولا"، التي تحولت من مجرد شعار انتخابى استثنائى إلى ما يشبه "منهجا" لا يمكن تجاوزه، حتى من قبل ألد أعداء الرئيس السابق، والتي تبقى حقبته، رغم قصرها الزمنى، أحد أهم الحقب التاريخية في الولايات المتحدة بفضل استثنائيتها، والتي يشهد لها مؤيدوه وخصومه على حد سواء.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة