أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

الحوار ضرورة لمواجهة الإسلاموفوبيا في السويد

الخميس، 03 سبتمبر 2020 03:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جريمة الكراهية التي قام بها اليمين المتطرف في مدينة مالمو أقصى جنوب السويد بحرق نسخة من القرآن الكريم، ليست جديدة فهي ظاهرة متنامية في ذلك البلد الاسكندنافي الهادئ في شمال أوروبا منذ عام 2014، فترة صعود اليمين المتطرف في أوروبا الذي استغل حادثة الهجوم الإرهابي على صحيفة شارل ابدو الفرنسية(يناير 2015)، ناشرة الرسوم المسيئة للنبي محمد(ص) ليكسب المزيد من أصوات الناخبين، من خلال تخويف وإرهاب الناخبين من الإسلام والمسلمين، خاصة مع بدء توافد عدد كبير من اللاجئين العرب في تلك الفترة إلى أوروبا خاصة من السوريين. وقد عبر 78% من المواطنين السويديين عن قلقهم من انتشار ظاهرة كراهية الأجانب، وفقا لمسح علمي قام به معهد الدراسات الاجتماعية (SOM) التابع لجامعة يوتيبوري (2014).   
 
 وفي 22 أكتوبر 2015، قام شخص يدعى أنتون لوندين بترسون (21 عاما) بجريمة في مدرسة كرونان في ترولهاتن، غرب السويد باستخدام سيف فقتل معلما من أصل عراقي يدعى لافين إسكندر وتلميذا من أصل صومالي وجرح اثنين آخرين أحدهما معلم من أصل لبناني ثم قتل بإطلاق النار عليه أثناء محاولة اعتقاله، وقد ثبت انتماء ذلك الإرهابي اليميني لجماعة نازية.  
 
 وفقاً لتقرير أعدته جامعة أوبسالا جنوب السويد، فقد شهدت البلاد اعتداءً على 38 مسجداً خلال العام 2018. 
تشير تقارير مرصد الإسلاموفوبيا بمنظمة التعاون الإسلامي إلى أنه في 22 ديسمبر 2019 وصلت إلى مسجد الجمعية الثقافية الإسلامية في مدينة ترولهاتن، رسالة تهدّد بتفجيره وقتل المصلين فيه. وهناك حوادث فردية مثل إلقاء رأس خنزير أمام المساجد والجمعيات الإسلامية.  
 
إن الإحصائيات السابقة هي مجرد لمحات من تقارير وبيانات كثيرة، تعني تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا أو الرهاب من الإسلام في بلد أوروبي مهم، وهو ما يتطلب خطوات عملية حكيمة من المنظمات والمراكز الإسلامية، كوسيلة فعالة بديلا عن الاحتجاجات والتظاهر فقط، الذي يؤدي إلى مواقف حكومية وقتية ومسكنات مثل منع دخول السياسي  ا اليميني الدنماركي راسموس بالودان  وليس حلولا لمشاكل مستمرة.  
 
المطلوب من المنظمات والجمعيات الإسلامية في السويد وأوروبا الدخول في حوار مع الحكومات المحلية والمركزية والمجتمع المدني بأحزابه وجمعياته الدينية والمثقفين والأكاديميين، في سبيل التعريف بالإسلام دين الرحمة والمحبة والتسامح وكذلك توضيح موقف المسلمين من قضايا الاندماج، وأنهم ليسوا قادمين من أجل أسلمة أوروبا، ولكنهم مواطنون يريدون العيش السلمي المشترك بنفس الحقوق والواجبات التي يتعامل بها أقرانهم من المواطنين الأصليين.   قبل ذلك يجب أن تدخل المنظمات والمراكز الإسلامية في حوار مع نفسها، وتوحد صفوفها وتخلع عباءة الإسلام السياسي، لتنزع الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، حوار داخلي يتضمن المصارحة بمشاكل الجاليات الجديدة وضرورة تأهيل الأئمة وتدريبهم وتعليمهم اللغة والقانون السويدي، وتعريفهم بثقافة الآخر المختلف دينيا ومذهبيا. 
 
 الحوار الداخلي أولا يعقبه حوار مجتمعي، فالاستفزاز لا يقابل باستفزاز، صححوا صورة أنفسكم قبل المطالبة بدفع كراهية الآخرين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة