أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

حوار ثقافات أم حوار أديان؟

الأربعاء، 30 سبتمبر 2020 02:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ففى الوقت الذى تقوم فيه بعض التيارات التكفيرية  بتوظيف  الدين كأداة للقتل والتدمير وإراقة الدماء، يتبادر إلى الذهن سؤال فلسفى : هل يمكن للدين أن يكون أداة للوحدة والترابط والوئام الإنسانى ؟ وكيف يمكن للدين أن يكون مصدرا للتنمية البشرية والسعادة والرفاهية ورافدا مهما يسهم فى نهضة الأمم ؟    
 
لقد شهدت المجتمعات الاسلامية تحولا وتطورا فى مكونات ومفردات القوى الدينية الفاعلة فى المجتمع المصرى بعد أحداث   11 سبتمبر 2001 ،  وتبنى خطاب دينى يدعو لنبذ الفرقة والتكفير واحترام حقوق الآخرين ، والدعوة للتقارب الإسلامى المسيحى داخل الجماعة الوطنية ، ودعم فكرة التعايش المشترك والآمن مع كل شركاء الوطن الواحد، مسلمين وغير مسلمين. 
 
لذلك فكرت فى تسليط الضوء على الإشكالية التى تتخلل الحوار الدينى، مما أدى إلى تعدد مفهومه والخلاف حوله والاختلاف فى  رؤية وهدف ورسالة الفاعلين والقائمين على الحوار والغرض منه وتأثيره على  المجتمع .
 
 فبينما يرى الأزهر ،المؤسسة الدينية الرسمية السنية أنه حوار أهل الأديان ، ترى الطوائف المسيحية أنه حوار دينى ، فيما  يرفض البعض استخدام مصطلح الحوار بين الأديان فى مصر ، ويفضلون استخدام حوار الثقافات .فيشير الدكتور على السمان نائب رئيس لجنة الأزهر لحوار الأديان سابقا إلى :"أن الحوار هو بين أتباع الأديان وليس حوار بين دين إسلامى وآخر مسيحى مثلا ، ومن وجهة نظرى دون حوار ثقافات ستحدث عقبات فى حوار الأديان ، لأن الثقافة هى التى تعطى الاستنارة ". كما رفض عدد من المفكرين ومنهم دكتور طاهر اعتباره حوار أديان أيضا بل حوار ثقافات يتحاور  فيه أصحاب الثقافات المتعددة لأنه لا يتناول البعد العقدي ولا يدخل في دين كل شخص ولو على سبيل التعارف. اذا مع تصاعد الإرهاب والعنف تبرز الحاجة إلى الحوار بغض النظر عن مفهومه..حوار حول القيم المشتركة ومواجهة التطرف الفكري والديني ونبذ الحروب والصراعات الطائفية..حوار حول مشكلات البيئة التي تسبب الإنسان في ضرر لها بعدوانه على الزرع والغابات والأشجار وتلوث البحار والمحيطات..حوار حول ظاهرة الإلحاد التي اندفع إليها بعض شبابنا نتيجة ما يرونه من تطرف في الدين وغياب خطاب ديني مستنير يجيب على تساؤلاتهم وشكوكهم.
 
إن الخلاف حول المصطلح لا يعني من خفوت الظاهرة أو انحسارها داخل اجتماع رجال الدين فقط، بل ينبغي أن يمتد الحوار ليشمل أصحاب الأديان المختلفة في الشارع والعمل و الندوات ليصبح حوار حياة ممتد، يفيد الجميع ويستفيد بها المواطن وتنهض به الأوطان. أفلا تعقلون؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة