أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

طارق شوقى وتحطيم صنم الامتحانات وعقدة الثانوية

الأربعاء، 09 سبتمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قلنا من قبل إن فيروس كورونا، بالرغم من أثاره السلبية بشريا وطبيا، فإنها تركت آثارا إيجابية على العملية التعليمية، وبشكل غير مباشر، فقد ظلت هناك عمليات مقاومة لمشروع الدكتور طارق شوقى، وزير التعليم، ورفض لإدخال التكنولوجيا فى التعليم والامتحانات الإلكترونية، إلا أن الفيروس جعل ما هو مرفوض فى العادى مقبولا ومرحبا به تحت ضغط الاضطرار، فقد تمت الامتحانات والأبحاث عن بعد، وجرت امتحانات الثانوية العامة والجامعات.
 
وبالأمس، أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، «خطة الدولة للعام الدراسى الجديد» لـ23 مليون طالب من الابتدائى إلى الثانوى، وتتضمن ساعات وأيام الحضور بشكل تبادلى، بحيث تقل الكثافة مع نظام التابلت، ويصبح كل تلميذ متصلا، مع التوسع فى مجموعات التقوية والقنوات التعليمية، بما يؤدى إلى إنهاء ظاهرة الدروس الخصوصية، وسيكون عام 2021 إلكترونيًا بالكامل، بداية من الامتحان حتى التصحيح، ويعرف الطالب نتيجته فورا، وهو ما يقضى على التسريب والغش. 
 
وزير التعليم توسع فى شرح الكثير من التفاصيل، لكن أهم ما قاله هو التخلص من بعبع التعليم «الامتحان»، ولا نبالغ إذا قلنا إن نظام الامتحانات هو أول نقطة فسد منها التعليم، لأنها نقلته من عملية تحصيل تراكمية إلى مذاكرة من أجل الإجابة على الامتحانات، التى تحولت إلى مجال لاختبار الحفظ، ومع الوقت ارتبطت الكتب الخارجية بالدروس الخصوصية مع نظام امتحانات جامد، انتهى بنا إلى ضياع نظام التعليم. 
 
وزير التعليم أعلن أن امتحانات الثانوية العامة تتم على أكثر من محاولة، مع أخذ الدرجة الأعلى، وأيضا هناك إمكانية تحسين الدرجات، بما ينهى فكرة امتحان المرة الواحدة. 
 
تفاصيل كثيرة أعلنها وزير التعليم تكشف عن خريطة وخطط  واضحة للتعامل مع مشروع تطوير التعليم، وهذا المشروع، بالرغم من حملات جرت ضده قبل أن يبدأ، ونظريات من غير المختصين، فقد بدا الوزير مصرا على السير فى مشروع هو الأهم والأخطر خلال القرن، وهو القضية التى تتعلق بالمستقبل. 
واجه الدكتور طارق شوقى حربا من داخل منظومة التعليم، ومن الفئات التى استفادت وربحت من استمرار الفوضى، وانضم إلى الحملة أطراف يفترض أنهم كانوا من الداعين لتطوير التعليم، لكن فيروس كورونا بكل مشكلاته كان كاشفا عن أهمية المشروع، وبدت الأمور المستحيلة ممكنة.
 
هناك قطاعات واسعة ربحت من فوضى التعليم، كتب خارجية، ودروس خصوصية، ومراكز وتجار امتحانات وتسريبات، هؤلاء هم من قادوا الحملة، لكن الوقت كان كاشفا ومنصفا، ومع الوقت اتضح أن الوزير لديه خطة ومشروع طموح لتطوير التعليم، ربما كان فى بدايته صعبا فى الفهم، لكن مع الوقت ظهر أنه أقرب إلى عملية تطوير متدرجة، تنهى الكثير من أصنام التعليم المتراكمة طوال عقود. 
 
نحن أمام خطوات تسلم بعضها، ربما تكون هناك نقاط بحاجة إلى دعم، منها رواتب المعلمين وتدريباتهم التى تنقلهم إلى مجالات جديدة ترتبط بمشروع تطوير التعليم، فالعنصر البشرى هو أساس أى عملية تطوير، لكن الأهم هو تحطيم «بعبع الثانوية والامتحانات» وهى العناصر التى أدت لتدمير التعليم، وعلينا أن نستعيده. 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة