حكاية "أحمد" قاهر الإعاقة البصرية.. حقق المراكز الأولى بالجمهورية فى كافة المراحل التعليمية.. والدته كانت تسجل له المواد الدراسية بصوتها.. ويؤكد: لا إعاقة مع الإرادة والإصرار.. وأتمنى أن أصبح معيدا بـ"لأزهر"

السبت، 05 سبتمبر 2020 12:13 ص
حكاية "أحمد" قاهر الإعاقة البصرية.. حقق المراكز الأولى بالجمهورية فى كافة المراحل التعليمية.. والدته كانت تسجل له المواد الدراسية بصوتها.. ويؤكد: لا إعاقة مع الإرادة والإصرار.. وأتمنى أن أصبح معيدا بـ"لأزهر" حكاية "أحمد" قهر الإعاقة البصرية
القليوبية إبراهيم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لا إعاقة مع الإرادة".. مقولة جسدها الطالب أحمد ناصر ابن قرية دملو التابعة لمركز ومدينة بنها بمحافظة القليوبية، فهو حول وسخر هذه الإعاقة لصالحه ولم يجعلها عائقا له، فاستطاع التحدى بل وتحقيق انتصار ضخم عليها، وعلى كل إنسان سوى لا يحمل تلك الإعاقة وينال دعم وتشجيع الجميع على المرتبة الكبيرة التي حققها على مدار دراسته بداية من الشهادة الإعدادية الأزهرية وحتى تخرجه من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر.

 

الطالب أحمد ناصر
الطالب أحمد ناصر

الطالب أحمد ناصر عبد المعز رضوان ابن قرية دملو التابعة لمركز ومدينة بنها، الذي قهر إعاقته البصرية، وحولها من إعاقة إلى دافع قوى للحياة وتحقيق مكانة كبيرة على مدار فترات الدراسة الخاصة بداية من الشهادة الإعدادية الأزهرية التي حقق فيها المركز الرابع على مستوى الجمهورية في عام 2013، وبعدها يحتل المركز الثالث علي معاهد القراءات الأزهرية ٢٠١٥، ليسعى أكثر ويبذل مجهودا ضخما ليحقق المركز الأول مكفوفين علي مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية ٢٠١٦، وأخير يحقق نجاحا كاسحا في الفرقة الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة الدور الأول ٢٠٢٠م، بحصوله علي تقدير ممتاز تقديرا عاما في هذه السنة وحصوله علي تقدير عام امتياز ليحتل المرتبة الثالثة بالكلية.

الطالب أحمد ناصر ووالده وصديقه
الطالب أحمد ناصر ووالده وصديقه

"اليوم السابع" حرص على لقاء الطالب أحمد ناصر، أو كما يناديه أهل قريته "الشيخ أحمد"، للتعرف على الخطوات التى اتخذها لقهر تلك الإعاقة، وتحويلها إلى دافع للتحصيل، والسبل التي قدمتها له الأسرة على مدار المراحل التعليمية التي مر بها، إلى جانب سر تواجد صديقه الدكتور مصطفى رضا طنطاوى الذي هو حقا الصديق الوفى الذي يندر في هذ الزمان، وحلمه المستقبلي الذي يعكف على تحقيقه خلال الفترة المقبلة.

الطالب أحمد وصديقه
الطالب أحمد وصديقه

في البداية قال الطالب أحمد ناصر، أنه عاش منذ صغره بالمملكة العربية السعودية، وكان دائما يحقق المركز الأول على أقرانه خلال الأعوام الدراسة، موضحا أنه منذ عودته إلى مصر إلتحق بالمرحلة الإعدادية الأزهرية، وعمل على التحصيل الدراسي، حتى حقق المركز الرابع على مستوى الجمهورية في الشهادة الإعدادية الأزهرية،  المركز الرابع على مستوى الجمهورية في عام 2013، وبعدها يحتل المركز الثالث علي معاهد القراءات الأزهرية ٢٠١٥، والمركز الأول مكفوفين علي مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية ٢٠١٦، والمرتبة الثالثة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة ٢٠٢٠م، بحصوله علي تقدير عام ممتاز.

أحمد وصديقه
أحمد وصديقه

وأضاف "ناصر" لـ "اليوم السابع"، أن عملية التحصيل الدراسي كانت صعبة في البداية عقب عودته من المملكة العربية السعودية، خاصة وان طريقة "برايل" والخاصة بذوى الإعاقة البصرية لم تكن منتشرة بالشكل الكبير للحصول على الكتب الدراسية لبدء عملية التحصيل، إلا أن والدته كانت المساهم الأول كعادة الأمهات، فهي حرصت على تسجيل المواد الدراسة له بصوتها ليبدأ بعدها هو المذاكرة وتحديد النقاط الخاصة به التي من خلالها حقق التفوق على أقرانه.

الطالب أحمد ناصر 2
الطالب أحمد ناصر 2

وتابع ابن قرية دملو ببنها، أنه عند مولده كان يرى بأحد عينيه إلا أنها مع مرور الوقت بدأ نورها في الذهاب حتى فقد بصره تماما فلم ييأس نهائيا فهذا قدر الله له وهو أيقنه من البداية، فتفرغ لحفظ القرآن في سن صغيرة وبالفعل ختم حفظ القرآن كاملا، فساعده القرآن أن يكمل طريقه بكل همة ونشاط وتحقيق نجاح كبير، والتأكيد على أنه لا إعاقة مع الإرادة، وأنه يمكن تسخيرها لتصبح نقاط قوة يمكنه الإنطلاق من خلالها.

الطالب أحمد ناصر 3
الطالب أحمد ناصر 3

وأوضح، أن من بين عوامل النجاح أن رزقه الله بصديق عمره الوفي، وجعله سندا بل أخا لم تلده أمه، وهو الطالب مصطفى رضا طنطاوى الطالب بكلية الطب جامعة الأزهر، والذي لازم أحمد منذ المرحلة الإعدادية فور عودته من المملكة العربية السعودية، وطوال مراحل تعليمه، فكانوا سندا وداعمين لبعضهم البعض، وعلى الرغم من اختلاف التخصصات لكل منهم فقد التحق مصطفى بشعبة العلمى علوم بالمرحلة الثانوية، وفضل أحمد أن يلتحق بشعبة الأدبي إلا أنهم ظلوا كتفا إلى كتف بعضهم.

الطالب أحمد ناصر 4
الطالب أحمد ناصر 4

واستطرد "أحمد"، أن صديقه مصطفى ظل يلازمه طوال فترة الدراسة بكلية الدراسات الإسلامية وهو بكلية الطب فكان عينه التي يبصر بها، كما ساعده فى عملية مذكرة المواد التي يعرفها الجميع بأنها دسمة جدا، وأنه لا يقدر عليها إلا من سخره الله لذلك، فكان مصطفى حقا الصديق الوفى لصديقه والذي يندر في هذه الأيام.

أحمد ناصر وصديقه مصطفى
أحمد ناصر وصديقه مصطفى

وأشار "أحمد"، إلى أنه كان يشعر بسعادة كبير في تجقيق مراكز متقدمة في المراحل التعليمية المختلفة، قائلا "كنت بحس إن تعبي وتعب أسرتي وصاحبي مراحش، وكنت بأشعر بسعادة كبيرة على هذا النجاح، وخاصة إن أخر عامين بالكلية كنت أحضر بانتظام حتى أتم الله نجاحه لي بهذا التفوق، وخاصة أنى بدأت في التعرف على الجمعيات التى تقدم خدمات للمكفوفين من كتابة المواد التعليمية بطريقة برايل، ثم بدأت في الكتابة على جهاز الكمبيوتر لتسجيل المواد الخاصة بي".

الطالب أحمد ناصر 5
الطالب أحمد ناصر 5

وناشد "أحمد" خلال حديثه لـ "اليوم السابع"، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بأن يتم تعيينه معيدا بكلية الدراسات الإسلامية، أو بمشيخة الأزهر حتى يواصل التحصيل العلمي وينهل من منهله العظيم ويصبح أحد علماء الأزهر الكبار.

 
 
الطالب أحمد ناصر 6
الطالب أحمد ناصر 6

 

 
نتيجة الفرق الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية للطالب أحمد
نتيجة الفرق الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية للطالب أحمد

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة