أكرم القصاص - علا الشافعي

قرأت لك.. كتاب "1177 ق. م" حكايات الانهيار فى تاريخ الحضارات

الأحد، 06 سبتمبر 2020 07:00 ص
قرأت لك.. كتاب "1177 ق. م" حكايات الانهيار فى تاريخ الحضارات غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقرأ معا كتاب "1177 ق.م .. عام انهيار الحضارة" لـ إريك إتش كلاين، ترجمة محمد حامد درويش مراجعة مصطفى محمد فؤاد، والذى صدرت ترجمته عن مؤسسة هنداوى، يقول الكتاب، إنه فى عام 1177ق.م، غزت مصر جماعات مُغيرة، عرفت باسم "شعوب البحر"، تَمكن جيش الفرعون وأسطوله البحرى من دحرهم، ولكن النصر أضعف مصر حتى إنها سرعان ما أخذت فى الاضمحلال، كحال معظم الحضارات المحيطة بها، بعد قرون من الازدهار، حلَّت نهاية مفاجئة وكارثية على عالم العصر البرونزى المتمدن، سقطت الممالك كقِطع الدومينو فى فترة لا تتجاوز بضعة عقود من الزمان، مُحيت من الوجود حضاراتُ المينويِّين والميسينيِّين، ولم يبقَ أثر للحيثيِّين، ولا البابليِّين. وفجأةً لم يَعد للاقتصاد المزدهر وجود فى أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، واندثرت الحضارات التى كانت يومًا ما تمتد من اليونان إلى مصر وبلاد الرافدين، وزالت معها نُظُم الكتابة، والتكنولوجيا، والعمارة. ولكن لا يمكن أن تكون "شعوب البحر" وحدها هى المسئولة عن ذلك الانهيار الواسع المدى؛ فكيف حدث ذلك إذَن؟
 
1177
 
فى هذا السرد الجديد للأسباب التى أدت إلى "العصور المظلمة الأولى"، يحكى "إريك كلاين" القصةَ التى تسلب الألباب، قصةَ النهاية التى نتجت عن إخفاقات متعددة متداخلة، من غزو وتمرُّد إلى زلازل وجفاف، وقَطْع لطرق التجارة الدولية. 
 
يرسم "كلاين" صورة بانورامية أخَّاذة لإمبراطوريات العصر البرونزى المتأخر وشعوبه، ويُلقى ضوءًا جديدًا على الصلات المعقدة التى بزغت منها تلك الحضارات، والتى كانت هى نفسها من أسباب تدميرها فى نهاية المطاف ومجيء عصرٍ مظلم دام لقرون.‎

يقول الكتاب عن غزو الهكسوس:

وغزا الهكسوس مصر للمرة الأولى فى حوالى عام 1720 ق.م قبل مائتى وخمسين سنة من زمن تحتمس الثالث، وبقوا قرابة مائتَى سنة، حتى عام 1550ق.م وفى الوقت الذى اجتاح فيه الهكسوس البلاد، كانت مصر واحدةً من القوى الراسخة فى منطقة الشرق الأدنى القديمة، كان عمر أهرامات الجيزة قد بلغ بالفعل قرابة ألف عام بحلول تلك المرحلة، بعد أن بُنِيَت أثناء حكم الأسرة الرابعة، فى فترة المملكة القديمة، عرَّف مانيتون، الكاهن المصرى الذى عاش وكتب أثناء الفترة الهلِّينستية اللاحقة فى القرن الثالث قبل الميلاد، الهكسوس بأنهم "الملوك الرعاة"  وهى ترجمة خاطئة للعبارة المصرية hekau khasut، والتى تعنى فى الواقع "زعماء البلاد الأجنبية"، وقد كانوا بالفعل أجانب، ونرى رسومًا تمثل هؤلاء الساميين فى مصر منذ القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ومن ذلك، مثلًا، لوحة جدارية فى داخل مقبرة مصرية فى منطقة بنى حسن، نرى فيها باعةً وتجارًا "آسيويين" يجلبون بضائعهم إلى البلاد.

أسيويون
 
وأنهى غزو الهكسوس لمصر عهد المملكة الوسطى (حوالى 2134–1720ق.م). ومن المحتمل جدًّا أن نجاحَهم فى الغزو كان نتيجةً لميزةٍ لديهم فى الأسلحة وقدرتهم على توجيه الضربة الأولى، لأنهم كانوا يَمتلكُون أقواسًا مركَّبة يُمكن أن تُطلِق سهامًا إلى مسافات أبعد من الأقواس التقليدية لذلك الوقت، وكان لديهم أيضًا عجلاتٌ حربيةٌ تجرُّها الخيول، لم يُرَ لها مثيلٌ من قبلُ فى مصر.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة